الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : ” النائمون “.. أشقاء يس

الإعلامي محمود عبد السلام

منذ عشر سنوات شاهدت فيلم أمريكى بعنوان ( sleepers ) ، والفيلم يحكى عن مأساة أربع أطفال ، يتمتعون بالحيوية والنشاط وبعضاً من الشقاوة البريئة ، أوقعهم الحظ فى ارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون ، ارتكبوها بالصدفة البحتة ، قبض عليهم وتم محاكمتهم ، وإيداعهم دار للاحداث

يخدم فى هذه الدار ويحكمها بالفعل ثلاثة من أفراد الشرطة ، استغلوا موقعهم الوظيفى ، وانفردوا بهؤلاء الاطفال ، وكانوا يتناوبون الأعتداء عليهم جنسياً بالإكراه ، وبطريقة سادية ، ويتم الاعتداء عليهم بشكل جماعى فى حفل جنسى صاخب ، هذا غير الايذاء البدنى المفرط فى الوحشية إذا رفض أحد الاطفال الاستجابة لاغراضهم الدنيئة ،

بعد ان قضى هؤلاء الأطفال فترة العقوبة ، خرجوا الى الحياة بلا روح ، وأجساد تم هتك أخص خصوصيتها ، وتحولوا مع الوقت الى مجرمين محترفين ،

ورغم مرور عشرات السنين إلا أن جروحهم لم تندمل ، وظل شبح الاعتداء عليهم ماثل أمام أعينهم ، يقف حائلاً بينهم وبين الحياة الطبيعية ، إجتماعياً وعاطفياً ، ولكى يستطيعوا الخروج من أزمتهم قرروا البحث عن هؤلاء الضباط ، والانتقام منهم

وتوالت جرائم القتل حتى انتهوا من جميع المعتدين عليهم جنسياً ، ورغم نجاح الإنتقام ، إلا أن جروحهم لم تندمل ، وظلت حائلاً بينهم وبين الحياة الطبيعية ،

اذكر انه كانت هناك قضية كبيرة فى مصر فى العقد الماضى ، كان بطلها يستدرج أطفال الشوارع ويعتدى عليهم ويقتلهم اذا لزم الأمر حتى يكونوا عبرة لمن يقاوم رغباته الجنسية ، ووصل عدد ضحاياه مئات ، ومن الأطفال القتلى خمس وثلاثون طفلاً ، لولا وجود ضابط مباحث عنده ضمير ويحب مهنته ، كانت كل هذه الجرائم قد قيدت ضد مجهول ،

وعلى ما أذكر كان هذا الضابط برتبة مقدم واسمه وائل البهنساوى ، ظل المقدم وائل يعمل بجد واجتهاد حتى مسك طرف الخيط ، وبدأ يستجوب الأطفال ويحكوا له عن شخص محدد اطلقوا عليه لقب التوربيني ، وظلت عملية البحث التى استغرقت اكثر من عام مستمرة ، حتى تم القبض على التوربيني ، وأرشد عن جثث الأطفال القتلى ، ولولا براعة هذا الضابط لانتهى الأمر ،

تأهيل الاطفال المعتدى عليهم يجب أن يكون على أعلى مستوى ، وبشكل علمى متطور ، واعدادهم لمواصلة الحياة بشكل طبيعى حتى لا يتحولوا الى مجرمين وقتله ،

قصة الطفل يس قصة حزينة ومتكررة وكم من مجرم هرب بفعلته ، ولم يقدم للعدالة حتى يأخذ عقابه الذى يستحق ، أغلب هذه الجرائم يفضل الأهالى ان يتكتموا عليها ويصلوا فيها لحلول فى السر ، وأغلب الاطفال لا يصارحون اهاليهم بالاعتداء عليهم ، لعدم قدرتهم على تقدير الموقف بشكل صحيح او خوفهم من العقاب ، مما يجعل المجرم يواصل جريمته ،

نحتاج فى مدارسنا توعية لاطفالنا من متخصصين فى علم النفس يعملوا على تأهيل الأطفال لمواجهة مثل هذه المواقف بشكل علمى ، وعلى الأسرة المتابعة الدقيقة لأطفالهم ، نفسياً وجسدياً ، بلا خجل أو تردد ،

وعلى نواب أبو الهول بمجلس النواب استصدار قانون يقضى بأقصى عقوبة ممكنة على الجانى والتى يمكن أن تصل إلى الاعدام فى مثل حالة الطفل يس ،

وعلى القاضى ألا تأخذه رحمة او شفقة بهذه النوعية من المجرمين ، حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر ، أتمنى ان يعبر الطفل يس هذه المحنة المدمرة وأن يخرج منها غير مشوه نفسياً وجسدياً ،

وخالص دعائى لأمه وأبيه أن يتخطا هذا الألم الذى بالتأكيد يتجدد كلما نظروا فى وجه إبنهم ، يارب ألهمهم الصبر وقوة الاحتمال وتخطى هذا الجرح الكبير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.