الكاتب الصحفي يسري السيد يكتب : الحاج و”مستر” يسرى ، وفيلات الملايين ..!!

الكاتب الصحفي يسري السيد

أتعرض طول النهار لإستفزاز من خلال هجوم تليفونى منظم وبدقة جعلتنى أشك أنه مخطط أجنبى لإستهدافى فى عقر دارى،  و “أنا كافي خيري شري” فى بيتى منذ سنوات ..

البداية جادة من شخص يوحى لك وبثقة شديدة فى معرفتك الوثيقة به ومنذ مئات السنين مع قليل من همس وهمز ، وود ولمز  ،  مع رقة ودلع اذا كان صاحب الصوت من بنات لسه متجوزوش (!!) ، المهم وبعد دقيقة  واحدة أقنعونى فجاة بأننى  بقيت مستر يسرى من كثرة تكرارها .. أقول فى نفسي الحمد لله أحسن من  لقب الحاج  الذى يطاردنى به كل من أقابله الآن  ، وكنت أقنع نفسي به بإعتباره  أحسن من لقب “جدو”  الذى يطارد به بعض الأصحاب الذين سخروا منى عندما شكوت لهم وطأة لقب حاج  الذى يشعرنى  ان عندى ١٥٠ سنه .. لماذا ؟ .. لأن قائله  لا يعنى البعد الدينى للقب لكن يقصد الرجل الكبير “البركه ” …  يرد على  أصحابى بسخرية  : من شاف لقب غيره ” جدو” هان عليه لقبه ” حاج ”

– المهم  تنط الأصوات الواثقة و الشقية والحلوة من الموبايل  وتجعلنى أشعر فى بداية المكالمة بالنشوة و فى نهايتها  بأننى  واحد من أهل الكهف الذين “لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا” .. يبدأون مهمتهم بالهجوم “الساحق الماحق” ويعرضون  شققا وفيلات ب ٢٠ و٣٠ و٤٠ و٥٠ مليونا  من الجنيهات   ، ثم البشرى الكبرى بعدم وجود مقدم ،  ويصمتون حتى تلتقط الفريسة الطعم ( أنا طبعا ) ،  وحين أسألهم عن كيفية السداد ؟ ..يجيبون بتثاقل : بدفعات ربع سنوية عدة ملايين وقسط شهرى ١٥٠ الف جنيه وانت طالع ..،  أستمع  لهم فى صمت  ووجع  ولوم لنفسى  فى آن واحد  .. لماذا ؟ ..لإضاعة وقتهم الثمين مع أمثالى ، لكن يعزينى إننى حاولت إقناعهم بالتوقف  ، لكن لا جدوى حتى يحققون هدفهم فى إختراقى ، ومهما أحاول أقناعهم لا يقتنعون ، ولا يصمتون عن ثرثرتهم حتى أوجه لهم” القاضية”  القادرة على إنهاء المكالمة  فى “التو واللحظة ”  بقولى : يابنتى  عندكم حاجة تناسب صاحب معاش الف جنيه فى الشهر ، ولو فيه أنا مستعد أدفعه كله ومش مهم أكل ولا أشرب ولاأتعالج حتى .. أشعر برنة صوت مغموسة بحسرة وندم على إضاعة وقتهم مع من كانوا يظنون أنه كنز ثمين   ” مستر ” بقى ،  فيطلع مجرد ” حاج ” ومعاشه الف جنيه كمان    .. ،  المهم لا أخفيكم سرا  إننى أستمتعت لبعض الوقت بلقب “مستر” ،  والتعامل معى  بإعتبارى من أصحاب الملايين أو المليارات ،  لكن صدمتى الكبرى حين هاجمتنى عبارة من الشاطئ الآخر للمكالمة :  شكرا يا حاج !!

