الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : بالتنمية والبناء .. نحمى سيناء

” استعادة وتحرير سيناء ” .. قصة ملحمة مصرية ورحلة طويلة تجاوزت نصف قرن من الزمان بدء من نصر أكتوبر المجيد مرورا بعملية التحرير ورفع العلم المصري على كامل ارض سيناء في الخامس من أبريل ٨٢ وصولا إلى مواجهة وقهر إرهاب قوى الشر وأهله ثم معركة البقاء والبناء التى امتدت إلى أرض الفيروز لربطها بالوطن لتودع عزلة دامت عقودا طويلة.
يأتى الاحتفال بذكرى تحرير سيناء هذا العام، مع تواصل تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي وجهت منذ بدايتها في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ، أنظار العالم إلى سيناء، خاصة مع تصريحات علنية من مسئولين إسرائيليين لتهجير سكان القطاع إلى سيناء، والتي قوبلت بالرفض على كافة الأصعدة المصرية والإقليمية والدولية .
ومع تصاعد وتيرة الحرب، ظلت أرض الفيروز محط أنظار المجتمع الدولي، حيث كان مرور أغلب المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية من دول العالم المختلفة إلى غزة من الجانب المصري عبر معبر رفح الحدودي قبل أن يغلقه جيش الاحتلال مؤخرا من الناحية الفلسطينية ، إضافة إلى زيارات الوفود العربية والأجنبية وقادة وزعماء العالم للمنطقة الحدودية مع القطاع.
كانت حرب أكتوبر المجيدة بداية الطريق للتحرير وانسحاب إسرائيل بشكل كامل من سيناء والانطلاق نحو التنمية والبناء خاصة بعد اجتثاث الإرهاب ، ومن ثم حرصت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي على تنفيذ العديد من المشروعات التنموية العملاقة خلال السنوات العشر الأخيرة في سيناء، وهو ما يعد بمثابة عبور جديد، نحو التنمية الشاملة، والتي لها دور مهم في الحفاظ على الأمن القومي المصري ، لاسيما فيما يتعلق بأرض سيناء الغالية.
وبالتوازي مع الحماية الأمنية، تحركت الدولة المصرية في مسار الحماية التنموية والبشرية عبر تنفيذ مشاريع عملاقة
تتم على مرحلتين الأولى، والتي تضم أيضا مدن القناة قاربت على الانتهاء بتكلفة تتجاوز 600 مليار جنيه للأعمال
التنموية ، فيما تتضمن المرحلة الثانية والتي خصص لها 363 مليار جنيه مشروعات تستهدف تحسين مستوى
المعيشة لسكان شمال سيناء، وتأسيس مجتمعات زراعية وعمرانية وصناعية وسياحية جديدة، علاوة على تهيئة
البيئة الجاذبة للاستثمار لهذه المنطقة الواعدة، إضافة إلى تطوير ميناء العريش ،ومن المخطط ان تصل القوة البشرية
بهذا الجزء الغالي من أرض الوطن بحلول 2030 إلى 8 ملايين مصري .
وفى هذا الإطار تضمنت جهود الدولة المصرية لتعمير سيناء إنشاء 4 أنفاق، لتسهيل حركة النقل والتجارة من وإلى
سيناء مع مد شبكة طرق متميزة، إضافة إلى تطوير وتوسعة ميناء العريش البحري الذي سيكون الأكبر لاستقبال
الحاويات في البحر المتوسط ، إضافة إلى بناء محطة ضخمة لمعالجة المياه ، وكذلك يجري العمل لزراعة 400 ألف
فدان شرق الإسماعيلية، مع بناء مدن جديدة بما يسهم كما ذكرت في البداية إلى نقل وتوطين ملايين الأسر للعيش
في سيناء .