الخصائص العامة في مسرحيات د. صلاح عدس

بقلم باحث الدكتوراه: عثمان فاروق

الدكتور صلاح عدس

الخصائص العامة تشمل عنوانين جانبين

اولهما يتعلق بالمضمون وثانيهما يتعلق بالشكل الفني اي التقنية وهو تابع ونتيجة للمضمون اي الرؤية والهدف الإسلامي وهنا تتضح وظيفة الأدب الاسلامي ورسالة الأديب الإسلامي وبذلك، يتوافق الشكل مع المضمون في خلق مسرح إسلامي يدعو لقيم الإسلام وهي الحق والعدل والخير والحرية وهي قيم انسانية عامة وذلك من خلال قواعد الدراما الغربية لكن مع بعض التعديلات لاعطاء الأمل للقارئ العربي في حتمية انتصاره ضد اعداء الإسلام الان من خلال الإسقاط التاريخي على الواقع المعاصر وذلك بجعل النهاية مفتوحة والصراع قائما. وذلك من حيث البناء الدرامي في الحدث والصراع والشخصيات والحوار وسائر عناصر منظومة المسرحي.

واذا كان المسرح الشعري قد بدأ على يد احمد شوقى فإنه قد اكتمل نضجه کادب إسلامي على يد صلاح عدس الذي حاول ترسيخ فن المسرحية في الأدب العربي باعتبارها فنا غربيا مستورداً ، ولان المسرحية الشعرية ليست حوارا بالقصائد وإنما هي حوار درامى ، وهذا الخطأ هو مانراه في بعض أعمال شوقي ومن بعده ولا نراه فى مسرحيات صلاح عدس لان به سرعة وايجاز وتركيز… فخصائص الحوار عند صلاح عدس انه حوار درامي اي ليس حوارا بالقصائد الغنائية الطويلة بل حوار سريع الإيقاع في جمل قصيرة وكلمات قليلة …

اما الشخصيات في مسرح صلاح عدس فلكي تتوافق مع المضمون الإسلامي فإنها تتميز بالبعد الرابع وهو البعد الروحي او الميتافيزيقي وهو الذي ينميي الصراع الدرامي بما يعطيه للشخصية من صفات نفسية مثل الصلابة والمقاومة والثقة التي مصدرها الإيمان الديني…

اما الحدثُ في مسرح صلاح عدس فقد التزم بالأحداث التاريخية دون الخوض في التفاصيل بل الاهتمام فقط بما يخدم الهدف اي الفكرة والمضمون والرسالة وهى تثوير وتغيير الواقع الماساوي للمسلمين المظلومين في العالم وانهاضهم…

وقد التزم شاعرنا فى الحدث بقواعد الدراما فيما عدا بعض الأحيان في نهاية الحدث كى تتوافق مع الهدف والمضمون ولا تسبب الاحباط للقارئ بل تعطيه الأمل في النصر… كما أنه في المسرح الغربي نجد أن نهاية الحدث في التراجيديا هى الموت للبطل لان الفكر الغربي المادي يعتبر الانسان مجرد حيوان نهايته الموت. أما الفكر الإسلامي فيعتبر الموت مجرد حالة بعدها البعث والشهادة والجنة وأن نصر الله سوف ياتي أيضا في الدنيا للاسلام والمسلمين ككل اي باعتباره أمة ذات ايديولوجية واحدة.

كما يتميز مسرح صلاح عدس بالتوازن بين العناصر المكونة للمسرحية وهي الدراما والتاريخ والشعر فلا ينسى نفسه ويستغرق في تفاصيل الحدث الدرامي او الحدث التاريخي او جماليات الشعر بل يوازن بين كل هذه العناصر لتحقيق الهدف الإسلامي اي المضمون والرؤية الإسلامية…..

ومن هنا نصل إلى المذهب الفني في مسرح صلاح عدس فهو لا يكتب للمتعة الفنية وإنما مذهبه ملتزم بواقع المسلمين الأليم وملتزم بالايديولجية الإسلامية التزاما حرا، أي عن ایمان داخلي وليس مفروضا عليه من الخارج مثلما كان الحال فى الواقعية الاشتراكية ايام المرحوم الاتحاد السوفيتى ، ومن ثم فإن المذهب الفنى عند د. صلاح عدس هو الواقعية الاسلامية فكل مسرحياته تشكل منظومة واحدة المدخلات فيها هى الواقع وذلك بآلية اسقاط الماضى التاريخى على واقع المسلمين المعاصر.

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.