حنان خيري تكتب :  أرض الكنانة بخير       

لايكفي أن تعمل خيرا.. بل يجب أن تحسن الخير"

حنان خيري
الفتنة جرم وإثم عظيم وتشتد الحرمة والإثم فيها بحسب نوع الفتنة وأثرها، حتى تكون أشد من القتل وأكبر منه،
الفتنه تعني الضلال والشخص الذي يضل عن الحق يسمي ” الشيطان الفاتن” لأنه يضل الناس وينشر الفواحش و الأكاذيب و الشائعات بينهم عبر شبكات التواصل الإجتماعي ..وكلما كانت الموضوعات  محل النقاش متعلقة بالقضايا الإنسانية كلما زاد التضليل ،فبعض البشر لا أجد لهم تفسيرا فيما يكتبوه وينادوا به سوي هذه الآية”في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا” فنقل الكلام والأحداث يقطع العلاقات وتتوه الحقيقة ويشحن النفوس ، و بالتأكيد يكون بين السطور أكاذيب كثيرة وحكايات وهمية ملوثة بميكروب التفكك وتمزيق القيم والمبادئ الأخلاقية الأصيلة التي تحصن بها المجتمع المصري العريق..
من المؤكد أن الجريمة موجودة منذ بدء الخليقة لكن مع مرور الزمن والتطور الفكري والاجتماعي إنكمشت الجريمة
التقليدية  بأنواعها وحل محلها جرائم  لا يعرفها المجتمع ولا يقبلها، وهذا كان واضحا الايام الماضية بعد انتشار بعض
الجرائم على شبكات التواصل الاجتماعي ،ومع الأسف كانت فيروس قاسي أقتحم نفوسنا وعقولنا ..  وقد استمعت
لصرخات وخوف وقلق ورعب الكثير من الأسر في قضايا مختلفة منها الإغتصاب وهتك العرض وزنا المحارم والإنتحار،
في الحقيقة عرفت أن الألم النفسي من أصعب انواع الآلآم لانه سرعان ما ينتشر تأثيره على الفكر والمشاعر ، وهذا
ما أصابني أثناء متابعتي لكل ما قيل  في دائرة مغلقة عن أبشع انواع الجرائم غير السوية والغريبة على مجتمعنا
المحافظ على الأخلاق والمبادئ والقيم الأصيلة، فكيف نتقبل أن نسمع عن ” أرض الكنانة” أنها تحولت لأرض
الأغتصاب ولماذا ولصالح من؟  لا ننكر ان كل مجتمع يظهر فيه حالات مختلفة من هذا النوع من الجرائم ، ولكن هذه
الحالات محدودة وقليلة جدا في مجتمعنا ولذلك عندما تظهر يحدث اضطراب وتوتر وقلق ورفض تام لهذه الحالات حيث
اننا مجتمع له أصول وعادات وتقاليد نقبض عليها بين كفينا ولا يمكن لها أن تتسرب من بين اصابعنا..
ولعل نشر المعلومات التي أصبحت بأيسر السبل وأقلها كلفة في فترة زمنية وجيزة من الأسباب المساهمة في
سرعة أنتشار الشائعات وتهويلها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.. فهناك شائعات مقصودة مع سبق الإصرار والترصد
حيث أن أصحابها على يقين ودراية تامة بأن هذه الأخبار عارية عن الصحة.. وعادة ما يكون لديهم من يطلقها  أهداف و
أغراض حسب نوع الخبر والحكاية.. ويتم التخطيط لمشكلات مضمونها تقريبا واحد للوصول إلى مايريدون من تمزيق
النفوس و إنتشار التفكك وعدم الأمان داخل كافة الأنماط الاجتماعية بداية من الأسرة والمدرسة والجامعة والشارع
حتى العائلة والأهل والأقارب.. وفجأة تحولت أرض الكنانة الي أرض الإنتحار والاغتصاب والقتل وكل الجرائم الشاذة
الغريبة التي لا نستوعبها نفسيا وفكريا في مجتمعنا الأصيل،
ولذلك كن دائما جسرا يصلح بين الناس وإياك أن تكون حاجزا يفرق بينهم ويثير الشائعات ويمزق القيم والمبادئ..
وعلي كل مسؤل الحفاظ على الأمانة ورعاية وحماية من حوله بصدق واخلاص…
وننادي على أهل الخير للقضاءعلي الشر وأهله.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.