المستشار عبدالعزيز مكي يكتب :ألا من صوت حق .. يكبح جماح الصمت والهلا وشبح الموت

المستشار عبد العزيز مكي
وسط كيان صهيوني غائط عَثِر خرِب كمرض سرطاني عضال متجاوز  .. آفة كل عصر ، تجاوز كل حد إنساني على غير مقتضى الحال وضرب بكل قوانين البشر عرض الحائط فقد بلغ من الوحشية واللإنسانية والقبح منتهاه ولم يعد يجدي معه النصح والروية نفع ولا لمن إرتضىَ منه سيئ الأحوال وفادح الظلم وسكت بقاء له من بعد كل ذلك في حكم مستقر سيستقر .. ودماء الأبرياء تُراق غزيرة بكل المرارة والألم صباح مساء من غير جريرة يُقتل فيها الخُدَج والأجنة في بطون أمهاتهم رفقة أمهاتهم والشيوخ الطاعنون في العمر والنساء الثكالى العجائز آلاف آلاف على السواء دون توقف بالقصف الجوي العشوائي والزحف البري البربري وكأنهم ليسوا بشرا يستحقون الحياه .. !! ..
وهل المجرم الفاعل لكل هذه الجرائم المستمرىء المتوهم على خُلف الكل ممن لا يزالون بشر .. بأنه صاحب حق على حق لم يغتصب الأرض منذ البدء ويقتل صاحب الأرض الأصيل ويُشرِد أهلها من قبل ويطنطن بالتهجير الهجير الآن والتجويع ويجلب المطاريد من كل أنحاء الأرض البُغَض المباغيض من معظم أهل الأرض .. كالحيض الصريد العفن ليعربد قدحا ويدنس أطهر الأرض  .. وبقاء الحال على هذا النحو وإن طال ردحا من الزمان من المحال  ..
ويحضرني في هذا المقام وإن كان من الماضي غير البعيد إلا أنه يغدو بأن يكون الآن في ذات السياق  .. ما قاله وسجله التاريخ عن العبقري ألبرت أينشتاين صاحب نوبل للسلام وصاحب النظرية النسبية العامة .. المولود في ألمانيا في شهر مارس من العام ١٨٧٩ لأبوين يهوديين والحامل للجنسيتين الأمريكية والسويسرية ..
حيث عارض في العام ١٩٤٦ فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين واعتبر أن فكرة الدولة تأسيسا على الدين فقط فكرة رديئة وأن فكرة القومية فكرة مدمرة دمرت أوروبا لمئات الأعوام  .. وبأنه ما لم تجنح الصهيونية إلى العيش في سلام في ظل حوار صادق ومواثيق وتعاون إقتصادي فقد أضاعت مراس وميراث ألفي عام لم تستفد منه ووقتها تستحق كل ما سيحل بها  ..
ورفض أينشتاين في العام ١٩٥٢ طلب بن جوريون توليه رئيسا لإسرائيل متذرعا بتقدمه في العمر وظروفه الصحية وآخر ما كتب في هذا الصدد أن الصهيونية قد فعلت بالعرب الفلسطينيين أكثر بكثير مما فعلته النازية باليهود  ..  حيث توفى في أبريل من العام ١٩٥٥   ..
والدولة الحديثة المتحضرة الواثقة الموحَدة تنهض رغم إختلاف الإعتقاد والأديان وإحترام الشعائر لكل الأديان السماوية
المعتبرة  .. لا كتجمع الكيان الكهنوتي اللقيط القذر يمعن في هدم المساجد والكنائس والمعاهد وكل أسباب الحياة
ويعادي كل دين وينشر الفساد والدمار بغير حدود في الأرض ..
مع العلم بأن الكيان المجرم ليس له حدود معلومة مرسومة تشي بأنه دولة كسائر الدول الأصيلة ذات القواعد
والأسس والأصول  ..  ولذلك فكم ود ، ويود أن يفكك كل ما هو دولة ويُقطَع جذورها ويضرب أعناقها  ..
وما حركة ناطوري كارتا إلا منظمة يهودية حريدية تناهض الصهيونية الدموية بكل أشكالها وتؤيد عدالة القضية
الفلسطينية وتدافع عنها  وتنتشر بالآلاف في القدس ولندن ونيويورك وتؤمن بأن إقامة وطن لليهود يخالف إرادة الله  ..
وفي كل وقت يزعمون بأن إسرائيل دولة عصرية ديمقراطية وأن جيشها الخسير الرميم يعمل وفق المعايير الأخلاقية
ويدفن قتلاه الأبرياء وفق معايير الدفن القانونية المرعية  .. !! .. فهل هذا بحق  ؟ .. !! ..
وأن إعلامها الكذوب المُغرِر إلا  ..أقل أقل القليل .. خير دليل على ذلك .. وأن الكنيست والكابينيت مجلس الحرب
وأعضاء الحكومة كلهم من يعتبرون طلب الدواء للأطفال والغذاء والماء لأهل القطاع جريمة يدان بها من يطلب وأن
الإنسانية لمن يدعيها هناك ولو بالحد الأدنى خيانة عظمى للكيان اللإنساني تستوجب محاكمة من يطلب .. !! ..
ولا يفوتني قبل أن أخرج ومعي الحقائق الصوادق أعلاه أن أُعرِج على خروج الرجل الفائق في عبارات الإطراء والمدح
والتفخيم .. بجزيل العطايا والهدايا والوثائق ككسب ثمين له و لدولته ولمواطنيه ، وكل أمين أَعلَم بصالح بلده ومواطنيه
.. فلسنا أوصياء على أحد يا سادة ولا أرباب حقد أو حسد أو أطماع أو هواة ذم .. وكل التقدير لروابط الدم والرحم
والمصير  ..
ولسنا من يتدخل في السيادة أو حتى يستقبل الوصاية والتبعية لمن يجيد تأويلها ويقدرها إستقبال الرفض والغضب
ولا حتى على من يمنح في غير مواطن المنح  وإن يتجمَد كل الرصيد في اللاحق كما حدث في السابق لكثير منهم
ومن غيرهم  ..  فدأب القوي العائب في أغلب الأحيان كسب الرهان والعبث بالإتفاق والمبرر حاضر سلفا  ..
أو حتى على من يمنع في خير مواطن المنح  ..
فربما يرى فيه نفوذ جديد وتقرُب وقوة من حديد ومكوث يرتأيه وجلوس على كرسي العرش للأبد ولا بأس من قواعد
اللصوص حامية نامية وتقدم و “هاي تك”  صناعات متقدمة ورغد ورفاهية في الفرش وحسبما يرتضيه أهل البلد وهم
الأولىَ بكل ذلك .. فلكل حساباته وطموحاته وقصوره الشماء وهداياه كيفما يرى
فقط كل ما أتمناه في مواجهة الكيان الرقيع كلمة واحدة سواء بتعليق كل ما تم من إتفاقات وتطبيع لأجل أقربه ..
حتى تغور هذه الحكومة الإرهابية المتطرفة .. وممارسة كل أشكال الضغط على الإدارة الأمريكية سر قوة الكيان
وطغيانه .. إن كان لدينا عندها قدر ونفوذ لقاء ما قدمنا في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه  .. أما آن بعد أوانه   .. أم أن
كل شيئ ستفعله مصر حفظها الله من قبل ومن بعد  ؟ .. !! ..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.