عبد الناصر البنا يكتب : زاهى حواس .. المثير دوما للجدل !!

عبد الناصر البنا
قد تتفق أو تختلف مع د. زاهى حواس إلا أنه المثير دوما للجدل ، تردد مؤخرا إسم د. زاهى حواس وإنتقد على منصات التواصل الاجتماعى والـ Social Media بعد لقائه مع ” جو روجان ” وقيل عنه أنه نرجسى ومتعالى وأنه يختزل علم المصريات فى شخصه ، وأنه يدعى أنه يحتكر هذا العلم متجاهلا علماء المصريات وأساتذة الجامعات المتخصصين فى مصر والعالم ، وهو اللقاء الذى وصفه روجان بأنه “الأسوأ ” فى تاريخ البود كاست .
والحقيقة أننى أعتقد أن أغلب من إنتقدوا هذا اللقاء كانوا متحاملين جدا على الدكتور زاهى حواس
سواء فى مايتعلق بالسؤال عن دليله أن بناة الأهرامات مصريين ، وإشارة د. زاهى إلى كتابه الموجود فى لاس
فيجاس ، أو حتى الطريقة التى ظهر بها فى اللقاء ، وهو ينفخ دخان السيجار مع روجان أو يرتدى البرنيطة التى
إشتهر بها
ولكن بشىء من العقل تجد أن حواس وهو صاحب “كاريزما” لايضاهيه فيها أحد ، بل إن الهوس بشخص زاهى حواس
بلغ منتهاه فى أوربا كلها ، ولك أن تتخيل أن محاضراته فى الخارج يتهافت عليها القاصى والدانى ، وتباع تذاكرها
بمبالغ فلكية بل وتنفد فى وقت وجيز عند طرحها ،
ومن يحصل على نسخة من كتاب لـ زاهى حواس عليها توقيعه فكأنما حاز الدنيا ومافيها ، ناهيك عن برنيطتة
الشهيرة التى تباع فى الخارج بمبالغ كبيرة ، إضافة إلى ذلك فإن د. زاهى حواس يتمتع بإجادته اللغة الانجليزية
والنطق بها بطريقة سليمة ، وهو يجيد إستخدام لغة الجسد إجادة تامة ، وقد صنع لنفسه “سمت” خاص أو “كراكتر”
مميز له بالبرنيطة الكاوبوى والقميص الأزرق والبنطلون الجينز ، وأنا لا أجد غضاضة فى ذلك .
ولاتنسى أن د. زاهى حواس كان ومازال هو دوما المرافق الأوحد لكل زعماء العالم وقادته ومشاهيره عند زيارتهم
لمنطقة الأهرامات وغيرها من آثار مصر . رأيناه يستقبل الرئيس أوباما فى منطقة الأهرامات ، ومن قبله جيمي كارتر
برفقة الرئيس السادات ، وريتشارد نيكسون ، ودافيد روكفلر وعائلته ،
وإستقبل عائلتى الرئيس بوش ” الأب ـ والابن” ، وعائلة بيل كلينتون ، كما إستقبل الملك كارلوس ملك أسبانيا
وزوجته صوفيا ، وملكة هولندا بياتريس ، وإمبراطور اليابان أكيهيتو . ولا تنس أنه رد على مزاعم “مناحم بيجن” رئيس
وزراء إسرائيل عندما أعلن في نيويورك عن سعادته بزيارة الأهرامات التي بناها أجداده ، وأكد فى مؤتمر صحفى
عالمى بالدليل القاطع ” أن المصريين هم بناة الأهرامات ” .
عشرات الزيارات للمشاهير الذين سعدوا بمرافقة د. زاهى حواس لهم أثناء الزيارة ، ومنهم ” هيلارى كلينتون ” أثناء
فترة رئاسة زوجها بيل كلينتون ، وزيارة “تونى بلير” رئيس وزراء بريطانيا العاشق للأهرامات ، ومن منا ينسى الزيارة
التاريخية التى قامت بها جميلة الجميلات الأميرة “ديانا ” لمصر ومنطقة الأهرامات ، وقد عبرت عن حبها وشغفها
بالآثار المصرية ، وتلك حقائق مسلم بها ولا يستطيع أحد أن يجادل فيها أو ينكرها ، وأعتقد أن مثل هذه اللقاءات
وحدها كفيلة أن تجعل زاهى حواس ” نرجسى ” بدرجة إمتياز .. وهو يستحق .
