مسرحيات الدكتور صلاح عدس: امتداد للمسرح الإسلامي
بقلم : باحث دكتوراه / عثمان فاروق جامعة العلامة إقبال – باكستان
لم تكن المسرحية الإسلامية الشعرية من ابتداع الدكتور صلاح عدس، بل كانت له فيها . مساهمة متميزة، امتداداً لإرث بدأه أحمد شوقي وعزيز أباظة، وبلغ ذروته مع علي أحمد باكثير ، يمثل الدكتور صلاح عدس امتدادًا حقيقيًا لنهج علي أحمد باكثير، لكن ليس من حيث الشكل الفني فحسب، بل من حيث المضمون العميق، إذ يوظف التراث والتاريخ الإسلامي ببراعة، ويخلق نسيجا متماسكا . من الإسقاطات والمعادل الموضوعي مما يجعل أعماله المسرحية انعكاسًا واعيًا للواقع المعاصر، لا مجرد استلهام للماضي.
قائمة المسرحيات :
١- البعث
٢- أبو زيد الهلالي سلامة
3- عبدالله بن حذافة والقيصر
٤ – الحسين الثائر الشهيد
٥- مأساة القدس
6- حبيب بن زيد ومسيلمة الكذاب
7- السلطان عبد الحميد
8- بلال الثائر
9- السيدة زينب ويزيد
١٠- مأساة المعتمد بن عباد
سمات مسرحيات د. صلاح عدس
تتميز أعمال الدكتور صلاح عدس بعدة خصائص تجعلها علامة بارزة في المسرح الإسلامي:
أ. الانتصار الدائم للحق والخير وهزيمة الباطل والشر، في تأكيد على القيم الإسلامية الأصيلة.
ب. صراع أفقي بين الحق والباطل، حيث تُجسّد المسرحيات مواجهة مستمرة بين قوى العدل والظلم.
ج. تقديم شخصيات إيجابية، تكافح من أجل القيم الأخلاقية والمبادئ الإسلامية، مثل بلال بن رباح ، الحسين بن علي، وحبيب بن زيد.
د. اللغة والأسلوب البسيط، بعيدًا عن الغموض والتعقيد، مما يجعل النصوص واضحة وهادفة، تعكس روح الأدب الإسلامي في سعيه لتحقيق قيم الحق ، العدل ، الخير والحرية.
5- الثورة والصمود والمقاومة (الجهاد الإسلامي)، حيث تعد هذه التيمة المحورية التي تجمع مسرحياته، إذ يعكس الصراع بين الماضي والحاضر، في إشارة إلى أن الأمة الإسلامية تعيش اليوم ظروفًا مشابهة لعصور دقيانوس، وأبي جهل، ومسيلمة الكذاب. و رؤية معاصرة للتاريخ، حيث لا يسعى الكاتب إلى مجرد إعادة سرد الأحداث التاريخية والأساطير، بل يستخدمها كأداة لتحليل الواقع الراهن وإثارة الوعي، مستلهما من الماضي دروسًا لبناء المستقبل.
د صلاح عدس شخصية موسوعية ومشروع فكري
إن قراءة مسرحيات الدكتور صلاح عدس تكشف عن شخصية موسوعية الفكر لا تقتصر على الإبداع المسرحي فحسب، بل تسهم في إثراء المكتبة الإسلامية برؤية نقدية تدعو إلى صحوة الأمة. ويُعدّ امتدادًا لعمالقة الفكر الإسلامي والأدبي مثل: محمد إقبال وعباس محمود العقاد وعلي أحمد باكثير ومصطفى صادق الرافعي من خلال مسرحياته، يسير على نهج هؤلاء المفكرين الجهاد بالقلم والكلمة ، لإيقاظ الوعي الإسلامي، تماما كما جاهد السابقون بالعلم والفكر من أجل نهضة الأمة.