المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : كل الخوف من أن يلتهم الكم الغَث .. الكيف المهم 

المستشار عبد العزيز مكي
الزحام الكثيف وكثرة الكلام والبث والهرف والخرف ممن لا يعلم وهم بكل أسف كثير .. فتستحكم عثرة الأراء وعسرة الأحوال وتتفاقم  بغير طائل .. ونوافذ الشر المفتوحة على الغارب ليل نهار لكل من هب ودب ليدلي بدلوه الجرار فيما يعلم وفيما لا يعلم وإن يعتقد ويزعم ويفاخر  بأنه من العارفين ، ولا يلبث بأن يهِم ليتفاعل معها على الفور دون تريث ويقطع فيها الرأي ثم يبادر بأن يحملها لكل من هب ودب ليتلقفها الآخر في فضول ونهَم ويتعهد بنقلها كما هي أو يتطوع الأشِر بأن يضع عليها
بصماته أو ينسبها لنفسه .. لتنتشر إنتشار النار في الهشيم .. بظلمات وجهالات وضلالات وتناقضات
وتعصب وتبادل الإتهامات والتلاسن والشحناء وأحيانا تصل لحد السب والقذف والتربص والميل
الشديد نحو سوء الظن والرغبة في الإدانة والإهانة والتعريض بالشرف والإعتبار وقطع الرقبة دون التبرئة .. ويُنصِب
نفسه عريض القفا بالعارف المُلِم بكل المعارف ودقائق العلوم وحقائق الأشياء دون حدود .. فيَضِل ويُضِل ويستمرأ
الكذب بخبثه حتى يصدق نفسه ويظل يتخلف ومعه من يتبَعه عن الرَكب  .. وهذا هو الأغلب الأعم ..
وربما تعود لمن أراد أن يُنصِفا بأقل القليل من الفائدة على الأقل لمن يريد أن يستفيد منها بموضوعية وتوازن ويعقل
ويعمل بها إن كان فيها فائدة ويحمد الفعل ويتأدب ويتعلم حتى ولو بالنأي بنفسه عن ذلك الركب
والسكوت والتعقل والتأمل والتحسب ودرء المهالك في معظم الأحيان أفضل ..
إلا السكات واللامبالاة عن باطل فج أو تسويق لإشاعات دونية عدوانية مسيئة مغرضة محرضة على الخيانة من قلة
يائسة من العملاء أعداء الوطن الأبعاد الأوغاد ومن ورائهم قطيع الجهلاء في الظلمِاء والأغبياء التعساء ..
تستهدف الوطن والمواطن وتكاد أن تعصف بالوحدة المخلصة وباللُحمة المتجانسة .. هنا يمسي السكوت من
العارفين المعنيين بالأمر والموقع المهتمين بالشأن الواثقين من الحق .. خيانة ..
والأوقع المضمون في كل الأحوال .. فإن كان الكلام الشارد فيه شك محقق أو مجرد إحتمال وارد ، في أن يكون من
فضة خالصة أو رديئة ، فالسكوت من ذهب خالص ، خصوصا إذا كان جل الشأن لا يعنينا ويلهينا عما هو أهم ويلتهم
جهدنا ووقتنا فيما يضرنا ولا ينفع
فالرأي مسئولية عظيمة ، كم أنفق فيها أُولوا النهىَ والحكمة والعلم والإختصاص من العمر عقود ..
لكي يقولوا قولا سديدا في مسألة ما أو حتى حكما على شخص ما كائنا من كان إن كان زعيم مرموق أونكرة مدعي
صعلوك .. أو حتى في سلعة في السوق أو في الخيل والنوق الحمر والفرسان أو حتى ما قاله مالك في الخمر ..
دون أي إفتراء أو إجتزاء أو جهل بالظاهر أو بالمضمون .. ومن لم يعتبِر من الآن ويتعلم ، ويؤثِر أن يستبِد ويستخِف
ويتصنَم ويتجمَد لا يعرف ويردد كالببغاء على غير مهل ويستبيح الأسرار ويتشرف بكل الجهل بأنه من يحمل الأسفار
ويرتضي ويصِر على ألا يتطور ويتجدد وينشد الأمثل والمزيد بعدها ويقتدي بالأفضل .. ويعدها وفق ظنه القاصر من
الإستحالة بمكان .. فهو لا محالة وبكل أسف هالك
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.