وأنا هنا لست بصدد الدفاع عنه ، وإنما أكشف عن حقائق عاصرتها بنفسى ، ولكن ما يغيب عن بال البعض أن ” جو
روجان ” بوصفه أشهر صانع بودكاست فى العالم وله ملايين من متابعية ، قد فشل بإمتياز فى تمرير نظرية أن من بنوا
الأهرامات كانوا ” كائنات فضائية ” ، وبشىء من التأمل هل تعتقد أن روجان قبل التحضير لهذا اللقاء لم يقرأ كتاب
زاهى ” معجزة الهرم الأكبر ” أو لم يطلع على أكثر مؤلفاتة شهرة مثل ” لعنه المومياء ـ مغامراتى فى عالم الآثار ،
توت عنخ آمون .. رحلة مع الفرعون الصغير ، الحارس ، أيام زاهى حواس ، المرأة المصرية القديمة .. إلخ ” وكلها
مؤلفات تحكى عن حبه وشغفة بالآثار وتاريخ الفراعنه وحياة المومياوات .
إذن لم يخطىء د. زاهى حواس عندما يشير له أن الدليل فى كتابه ، وهذا يحسب له حتى وإن كان يروج لكتابة ؛
وهنا أقصد أن سؤال روجان عن الكتاب هو دليل كافى على إدعائه بالجهل ، إلا إذا كان يقصد أن يستخف بضيفه ، أما
ظهور د. زاهى وهو يدخن السيجار ، معروف أن روجان يدخن بشراهة أثناء لقاءاته ولاغضاضه فى أن يقبل التحية
ويدخن معه ، وقد سبق لـ “إيلون ماسك” أن ظهر مع روجان وهو يدخن الماريجوانا ويشرب النبيذ .
سوف يظل د. زاهى حواس الأكثر زيعا وصيتا وشهرة فى العالم ؛ وعن حياته صنعت أفلاما كثيرة ، وليست هذه هى
المرة الأولى المثيرة للجدل فى حياة د. زاهى حواس ولن تكون الأخيرة ، وقد إشتهر حواس بإثارته للجدل فى مواقف
عدة على المستوى المحلى والدولى ،
اتذكر الجدل الذى أثير حول بدروم المتحف المصري في ميدان التحرير ، الذى يعد مخزنا كبيرا لتاريخ مصر القديم ،
والذى يظل لغزا لم يستطع أحدا أن يفك رموزه حتى الآن ، وإتهامات متبادلة كان حاضرا فيها إسم عالم الآثار المصرى
الراحل د.جاب الله على جاب الله الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الأسبق ، وأيضا العالم الدكتور عبدالحليم
نورالدين أستاذ اللغة والآثار المصرية القديمة ، والجدل حول فوضى سفر الآثار المصرية وإقامة معارض لها فى الخارج ،
وتردد أنها تعود نسخا مقلدة يتم حفظها فى بدروم المتحف المصرى ، إضافة إلى عشرات الآلاف من القطع الأثرية غير
المسجلة وهو الملف الذى مايلبث أن يفتح ويغلق .
لغط آخر أثير حول إكتشاف وادي المومياوات الذهبية الذى يقع في الواحات البحرية بالصحراء الغربية في أواخر
التسعينيات ، وما إن كانت بعثة د. زاهى التى إشتهرت بإكتشافات أثرية عديدة هل هى صاحبه الاكتشاف ، وكانت
الاجابة وقتها أنها كانت إكتشاف أحد علماء الآثار !!
حتى عندما أعلن د. زاهي حواس عن اكتشاف المدينة الذهبية أو المدينة المفقودة ” إشرافة آمون ” في الأقصر ،
وهى المدينة التى أعلن أنها تعود إلى عصر الإمبراطورية المصرية القديمة ، وتعتبر أكبر مدينة سكنية وإدارية وصناعية
في هذه الفترة وبها ورش لصناعة الذهب ، ومصنع قوالب للطوب اللبن .. وغيرها .
تردد أن المدينة لم تكن مكتشفه حديثا ، وإنما كانت موضوع بحث فى رسالة لطالب دراسات عليا قبل الاعلان عن
هذا الاكتشاف بسنوات .
ورغم كل ماقيل أو سوف يقال حول شخصية الدكتور زاهى حواس أو المواقف التى أثارت لغطا فى حياته أو هيمنته
على قطاع الآثار فى مصر ، وأصابع الاتهام التى أشارات إليه فى مواقف عدة ، إلا أنه لايمكن لأحد أن ينكر أنه لم يتهم
فى أى منها بحكم قضائى ، وأن الفضل يرجع ل زاهى حواس فى عودة الكثير من الآثار المصرية التى تمت سرقتها أو
تهريبها للخارج ، وأن بعثتة الأثرية كانت صاحبة الفضل فى كثير من الإكتشافات .
ويكفى أن مصر فيها د.زاهى حواس ، وإللى عاوز يبقى زاهى حواس .. يتفضل !!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.