عبد الناصر البنا يكتب : الجنازة حارة والميت لامؤاخذة .. عن السياحة أكتب

عبد الناصر البنا

من كام يوم قامت “عركة” كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعى بين المرشدين السياحيين والشركة المطورة لمنطقة الأهرامات ” أوراسكوم بيراميدز” على كيفية وصول السياح لمنطقة الأهرامات بعد إصرار الأخيرة على تركهم لـ الاتوبيسات السياحية التى يستقلونها وركوب “الشاتل باص” التى وفرتها الشركة والتى على مايبدو أنها كانت غير كافية ، إضافة إلى تغيير أو عكس مسار الزيارة وفقا للمخطط الجديد لدخول منطقة الأهرامات والذى بدأ تطبيقه الأسبوع الماضى .

وسائل الاعلام وبرامج “التوك ـ شو” ضجت مؤخرا بالأزمة التى أعقبت زيارة ناجحة جدا للرئيس الفرنسى “مانويل ماكرون” إلى مصر ، وردود الأفعال العالمية حولها ، وكانت خير دعاية للسياحة المصرية من خلال الأخبار التى تصدرت وكالات الأخبار ، لكنها فرحة لم تدم كثيرا ، بسبب تفجر أزمة منطقة الأهرامات الأخيرة ، التى يبدو أنها إستعصت على الحل ، رغم الجولات المكوكية التى يقوم بها دولة رئيس الوزراء ومرافقيه من الجهات المعنية للمنطقة .

الشركة المطورة ترجع سبب الأزمة إلى الحكومة ، والحكومة ترجعها إلى الشركة المطورة ، ويبدو أن الحقيقة تاهت بينهما ، المرشدون السياحيون منظمين جدا ” ناس خايفه على لقمة عيشها ” كانوا الـ أقرب إلى توصيل رسالتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعى والـ Social Media من خلال مقاطع الفيديو التى تبث وتظهر حالة التخبط الشديد فى المنطقة ؛ وكله علشانك يامصر ، المسئوولون فى الدولة أسقط فى يدهم ، وردودهم جاءت باهته ولاترق إلى مستوى الحدث !!

بكل اسف التخبط هو سيد الموقف فى منطقة أهرامات الجيزة ، خاصة مع قرب موعد إفتتاح المتحف الكبير فى شهر يوليو القادم ، وهنا اختص “الكوبرى” أو الممشى السياحى الذى يربط بين المتحف الكبير وهضبة الهرم وقد توقف ولم يصل إلى منطقة الهرم أعتقد لـ إعتراض اليونسكو لعدم تغيير جغرافية المكان ، ورغم ذلك هناك إنفاق غير مبرر بالمرة لهذا الممشى الذى تم تكسيه أجزاء كبيره منه فى تقاطعه مع طريق الفيوم بالحجر وبلاطات مصنوعة من ” الفيبر جلاس ” وفى إحدى وصلاته جمالونات وحوامل حديدية ، والموضوع يحتاج الى مراحعه .

النصب التذكارى المقام فى مدخل الطريق المؤدى إلى المتحف الكبير من جهة الأهرامات أيضا على طريق الفيوم ، فى الواقع هذا النصب “المسخ” الذى لايمت للتاريخ أو الحضارة المصرية أو يعبر عن عظمة المكان بأى صلة . وأنا لا أدرى من هو “الجهبز” صاحب إقتراح إقامة نصب بهذا الشكل ؟ ومن الذى وافق على إقامته ؟ . أضف إلى ذلك هذا الكم الغير مبرر من أشجار “النخيل” المبعثرة بطريقة عشوائية على جانبى الطريق ؛ والحقيقة أنا مش عارف لازمته إيه النخل دا كله ، أى شىء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده ، وهذا هو الذى يحدث ، ومازاد الطين بله الـ ” spot Light ” أو وحدات الإضاءة التى تم تثبيتها على جذوع النخيل والتى تقدر تكلفتها بالشىء الفلانى .

