الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: ” نسور الحضارة ” .. للقوة والعراقة أمارة 

الكاتب الصحفي عصام عمران

حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه مسؤلية قيادة البلاد قبل ١١ عاما على توطيد وتقوية العلاقات المصرية مع مختلف بلدان العالم فى شتى المجالات ، لاسيما الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وبالفعل استعادت مصر فى سنوات قليلة مكانها ومكانتها اللائقة بها بين الأمم على المستويين الإقليمى والدولى .

أقول ذلك بمناسبة التدريبات المشتركة بين القوات الجوية الصينية ونظيرتها المصرية والتى ترفع شعار “نسور الحضارة 2025” وهو عنوان رائع يشير إلى أعرق وأقدم حضارتين عرفتهما البشرية ، وهذا التدريب المشترك الذي تستضيفه مصر منذ منتصف أبريل الجارى حتى أوائل مايو المقبل يعد الأول من نوعه بين البلدين ، ويهدف لتعزيز التعاون بين الجيشين المصري والصيني وتقوية الصداقة والثقة المتبادلة.

ووفقا للخبراء والمحللين الاستراتيجيين والعسكريين فإن تدريبات “نسور الحضارة 2025” يُمثل نقلة نوعية في العلاقات العسكرية الثنائية، لا سيما في ظل التوسع المستمر في الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين ، حيث تهدف المناورات إلى تعزيز القدرات القتالية المشتركة ورفع كفاءة العمليات الجوية مع تبادل الخبرات التكتيكية بين الجانبين في بيئات تشغيل مختلفة.

وكذلك تهدف التدريبات إلى تقوية الثقة المتبادلة وتطوير آليات العمل المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية وتبعث برسائل متعددة في توقيت حساس حيث يأتي هذا التعاون العسكري في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تغيرات جيوسياسية متسارعة، ما يجعل المناورات بين قوتين إقليميتين كبريين مثل مصر والصين محط أنظار المحللين العسكريين والدبلوماسيين، لما تحمله من رسائل قوة وتوازن واستعداد للتعاون الدفاعي في سياق الشراكات غير التقليدية.

يأتى ذلك بعد شهور قليلة من قيام سفن تابعة للبحرية الصينية بإجراء تدريب مشترك مع البحرية المصرية قبالة ميناء الإسكندرية حيث التقت السفينتان الصينيتان “جياوتسو وهونغهو ” مع الفرقاطة المصرية “الجلالة”، للتدريب على تنسيق الاتصالات وتشكيلات السفن والإمداد ، وأجرت فرقة المرافقة البحرية الصينية، زيارة رسمية إلى الإسكندرية في الفترة ما بين 15 وحتى 19 أغسطس الماضي ، التقى خلالها الجنود الصينيون بنظرائهم من مصر وأقاموا أنشطة رياضية مشتركة.

ولم تقتصر التدريبات العسكرية المصرية المشتركة على دولة أو حتى دول بعينها سواء إقليمية أو دولية، حيث شهدت السنوات الماضية إجراء العديد والعديد من التدريبات والمناورات العسكرية مع معظم بلدان العالم سواء فى الوطن العربي أو في أوروبا وأمريكا وآسيا ، تماما كما حرصت القيادة السياسية المصرية على تنويع مصادر التسليح من كبريات القوى والمؤسسات العسكرية العالمية لضمان كفاءة وجاهزية الجيش المصرى لحماية مقدرات الوطن وأراضيه في البر والبحر والجو .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.