ناصر النوبي يكتب : قافلة الصمود .. الطريق الى جهنم !

الفنان ناصر النوبي

بالأمس تعاطفت مع قافلة الصمود القادمة من تونس ،وبعد ان قرأت تعليقات الأصدقاء أيقنت انهم على حق ،وان السماح لقافلة الصمود الوصول الى رفح ،قد يعرض حياتهم للخطر ، ويعرض مصر لخطر الدخول فى حرب ، لأن وصولهم الى رفح يعنى تفعيل مخطط التهجير فى مشهد سينمائي ،وأن اسرائيل ستعمل على طرد اهالى غزة ،وسوف تضرب القافلة ، وبهذا تجد مصر نفسها فى المواجهة ،
اذن لا مفر من الدخول فى حرب فى توقيت خطير على مستويات كثيرة منها حالة الاضطراب والفوضى السياسية التى صنعها ترامب بالعالم ،والذى قوض كل الجهود السياسية والدبلوماسية ان تجد حلا لهذا الجنون الصهيوني، كما ان الفيتو الامريكى الأخير، يؤكد انهم عاقدون النية على الحرب والخراب ،والتهجير القسرى لأهالى غزة فى اتجاه مصر ،

لذا ربما يخدم وصول القافلة الضغط على مصر التى أعلنت موقفها أنه لا تهجير ،لأهالى غزة ،ومع ان الخطة التى

قدمتها مصر ،لو كانت وافقت عليها امريكا وإسرائيل، كان من الممكن أن تتوقف الحرب ، لكن هناك نية مبيتة و معقودة

،على تهجير وابادة اهالى غزة ، لذا فإن الذى قرر خروج هذه القافلة ،عليه ان يرى ماذا حدث لقافلة مادلين البحرية

حيث تم القبض عليهم جميعا ،واصبحوا الآن فى الأسر تحت سيطرة العدو الغاشم ،

هذه الأفكار الافلاطونية لا تصلح مع شعب غليظ الرقبة ،هذا اذا افترضنا براءة هذه الأفكار من الزج بمصر فى مواجهة

مع اسرائيل الآن ،ونعود الى نقطة الصفر تاريخ ٧ اكتوبر عندما اقتحمت حماس مستوطنات ريف غزة لم تحسب

العواقب جيدا مما اسفر عنه مقتل الالاف من الفلسطينين ،والاصابات التى وصلت ربما لضعف عدد القتلى الشهداء ،

لذا فان الطريق الى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة ،انه شطرنج الآن ،اى حركة او تحرك خاطئ سوف يكون له رد فعل

قوى من كل جانب .. مصر مستعدة شعبا وجيشا ،وإسرائيل تنتظر الفرصة للأنقضاض ،والوضع حرج فى قمة الخطورة

، وقد جربنا نحن المصريون الربيع التونسي، واشتعال الخريطة منذ ٢٠١١، حتى استقرت الأمور بعد ١٠ سنوات منذ

اندلاع،الربيع العربى مع أننى لا انفى ان هناك ثورة  بدأت فى الميدان صدقها المصريون وكان من أهم نتائجها تأكيد

المصريون على وحدتهم وانهم شعب قديم ‘اذا خُير بين الحرية والحرب الأهلية اختاروا مصر ‘.. وهذا ما لم تفعله

الشعوب المحيطة بنا .. معظمهم اختاروا الحرب والخراب ، واختارت مصر الوحدة والاتحاد ،

فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، فهل نغامر مرة اخرى مغامرة نعرف دافعها الذى يدفع الى التعاطف مع فك الحصار

عن غزة ،لكن قد يعرضهم لخطر الموت وتصبح مسؤوليتنا ويعرض مصر لخطر الحرب ،

ربما لم تحن اللحظة المناسبة لذلك ،لكنى لا استبعدها ،مع العلم ان الصهيونية العالمية دائما ما تبحث عن مبررات

قبل الدخول فى حرب !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.