جهاد شوقى السيد تكتب: “.. لمن استطاع إليه سبيلا”

جهاد شوقى السيد

ونحن نعيش أجواء الركن الخامس من أركان الإسلام “الحج العظيم”، ونفوسنا تردد: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك،

إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”. ونتجه بقلوبنا نحو الكعبة المشرفة سائلين الله التوبة والمغفرة والعفو، وأن يتقبلنا عنده ويعتق رقابنا من النار. وقد وصلت جميع الأفواج إلي مكة المكرمة استعدادا لهذا الركن العظيم، ومن ضمن هؤلاء الحجاج، الحاج بإذن الله” عامر المهدي من ليبيا والذي تعلمنا مما حدث له، أنه إذا أراد الله أمرا هيأ له الأسباب حتى خارج نطاق المنطق البشري،

فقد أقلعت الطائرة مرتين دون أن يكون على متنها برغم إلحاح العاملين في المطار على كابتن الطائرة

لفتح باب الطائرة لهذا الرجل، ولكن أصر الطيار علي الإلتزام بالقواعد وعدم الانصياع لهذه التوسلات،

وبرغم إقلاع الطائرة لم يفقد الحج “عامر” الأمل،

فهو على يقين من الله أنه سيحج هذا العام وأصر هو أيضا علي التواجد بالمطار رغم استحالة عوده الطائرة مرتين،

ولكن الله قد دعاه هذا العام لزيارة بيته الكريم فكيف لا يلبى الدعوة وهي من الخالق الأكبر، فتعود الطائرة مرة ثانية حتى يصر كابتن الطائرة

علي صعود ذلك الشخص، فقد أيقن أنه لن تكتب السلامة لهذه الرحلة دون هذا الشخص، لتصل الطائرة لوجهتها

ويصل كل من عليها إلي الأراضي المقدسة سالمين راجين من الله التوبة…

العمل الصالح في هذه الأيام مضاعف الأجر

ومن لم يستطع الحج هذا العام، فقد جعل الله العمل الصالح في هذه الأيام مضاعف الأجر فقد أخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا: يا رسول الله

ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”.

ومن الأعمال المستحبة في هذه الأيام الصدقة، وذكر الله كثيرا والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتهليل والتكبير والحمد، وفي روية أخرى

عن ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: “ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن

من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” رواه الإمام أحمد.

الصوم عن كل ما يغضب الرحمن

والصوم أيضا من الأعمال المستحبة في هذه الأيام والصوم هنا عن كل ما يغضب الرحمن وليس عن الطعام والشراب فقط،

والإكثار من الدعاء مع اليقين في الاستجابة فقد قال الله تعالى “ادعوني استجب لكم” وهنا نجد أمرا من الله بالدعاء

ويقين أيضا أن دعاءك مستجاب،

فهذه الأيام العشر منح من الله -عز وجل- وقد أقسم الله بهذه الأيام في مطلع سورة الفجر، في دلالة على عظم شأنها، حيث قال سبحانه:

“والفجر (1) وليالي عشر (2) والشفع والوتر…” وذكر عدد من العلماء أن الليالي العشر المقصودة هي عشر ذي الحجة،

فمن أحسن العمل بها فقد فاز بضعف أعماله ومن لم يجتهد بها فقد خسر ثواب كثير، فعلينا جميعا بالاجتهاد في هذه الأيام

مهللين بالله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر كبير والحمد لله كثيرا -وسبحان الله- بكرة وأصيلا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.