–  وبعد أن حاولت إسترداد نفسي ، أعتدلت فى جلستى كمن يحاول إتخاذ قرار خطير (ما أنا  بقيت “مستر يسرى” بقى ) ،  وسألت نفسى  بوجع : ماذا تفعل أمام هذا الهجوم  الكاسح والمتكرر الذى لا يتوقف يا حاج يسرى … ثم يوسوس لى شيطانى اللعين المرتدى زى “مستر يسرى “: اشترى نفسك وخذ  لك فيلا وخلاص .. يقهقه الحاج يسرى ويتراقص  أمامى قائلا : مش مهم ..أدفع قسطها بكل معاشك الشهرى ومش مهم تسافر مرتين كل شهر باريس وجنيف أو لندن وفرانكفورت   ..

– حد ينصحنى .. دماغى ح ينفجر!! ..

فقاعات سعرية

سؤال برئ جدا الأسعار المغالى فيها فى أسعار الشقق والفيلات ولاتتناسب مع قيمتها  السوقية الحقيقية  والتى سيترتب على شراءها الإقتراض من البنوك بضمانها ثم  رهنها للبنوك وشركات التأمين ،  تعالوا نفكر فى الحلقة القادمة من هذا السيناريو وهو عجز نسبة كبيرة من المشترين عن سداد باقى الأقساط بعد دفع ما لديهم ، فيتم الحجز على الوحدات تمهيدا لبيعها مرة أخرى ، ووقتها سنجد أسعار الوحدات قد تهاوت بفعل الأزمة من جهة ومن جهة ثانية  بعد أن نزلت قيمتها  الى أقل من قيمتها السوقية .. ترى من يتحمل هذه الخسائر ؟

طبعا البنوك وشركات التأمين ، لإن المطور العقارى أخذ فلوسه وطار !

.. و يكون السؤال التالى من يتحمل خسائر البنوك وشركات التأمين ؟

– طبعا المودعون فى البنوك وشركات التأمين الذين “لا ناقة لهم ولا جمل “،

ولأن الكل سيمسك فى رقبة الحكومة التى لاذنب لها ، لا أستفادت منهم وهم بيبيعوا ولا فرحت معاهم وهم بيشتروا ولا شافتهم وهم  بيسكنوا ، يعنى م شوفوهمش وهم بيسرقوا لكن شافوهم وهم بيصرخوا !!

فتضطر الحكومة لحماية حقوق المودعين البسطاء  الذين لا ذنب لهم ولا جمل  تعويض خسائر البنوك بمنحهم تعويضات عن طريق البنك المركزى او وزاراة المالية

– المهم الفائز الوحيد  هو المطور العقارى سواء كان  مصريا أو أجنبىيا الذى جاء بخطة إقامة مشروع سكنى ، فأخذ قروضا من البنوك المصرية كى يبدأ مشروعه بضمان الأرض التى لم يسدد ثمنها للحكومة بعد أو على الأقل دفع مبلغا بسيطا للتخصيص، ثم قام بحملات إعلانية ليجمع الأموال من المشترين قبل البدء فى مشروعه ، وبها يبدأ ويستكمل مشروعه اذا كان جادا ويسلمه بعد 4 سنوات اذا كان ملتزما ويخرج هو بالأرباح بعد أن يكون “دبس” البنوك وشركات التأمين والمشترين فى البيعة ،  الا ما رحم ربك !!

– نفس السيناريو بالملى و”كوبى وبيست”  ، ولا نتعلم منه ،أقصد ما حدث فى الأزمة الماليه العقارية الأمريكية وأصابت العالم كله بأثارها ، وأضطرت الحكومة الأمريكية لضخ اكثر من 800 مليار دولار للمؤسسات المالية  للتخفيف من أثر الأزمة التى انتقلت أثارها لتصيب أسواق المال العالمية ، ونالنا منها كعرب بعض النصيب

هل نتحرك قبل فوات الآوان ؟!!

هوامش فى المتن

– الناس م بقتش طايقة بعض .. كله بيزعق فى كله .. كله صوته عالى .. كله بيتخانق مع” دبان وشه”  .. يارب أستتووووور!!

– قال أيه  فاروق حسنى م كانش  عاجبنا .. الله يرحمك يا ” مرات أبويا اللى عرفتينى قيمة أمى”  ..!

– فلسطين من النهر الى البحر ولو كره الكارهون أو خاصمتنا الظروف !!

yousrielsaid@yahoo.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.