المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : هتك الستر للعيان .. ونسيان الفضل وبتر الحق والعدل 

المستشار عبد العزيز مكي
يوقن الجميع ويؤمن بأن الزواج حصن واق مشروع وضرورة ليس عنها غنى ولا بديل لائق للمودة والرحمة وإستقامة الفطرة يهدف لحفظ النوع وإنفراج للمعاناة ..  متى كان متكافئ ينهض منذ البدء على أسس متينة لا تخالف دِيِن ولا عرف ، ومن غير مغالاة وهفو في تكاليف أو مهور أو إستعراض بمظاهرٍ ما أنزل الله بها من سلطان  تثير النفور تضر كثيرا ولا تنفع وقد يتخلف عنها دَين وإقتراض يَنزَع ويكدر الصفو وتبين عواقبها الوخيمة في المستقبل .. تؤلم الكل بضغوط وقنوط في الحياة وأشواك تفضي إلى خلافات ومنازعات قد تدفع للسير في الممنوع شطر الطلاق وتقطيع أوصال الوئام والسلام وأحيانا الإدعاء بالباطل والضلال والتلفيق ودهس الأبرياء من الأبناء بغير ذنب وخيانة الأمانة الغالية في لدد الخصومة المتدنية للدرك الأسفل وعنف العداء وظلمة الطريق .. ومن يفهم ويستوعب وأدرك يندم ثم  يندم .. ولكن بعد فوات الأوان ..
وأتفهم أن الذي أحل الزواج .. أحل الطلاق .. ولكن في أضيق نطاق وبمبررات قوية تستعصي على العلاج وتستحيل معها العشرة إن كان مردها يرجع لذوي الشأن أو الأغيار المتطفلين أصحاب الفضول العصي  .. !! ..
وذلك من بعد إستنفاذ كل أساليب الحل وأشرك الحكَم من أهلها ومن أهله من الثقات العدول أهل الحكم العادل
والحلول وفتح الأبواب للتراضي وإنكار الأثرة والذات والتغاضي عن الماضي وتجديد الأُلفة وترشيد الكلفة وتحييد
الوسطاء الأشرار بالكلية ومحو كل أسباب الخلاف الأول بدأب أو بالتدريج .. تتغير بالحتمية النتائج ونتعلم الدرس
المستفاد من كل الذي فات ..
وأعجب كل العجب في أمور الطلاق شر البلية لأسباب واهية وحجج بالية وربما أرتاب في أسباب خفية غير تلك
المعلنة للحضور بالإسم إن تكن مشروعة أو ممنوعة بالتلميح أو بالتصريح مخافة التجريح أو المجاهرة بالإثم ، أو
بالشطط في السبب والسرف كحب طرف للقطط أو للكلب .. أو حتى لأصناف الأكل والشرب خلاف ما يرغب طرف
وإختلاف الأذواق .. فيقع الطلاق .. !! ..
وإن يقع الطلاق لا محالة .. فلابد أن تذهب السكرة ويتبدد الإنفعال ويذهب الغضب وتجيئ الفكرة ويحكم العقل والعدل
الآن وإلى ما شاءالله وقَدَر .. وعدم نسيان الفضل واجب .. والسكوت عن الذكر الفاضح الجائر للعيوب والسيئات أفضل
..  وإن لم يذكر كلاهما المناقب والحسنات .. فكل إناء بما فيه ناضح .. والمهم بل والأهم عدم الخوض في الكرامة
والشرف ميراث الأبناء ..
فقد يكون لا يزال في غيب القدر بشائر رجوع وإن يتأخر .. وقد لا يكون .. فما عيب الفضيلة والإحسان سيما إن خَلَف
الزواج الذي كان .. عيال .. نحرص عليهم كل الحرص بأن يكونوا أسوياء رحماء  .. ..  ..
في النهاية ما أود أن أحرص على قوله بأن نحرص كلنا كل الحرص ومنذ أن يهب لنا الوهاب إناثا أو ذكرانا أو يزوجنا هذا
وذاك ومنذ نعومة أظفارهم وقشرية وبراءة أفكارهم أن نُعِدَهم منذ بواكير الصبا ..  كيف للبنت الأنثى أن تحترم الرجل
متمثلا في أبيها وأخيها وتحفظ له قدره وترعى خصوصيته وسره وتلتمس له عذره بغير إعوجاج .. وما زوج المستقبل
إلا من هذا الصنف وذات الجنس ..
وكيف للولد الذكر أن يقدر للبنت عطائها وحسن خلقها وشمائلها وقدسيتها وحصانتها متمثلة بأيهما في أمه وإخته ..
أمين يَصدُق  ..
وما زوجة المستقبل إلامن ذات الجنس من الإنس .. لا من الجن  ..
لحين أن يطرق الزواج بابهما فيكتمل مسار التطبيق في حصاد الثمار الكريمة للتربية القويمة والأصل العريق المديد
السد المنيع من الأساس ..
وليس اللهاث وراء التقليد الأعمى في اللباس وفي الكلام وفي التقاليع الجوفاء لا في مواضع الجد لمن ليسوا منا
ولسنا منهم
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.