
من أشهر تصريحات توني بلير :” أن الأَمن القومي له الأولوية على الديمقراطية فى بعض الحالات” … وهذا يعنى أنه قد يفضل اتخاذ إجراءات لضمان الأَمن القومي حتى لو كانت هذه الإجراءات تتداخل مع الحقوق الديمقراطية، ولمن لا يعرفونه على حقيقته، فهو: السير أنتوني تشارلز لينتون بلير (ولد في 6 مايو 1953) هو سياسي بريطاني شغل منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة من عام 1997 إلى عام 2007 وزعيم حزب العمال من عام 1994 إلى عام 2007 وكان زعيمًا للمعارضة من عام 1994 إلى عام 1997 وشغل مناصب مختلفة في حكومة الظل من عام 1987 إلى عام 1994. وكان بلير عضوًا في البرلمان عن سيدجفيلد من عام 1983 إلى عام 2007، وكان مبعوثًا خاصًا للرباعية بشأن الشرق الأوسط من عام 2007 إلى عام 2015 وهو ثاني أطول رئيس وزراء خدمة في تاريخ بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية بعد مارجريت تاتشر، وأطول سياسي في حزب العمال خدمًا في المنصب، والشخص الأول والوحيد حتى الآن الذي قاد الحزب إلى ثلاثة انتصارات متتالية في الانتخابات العامة.
إنما ما يهمنا هنا فى سيرته الذاتية أن الرجل كان زعيما للمعارضة فى مملكته حتى تولى رئاسة وزراء المملكة، وحينها قال مقولته التى اشتهر بها واقترنت باسمه :” إذا كان هناك تهديد للأمن القومى فالتذهب الديمقراطية إلى الجحيم”.
فقط أردت البداية من هنا وعن قرب على لسان رئيس وزراء المملكة المتحدة وهو ذاته وبعينه كان زعيما للمعارضة يرفل فى ترف الديمقراطية.
وفى مشهد تالى عن ديمقراطية المملكة المتحدة التى تدعى أنها تصون الحريات وانها قلعة الديموقراطية فى الأرض! بعد انتهاء فترة رئاسة تونى بلير الثانية لوزراء المملكة تم تعينه مبعوثًا خاصًا للجنة الرباعية بشأن الشرق الأوسط، وهو منصب دبلوماسي شغله حتى عام 2015… وهذا التاريخ لنا عنده وقفه، فقد غادرت فتاة بريطانية صغيرة تدعى شميمة بيجوم لندن في عام 2015 وعمرها 15 عاما وسافرت مع اثنتين من صديقاتها بالمدرسة إلى سوريا هما خديجة سلطانة (17 عاما) وفتاة ثالثة (15 عاما) لم يكشف عن اسمها بناء على طلب عائلتها، غادرن منازلهن في لندن وتوجهن بالطائرة إلى اسطنبول ومنها الى سوريا، وتعتقد الشرطة أن الفتيات، وهن صديقات مقربات، يدرسن في أكاديمية بيثنال غرين في شرق لندن، فعلن مثلما فعلت إحدى صديقاتهن التي فرت للانضمام إلى تنظيم الدولة، كما قال ريتشارد والتون رئيس قيادة شرطة مكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس إن فى 20 فبراير 2015 “العديد من الجماعات في سوريا تشجع الشباب والشبان والفتيات للانضمام إليها” وأضاف “أعتقد أن نحو 550 امرأة غربية توجهن إلى العراق وسوريا للانضمام إلى الجهاديين” وفى داعش حيث تزوجت الفتاة من أحد مقاتلى تنظيم داعش وأنجبت 3 أطفال ماتوا جميعا وهم رضع، وظلت هذه الفتاة تعيش فى مخيم الروج مع آلاف النساء والأطفال الأجانب الآخرين، وفى مقابلة مع إحدى الفضائيات العابرة للقارات وكانت الفتاة حامل في شهرها التاسع، عام 2019 وأخبرت وسائل الإعلام أنها ترغب في العودة إلى بريطانيا، البلد الذي وُلدت فيه، وبل على استعداد لتمضية حياتها فى سجن بلدها افضل لها من العيش فى هذا الجحيم، الا أن وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، أعلن فى 15 قبراير 2019 إنه لن يتردد في منع عودة البريطانيين، الذين توجهوا إلى منطقة الشرق الأوسط للالتحاق بتنظيم داعش المتطرف، بل وجُردت شميمة بيجوم من جنسيتها البريطانية عام 2019، لأسباب تتعلق بالأمن القومى، من قبل وزير الداخلية آنذاك ساجد جافيد.