أعتقد أنه كان من الأولى رفع كفاءه الطريق والجزيرة الوسطى التى تم تفكيك بلاطاتها لعشوائية التخطيط ، أو النظر فى شأن الكبارى التى أسىء إختيار أماكن إقامتها فى المنطقة المواجهة لمدينه حدائق الأهرام ، والسلالم الكهربائية التى لم تستخدم بعد رغم الإنتهاء من عمل التركيبات اللازمة لها منذ عدة أشهر ، وماوصل إليه حال مدينة حدائق الأهرام المجاورة للمنطقة الجارى تطويرها من مخالفات بناء تزامنت مع غياب أو إنشغال المسئولين فى عملية التطوير ، كل تراخيص البناء التى صدرت مؤخرا من حى الهرم فى هذه المدينة تخالف إشتراطات البناء ، وهى المشكلة التى سوف تطفو على السطح بعد إفتتاح المتحف .

قصدت أن أقول “حتى لاندفن رؤسنا فى الرمال” لابد أن تجلس الأطراف كلها مع بعض ، وأن يستمع كل طرف لوجهه نظر الآخر ، “نحن لانخترع العجلة” ، خاصة وأن لدينا جهاز يسمى ” جهاز التنسيق الحضارى ” أصبحنا نسمع ضجيجا بلاطحين ، وأصبحنا لانلق بالا لجهات الاختصاص فى مثل هذه الأزمات .

فى حوار مفتوح مع م.نجيب ساويرس فى صالون احسان عبدالقدوس الثقافى تحدث المهندس نجيب ساويرس بكل

صراحة عن أزمة السياحة فى مصر وخص بالذكر تطوير منطقة الأهرامات الذى تنفذه “شركة أوراسكوم بيراميدز

للمشروعات الترفيهية ” وتحدث عن الجهد المبذول ، وذكر ماقامت به الشركة من تطوير للمنطقة ، وهذا شىء

لاينكره أحد ، وقال : للاسف هذا الجهد وماتقوم به الدولة والشركة ووزارة السياحة والآثار يضيع هباءا منثورا بسبب

“مائتى” واحد من أصحاب الجمال والكارتات والأحصنه أو مايطلق عليهم “الخريتية” . هؤلاء هم سبب كل المصائب فى

المنطقة وما يصدر عنهم من تصرفات غير مسئولة مثل تحرشهم بالسياح وإجبارهم على ركوب الخيل والجمال ،

وللأسف يتم ذلك فى وجود أفراد الشرطة ممن وصفهم “بالغلابه” .

ياريتنا .. نشوف ونستمع لوجهة نظر المرشدين السياحيين ، والشركة المطورة ، وشركات السياحة ، والموضوع من

وجهة نظرى بسيط ، وإذا كان الحل كما يرى المرشدون فى دخول ” الجيست” بأتوبيسات شركات السياحة التى

تقلهم وخاصة وأن منهم الأطفال والعجزة وكبار السن وبعضهم معه أمتعه كثيرة يمكن أن يفقدها خلال التنقل من

وسيلة نقل إلى أخرى ويتفرق دم فقدها حينئذ بين القبائل ، وأعتقد أنها وجهة نظر تحترم ، وليست هناك مشكلة

طالما أن هناك تأمين وإتباع للإجراءات ودفع الرسوم .. إلخ . إن كانت تلك هى العقبة ونغلب مصلحة مصر على

المصالح الشخصية .

يعنى بالبلدى كده أقعدوا مع بعض وإسمعوا بعض وإحترموا كل وجهة نظر تقال وتكون قابله للتطبيق على أرض الواقع

، وللمرة الألف “غلبوا” مصلحة الوطن على مصالحكم الشخصية ، إحنا ماصدقنا قطاع السياحة يتعافى من عثرته ،

لأنه مورد هام من موارد الدخل القومى ، فى وقت نعانى فيه من إنخفاض إيرادات أخرى مثل قناة السويس وبقية

مصادر الدخل الأخرى التى تأثرت كثيرا للمتغيرات الدولية والصراعات التى تدور حولنا ، وإستهدوا بالله .. ربنا يهديكم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.