المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : إنفجار الميناء والبلاط .. وإجترار الذكريات والسكات

المستشار عبد العزيز مكي

لم يكن إنفجار ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس جنوب إيران منذ الأيام القليلة الماضية والذي يربط إيران بمضيق هرمز ، مما أجهز على عشرات القتلى وخَلَف مئات الجرحى وجسيم التلفيات ، إلا حلقة من حلقات مسلسل الهبوط والصعود والتواري في الخلفية المظلمة والدوران في اليم المعتم للدائرة الخالية المشئومة  ..

واليوم بغرض الإصغاء والخضوع الخضيع لتسريع وتيرة التفاوض في عُمان أوفي روما ، ودهاء الفرس القديم في تقديم العرض للولايات المتحدة الأمريكية لتقوم الشركات الأمريكية بإنشاء عشرين مفاعل نووي للأغراض السلمية في إيران مقابل تريليون وأربعمائة مليار دولار وربما يزيد  ..

ووزير داخلية إيران وكذا وزيرة البُنىَ التحتي  يرجحان بأن الحادث وقع نتيجة الإهمال وعدم مراعاة إشتراطات السلامة والأمان وبعض نواب البرلمان يؤكدون بأن الحادثة مدبرة من عملاء في الداخل يتبعون لجهات خارجية وذلك بوضع مواد متفجرة في الحاويات والتي كانت تحمل مركبات كيميائية يقال أنها الوقود الثقيل الذي تعمل به الصواريخ الباليستية ، وقد تم ذلك في دولة المنشأ أو خلال رحلة النقل أو حتى في الميناء المنكوب  ..

مما يعود بالأذهان ليعيد وبشكل تلقائي الذاكرة أول ما يعيد إلى إنفجار المرفأ في بيروت في العام ٢٠٢٠ بكيفية قريبة الشبه من إنفجار المرفأ المنكوب المشار إليه أعلاه ، وإن تضاعفت الخسائر في ميناء بيروت في الأموات والجرحى والبنايات .. لتنتهي التحقيقات من قبل أن تبدأ وتذهب في مجادلات جانبية وتتقاطع في الممنوع عن من مع ومن ضد ومن خضع ومن أخضع ومن يصدع ومن أمدَ ،

وعن كل ما هو أبعد ما يكون بصدد موضوع القضية والنهاية لا صد ولا رد .. والفاعل مجهول والحل مرفوض .. ليذهب إهدار الدماء الذكية والأضرار وما إنهار وما تصدَع إلى مستودع الذكريات الدامية للبعض ، والثلجية لدى البعض دون أي طائل  ..

ثم قتل السيد ،، إبراهيم رئيسي ،، الرئيس الإيراني السابق ومن كان معه وغلق الملفات في غياهب الغموض الصاقع الرذيل ومتاهات الطوية الثرية السرية والإبهام وعلامات الإستفهام دون البحث عمن قتلوه وكأنهم نَسوه وكأن هذا ما أرادوه  ؟ ،

وكذلك قتل إسماعيل هنية الصديق المُقَرب .. هناك حيث يذهب بعض السادة القادة من حماس العشاق لطهران للتبرك بالمقام وتوجيه الشكر والإمتنان على ماذا ؟ .. !! .. لست أدري يا صديق ..

ناهيك عن قتل الزمرة من صفوة المستشارين من الحرس الثوري الإيراني وقبلهم بالطبع قاسم سليماني ..

ثم قتل السيد الأمير درة التاج والأصول والأذرع والأفرع والسلاح وخلع التابعين الأشقياء سدنة الأنظمة البالية .. دواليك .. لحين تأتي الرياح العاتية على البقية الباقية والأخلاط .. والعملاء كثير في بلاط النظام ومن خارج النظام

والأمر غريب مستغرب والحيرة تشتد أيما حيرة حيال إبداء أي رد رغم الإعتقاد في القدرة عليه من واقع التسليح والقدرات العسكرية والخطَب والإعلام ..

عندما تتأكد من أن أصابع الإتهام تذهب لكيان بعينه دون غيره يحترف الإجرام ويَفجُر على الدوام في كل الساحات وإن لم يعترف صراحة بملء الفم لا يُنكِر ومن حوله الضوء الأخضر الوضاح .. من حيث إيضاح الواضحات من الفاضحات وربما يثير المشكلات .. دون التعريج لما هو أكثر  ..

فإيلاما الصبر الإستراتيجي الذي فاق الحد وعلاَما ..  فهل كان كل هذا التربص وذلك الغدر وتلكم الحرب الكبيسة والتالية المخيفة لمن يتوجس خيفة إن تحدث ..  مجرد إتفاق بين الفرس والغرب لتتقمص إيران هذه الأدوار في الفزاعة وتبث التخويف والتهديد بالأخطار لتركيع المنطقة سيما كل دول الخليج وسلب ونهب الثروات والتشكيك في الأنظمة وتفكيك الدول .. ربما .. !!  ..

وتضمن التمكين للكيان الصهيوني .. بالتأكيد ليس في ذلك أي شك .. مما حدا بالمجرم الدموي بأن يصرح الآن بأنه سيسيطر عسكريا على كل منطقة الشرق الأوسط .. وعدم السماح لإيران بحيازة السلاح النووي حيث له فقط الحق  .. وليس لإيران الحق  .. وربما تأذن له الإدارة الأمريكية بذلك في الوقت المناسب وسترسل له أم القنابل عما قريب وتساعده لكونه بمفرده لا يستطيع ..  وقد يكون لهذا المارب الأريب .. وهو ما سيبين في اللاحق دون تسرع  ..
ولا مانع في حينه أن تتذرع الإدارة الأمريكية وفق الأغلب الأعم .. بأنها لاتعلم .. !! ..

فالغرب مستعمر غدار لا يؤمن مهما طال الزمان جانبه شرطي قذر باهظ يستنزف المرشد الذي جنده في الغسق حتى آخر رمق ثم لايبقي ولا يَذَر ، وفق قواعد اللعبة ..  إلا على الكيان القذر  .. مع الحرص أشد الحرص على بقاء الكيان .. وقد يرد التفكير في التخلص من النتن ومن على شاكلته لتغيير الصورة .. قد يفعل وقد لا يكون ..
ثم لا يلبث الغرب بأن يعيد الكَرَة هذه المرة حسب الميعاد وقد  تكون في العلن ..

وربما الخليفة المغوار الأغر عبد السلطة جاهز على أهبة الإستعداد ليكون البديل الأقرب للصفقة القذرة كدأب كل الأشرار الميامين من أهل الشر في كل حين تجار الدين ..

ما سبق كله عله مجرد إجتهاد وبحث وفحص مرير وتفكير وإستنتاج متراكم بأكثر من مقياس حاكم لذوي الألباب وتضفير لتراكم أحداث كثر  ..  فقد تصيب الأفكار والسعي بغير مغنَم  ..  وقد لا تصيب ليعي كل معلم الدرس .. فحرص اللبيب وتدارك الأخطار والوعي واجب وجيب .. ولو من باب لا ضرر ولا ضرار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.