ولكن بعدما بدأت قوات سوريا الديمقراطية محامكة أسرى تنظيم “داعش” من الرجال، تخشى عروس داعش ـ هكذا اصبح لقبها عبر وسائل الاعلام فى لندن ـ أن يأتي الدور عليها، كما ذكرت صحيفة ” طبقا لما نشرته ديلي ميل” البريطانية، يوم الأحد 22 من يونيه 2022
إلا أن وزارة الداخلية أعلنت مرارا، أنها “ستكون تهديدا للسلامة العامة، إذا سُمح لها بالعودة إلى المملكة المتحدة”، بل وجُردت شميمة بيجوم من جنسيتها البريطانية عام 2019، لأسباب تتعلق بالأمن القومى، من قبل وزير الداخلية آنذاك ساجد جافيد، فتقدمت الفتاة البالغة من العمر 23 عاما ـ آنذاك ـ طعنا ضد وزارة الداخلية بشأن قرار سحب جنسيتها، لكن لجنة استئناف الهجرة الخاصة (SIAC)، رفضتها فى فبراير 2023 بعدما استأنفت الفتاة على حكم الدرجة الأولى، ورفضت محكمة الاستئناف في لندن استئنافها يوم الجمعة 23 فبراير 2024 وقالت القاضية سو كار “يمكن القول إن القرار في قضية السيدة بيجوم كان قاسيا، ويمكن القول أيضا أن السيدة بيجوم هي السبب في سوء حظها” وذلك على الرغم من تقديم الفتاة إفادة بانها قد تم التلاعب بدماغها وانها لا تكره بريطانيا وترغب فى العودة إلى موطنها، وكل ذلك لم يشفع لها عند القضاء والحكومة البريطانية.
ورحبت الحكومة بالحكم، وقال متحدث باسم وزارة الداخلية “أولويتنا تظل الحفاظ على سلامة وأمن المملكة المتحدة وسندافع بقوة عن أي قرار يتم اتخاذه للقيام بذلك” ودعا محامو بيجوم بريطانيا إلى إعادتها هي وآخرين ممن بقوا في سوريا، ووصفوا رفض القيام بذلك بأنه “مشين” وقال جاريث بيرس محامي بيجوم للصحفيين “كل الدول الأخرى أعادت مواطنيها، فرنسا وألمانيا وبلجيكا وأميركا وكندا وأستراليا”.
وهنا نعود لمطالبة بريطانيا وبالحاح مستغرب من الافراج عن أحد المسجونين فى مصر والمجنسين بجنسيتها ـ أيضا ـ وهو علاء غبد الفتاح الذى نشر على حسابه الخاص ـ الفيسبوك ـ :” … طيب انا باطالب بحرق جثث السادة الضباط واستخدامها كوقود طبيعى لحين انتهاء ازمة السولار”
وكتب أيضا :” مادام مش عارفين نطول الضباط ما نشوف خلية ارهابية تقتل عيالهم وتعذب امهاتهم”
هذه هى اراء الناشط علاء عبد الفتاح المعلنة وما بالكم بالمسكوت عنها “!”.
