الكاتب الصحفي محمد يوسف العزيزي يكتب : تحديات طوق النار.. وأحلام الطوق النظيف !

الكاتب الصحفي محمد العزيزي

لا أظن أن على خريطة العالم دولة تواجه كل اتجاهاتها الاستراتيجية خطرا قائما يتصاعد على مدار الساعة..

بعيون لا تخطيء رؤية الواقع ، وبصيرة تقرأ بعقل وموضوعية ما يجري في المنطقة كلها شرقا وغربا ، وشمالا وجنوبا من حروب وأزمات تؤثر – شئنا أم أبينا – علي مصر تضعها داخل دائرة النار ، ومع التصعيد المستمر في المنطقة فإن طوق النار الذي يحيط بمصر يزداد اشتعالا .

في الشمال تزداد التحديات في منطقة شرق المتوسط بسبب الغاز وحقوقنا الكبيرة في مياهنا الاقتصادية ، ويزداد الصراع حول أحقية دول المنطقة من هذه الثروة البازغة التي تعيد ترتيب خريطة الغاز في العالم وبينها الكيان الصهيوني -العدو الأساسي والرئيسي في المنطقة كلها – وهذا هدف من أهداف الحرب علي غزة !

في الجنوب تزداد صعوبة الأمر في السودان ويتطور الأمر بشكل يهدد الباقي من وحدة أراضيه.. وبين الرغبة أن تظل السودان دولة وطنية عصية علي التقسيم والتفتيت بعد تجربة فصل الجنوب ، وبين موقف مصر الثابت في عدم التدخل في شئون الغير وحق الشعب السوداني في مطالبه المشروعة كيفما يراها .. تظل حدودنا الجنوبية علي صفيح ساخن مما يستلزم اليقظة والانتباه أمنيا وعسكريا لمواجهة الخطر القائم أو أي تغيير مفاجيء في الموقف .

في الغرب الصورة واضحة.. بعد أن حول الغرب وأمريكا ليبيا إلي بؤرة متجددة للصراع عندما فرض حظر تسليح علي الجيش الوطني الليبي في الوقت الذي يسمح بتزويد الميليشيات الإرهابية في شرق ليبيا بالسلاح ويتعامل مع حكومة منتهية الصلاحية علي أنها شرعية مما عرقل كل مسارات التسوية السياسية – وما زال – لذلك فإن الانتباه واليقظة للخطر القائم من حدود طولها 1200 كيلومتر ضرورة وواجب.

في الشرق – وهنا بيت القصيد – وعلي حدودنا مع الكيان الغاصب الذي يسعي بكل قوته – وبدعم أمريكي وغربي لا محدود – أن يفرض واقع جديد يعيش فيه ” الطوق النظيف ” حيث لا يتواجد حوله أية قوة تهدد وجوده سواء كانت جيوش نظامية أو فصائل مقاومة مشروعة لمواجهة احتلال الأرض فعمل – ومازال– بلا كلل علي تحقيق هذا الهدف ،

وللأسف ونتيجة واقع عربي تتقاطع مصالحه مع بعضها البعض .. استطاع الكيان الصهيوني بمساعدة أمريكية وغربية

أن يحقق جزءا كبيرا من هدفه فخرجت جيوش عربية من المعادلة إما بتفكيكها أو تحييدها بغياب القدرة علي الفعل أو

التهديد .. وكان آخرها الجيش العربي السوري

لم يتبق أمام الكيان الصهيوني غير الجيش المصري الذي يقف حجر عثرة ضد تحقيق هذا الهدف أن يعيش الكيان في

الطوق النظيف ، ولا شك أنه ورغم اتفاقية السلام بيننا وبينه إلا أننا ندرك جيدا أن إسرائيل هي العدو الأساسي في

المنطقة ، وهي مصدر خطر دائم علينا وعلي المنطقة ولا يسرها أن يكون لدينا جيش قوي قادر ومسلح بأحدث

أسلحة الحروب الحديثة يحقق الردع ويحقق النصر إذا دعت الضرورة لذلك .

وقد قالها صراحة رئيس وزراء الكيان الصهيوني ( لن نسمح لجيراننا أن يمتلكوا القدرة علي النصر علينا مرة أخري)

ويقصد تحديدا مصر بعد أن سقطت وتشرذمت الجيوش العربية حولها بفعل ثورات الربيع العبري ..

حلم الكيان الصهيوني في العيش داخل الطوق النظيف لن يتحقق طالما كان الجيش المصري قويا قادرا علي تحقيق

الردع المعنوي والمادي، وطالما بقيت مقاومة أصحاب الأرض، وطالما تمادي الكيان في عمليات الإبادة التي تخلق

المزيد من الكراهية والإصرار علي الثأر

بين طوق النار الذي يحيط بمصر وبين حلم الكيان الصهيوني في العيش في الطوق النظيف.. تبقي المعادلة -رغم كل

التحالفات ومعاهدات السلام – الكيان الصهيوني هو العدو الأول، ومصر هي حجر العثرة الذي يقطع الطريق علي كل

المخططات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.