المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : ولسوف يسكت عنك الطيف .. ويسقط منك الخوف 

المستشار عبد العزيز مكي

هب إن طيفا ما لا يفتأ يساورك في خاطرك حيث شاء في السراء والضراء من ماضيك وفي حاضرك .. لا يغادرك ، لا يخطئ مكانك ولا زمانك ، يتراءى لظنك على حالهِ وكأنه يُبصرَك بتعجبٍ لا يحاورك ، وإن تعتريك بعض أضغاث من أماني وطموح وجموح ، تخاله ربما يراك ، وإن لم يخبرك ، وإن لم تبوح .. فما هو بناهيك بالأحرى عن تلك ولا هو صوب الأخرى بآمرك ،

وإن تنقَض عليك المواريث أو ترتَد عنك الأحاديث زيفا وزور وينفَض كما وكيفا بالجروح سامرك ، يتأملك لا يجيبك حفيا برد السعد المبرور في دنياك ولا في دينك قد آثرك ،

لا يسألك حاجة ولا يرجوك طلبا ، ولا يهجوك لبعض صدٍ آسرَك ، ولا يثنيك عن أناسٍ في اليم سَربا ، ولا يثني عليك

جمًََا إن تقترب منهم بإحساسٍ حثيث أو تغترب عنهم كما تحب ولو تروح نسيا منسيا في المعترَك فلا يرثيك ولا يهتم

بما أوجعك من هَمٍ ولو تتألم مليا ..

ويعلم بالبداهة بأنك لست ملَك محض طهر منير ولا عبد قديس تجب لك البراءة من الإثم ، وأنك تعيش لأجل .. إن

الدهر أمهلَك .. ما بين نفس لوامة وتخوف وتصوف وسلامة بعقل وحس وضمير أمين ، ونفس أمارة جثيا ودعاية لذنب

بَخسٍ وقرين بغواية ملازم وندامة ..

رغم أنك في ذات الوقت لست من الجن الخبيث من جند إبليس الرجيم ……

وبأنك بحق لا تخشى في الحق سيف الطيش البائن والجرائر من كل خائن يحكم بالظلم ، ولا تخاف من أفشى

السرائر ونَمًَ وبهَت ووثب على أكتاف الفانيين وذهب ، وتعرف من كتَم وسكت وعقَل وثقَل الخزائن بالذهب كما يجب ،

فاطمئن ولا تئن وتُب على عجل في كل الأحوال وعلى مهلٍ فقط بالليين وزِد ولا تتردد ولا تتشدد ، واقتنع وامتنع ما

استطعت بعيد عن الصعب العسير المُعقَد وتنطع الضاليين وتجنب من يخدع بالسهل الممتنع في كل حين ودَع تصنُع

المغرضين الطامحين لهدف ..

وتوسط واستقم ولا تتعسف ولا تخف ، إن الطيف لا يزال حاضر يصدقك الجواب الشافي الوافي أو يتركك وحيد بما لك

وما عليك وما بك ويغادر .. فلا عليك ما دمت قادر على أن تبحث عن الصواب

فحسبك ربك الكافي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.