ومع ذلك اتعجب من موقف رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر الذى تتناقل وسائل الاعلام عنه تواصله مع مصر للمطالبة المتكررة بالإفراج عن علاء عبد الفتاح وتتداول وسائل الاعلام انه يحمل الجنسية البريطانية منذ عام 2022 ويطالب ستارمر بالعفو عنه، مؤكدًا أن الحكومة المصرية تسبّب معاناة كبيرة لعائلته التى تحمل الجنسية الانجليزية ـ رغم مولدها فى مصرـ وذلك بعد اعلان ليلى سويف الأضراب عن الطعام حتى الافراج عن ولدها.
ويُذكر في ذات التاريخ الذى خرجت فيه عروس داعش من بريطانيا الى الشام ، أيضا عام 2015، حُكم بالسجن على علاء عبد الفتاح، وأيضا تولى تونى بلير مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، وهو من قال فالتذهب الديمقراطية الى الجحيم أذا تهدد الامن القومى، وقال من بعده وزير داخلية المملكة ان عودة عروس داعش يهدد الامن القومى للملكة، واسقط الجنسية عن مواطنة بريطانية ترغب فى العودة لبلادها، ورفض القضاء طلبها فى العودة ورحبت حكومة المملكة باسقاط الجنسية البريطانية عن المواطنة “شميمة بيجوم” وأكثر من العشرات أمثالها يرغبن فى العودة بلادهم “بريطانيا العظمى” لكن المملكة والحكومة والداخلية والقضاء يرفضون بحجة الحفاظ على الامن القومى، فأين منظمات حقوق الانسان “هيومان رايت” وغيرها من هذه الفتاة الضعيفة التى اعترفت بذنبها ولم تغفر لها المملكة”!” بل وشردتها بلا جنسية تنتمى إليها!.
وأتذكر فى ذات التاريخ 2015 عندما كرمت مصر والدة شهيد الوطن من رجال الشرطة البطل محمد انور، حينها قالت والدته ماما عفاف : انا لا احزن على استشهاد وليدى لكننى احزن كل الحزن إن ضاع دمه وتضحيته من أجل الوطن هباء”.
وفى ذات التاريخ 2015 عندما حكت لى والدة شهيد الوطن من رجال القوات المسلحة محمد هارون فى كتاب “حكايات الولاد والأرض” أنه اتصل بها قبيل استشهاده بساعة عند الفجر وقبل خروجه لمداهمة فى الشيخ زويد:” يا امى سيناء ضاعت هدر وباعوها الخونة بالبخس وعلينا نرجعها بتمن غالى اوى” وقالت الوالدة لم أكن أعلم ان عودة سيناء ستكون بثمن دم ابنى.
هؤلاء هم الضباط الذين طالب علاء عبد الفتاح بحرق جثثهم واستخدامها كوقود طبيعيى لحين حل ازمة السولار، وهؤلاء الامهات الذين طالب علاء عبد الفتاح بتعذيبهم.
وهذه بريطانيا التى تسحب الجنسية من مواطنيها حفاظا على الامن القومى وتطالب مصر بهدم أمنها القومى”!”
“ابو رغال” الذى خان موطنه “مكة” مقابل دراهم الذهب ليكون الدليل العربي لجيش “أبرهة الأشرم”؟،
ومن يتذكر خيانة الوزير “مؤيد الدين ابن العلقمى” لدولته العباسية ولامته العربية والاسلامية، وما فعله به “هولاكو خان” المغولى بعدما اعانه على قتل الخليفة المستعصم بالله، ولم يجعله على ولاية بغداد، بل وضعه على حمار “بالمقلوب” ليسخر منه فتية وصبيان بغداد ؟
ومن يتذكر لماذا سمى المصريون القائد المملوكى الجراكسى ـ غير العربى ـ خاير بك “خاين بك” الذى خان جيشه وسلمه للاعداء فى معركة “مرج دابق” فولاه العثمانيون على مصر وبنى مسجدا لينسى الناس خيانته فكان تخليدا لذكرى هذا الخائن فظل المسجد الوحيد الذى لم يرفع فيه الآذان ولم يدخله المصلون المصريون؟!
أيها الخجل أين حمرتك؟