عبد الناصر البنا يكتب : إيمانويل ماكرون .. لا يأكل البيتزا !!

ولاتزال أصداء الزيارة التاريخية الناجحة جدا التى قام بها الرئيس الفرنسى ” مانويل ماكرون ” إلى مصر تشعل وسائلالتواصل الاجتماعى فى مصر ؛ ووسائل الاعلام العالمية بعد أن حققت الزيارة أكثر ماكان مخططا لها .
حل الرئيس”ماكرون”ضيفا على مصر فى وقت يموج فيه العالم بصراعات إقليمية وحروب طاحنة أتت على الأخضر واليابس ، وخلفت وراءها آلاف القتلى والجرحى فى فلسطين المحتلة ، وأوكرانيا ، وحربا تجارية بدأت تدور رحاها بين القوى العظمى ” الصين ــ وأمريكا ” من جانب ، وأيضا بين “أوربا ــ وأمريكا” من جانب آخر ، نتيجة للقرارات العنترية للرئيس الأمريكى الموتور ” دونالد ترامب ” فيما يخص التعريفة الجمركية الجديدة ، والضحية فى كل الأحوال هم الذين يقول عنهم المثل” إذا تصارعت الأفيال لا تسأل عن العشب الأخضر والأشجار الصغيرة ” الدول النامية ودول العالم الثالث هى المتضرر الأول نتيجة الكساد الذى سوف يحل بالعالم . ناهيك أصلا عن تصريحات ترامب التى قد تعجل
بنهاية الحياة على كوكب الأرض !!
شاءت إرادة الله أن تظل راية مصر عالية خفاقة فى الأفق ، وأن تظل مصر فى بؤرة إهتمام وسائل الاعلام العالمية خاصة فى وقت تخاذل فيه “العرب” عن نصرة إخوانهم فى قطاع غزة وفلسطين المحتلة خوفا وطمعا ؛ وإكتفوا بموقف المتفرج أو الذى يدين ويشجب ، وبعيدا عن “كوميكس” المصريين وخفة دمهم وتعليقاتهم على برنامج الزيارة ، والمشاهد التى تناقلتها وكالات الأنباء العالمية عن زيارة “ماكرون” لمسقط رأس الرئيس عبدالفتاح السيسى فى منطقة الجمالية المزدحمة بالباعة كونها واحدة من أشد مناطق القاهرة إزدحاما وإلتقاط صور “السيلفى” معهم لكى يرسل للعالم رسالة مفادها أن مصر هى ” بلد الأمن والأمان ” .
ففى التوقيت الذى لايجرؤ فيه رئيس أكبر دوله فى العالم أن يتجول حول البيت الأبيض ترى رئيسى مصر وفرنسا يتجولان فى شوارع القاهرة الفاطمية فى مشهد أربك العالم .. أى جبروت هذا . ودعونى من مقامى هذا أوجه تحية شكر وإعزاز وتقدير بل وإفتخار للأبطال الذين قاموا بتأمين هذه الزيارة من رجال الحراسات الخاصة ” الحرس الجمهورى ـ الشرطة المصرية ـ والمخابرات العامة ـ والأمن العام ـ والوطنى ـ وقوات الحراسات الخاصة GIS .. وغيرهم ” على هذا التأمين المثالى والآداء المتميز الذى يدرس ، وهذا والله ليس بغريب !!
” ماكرون لايأكل .. البيتزا ” لأنه تناول طعام عشاءه ليس كما جرت العادة على مأدبة عشاء تقام له والوفد المرافق له فى مثل هذه المناسبات ، وإنما على أحد المطاعم الشعبية فى ” خان الخليلى ” وإلتقطت له صورا مع “الشيشة” كعادة أولاد البلد ، كما إلتقطت صورا له خلال جولته فى المتحف المصرى الكبير ” هدية مصر للإنسانية ” وكانت خير دعاية للسياحة المصرية التى تعيش فترة من أزهى فترات إزدهارها مع قرب إفتتاح المتحف الكبير ، وماتقوم به مصر من جهد كبير فى هذا القطاع .
إصرار الرئيس الفرنسى “مانويل ماكرون”على الذهاب إلى العريش فى هذا التوقيت الذى تقتلع فيه الآله العسكرية للكيان الصهيونى الأخضر واليابس فى أرض فلسطين وقطاع غزة فسره البعض بأن ماكرون يجاول أن يغسل يديه ويبرىء ساحته من دم أبرياء غزة ، ولكن على أى حال يبدو أن “دونالد ترامب”قد إنقلب على رئيس الوزراء الاسرائيلى “بنيامين نتنياهو”خلال زيارته الأخيرة لأمريكا متزامنة مع القمة “المصرية الفرنسية الأردنية ” والاتصال الذى أجراه “ماكرون” مع الرئيس الأمريكى وإلغاءه للمؤتمر الصحفى الذى كان مقررا مع رئيس الوزراء الاسرائيلى ، ويقال أن مادار فى الغرف المغلقة كان توبيخا لـ “نتنياهو” ومحاسبة له أكثر ماهو تأييد مطلق على إبادة الشعب الفلسطينى ، وهذا ليس بغريب على شخص مثل “ترامب” الذى إنقلب فجأة على “زيلينسكى” ؛ كما إنقلب على الداعم له فى حملته الإنتخابية “إيلون ماصك” .. والأيام دول !!
زيارة الرئيس ماكرون للمرضى الذين يتلقون العلاج فى المستشفبات المصرية سواء فى العريش أو معهد ناصر وتفقدة للمساعدات الإنسانية التى ترفض إسرائيل إدخالها والحوار الذى دار مع المرضى وسماعة لرسائلهم التى تؤكد على العودة لبلادهم والتمسك بأرضهم . وتوافق “ماكرون” مع مصر فى رفض التهجير ووقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى وإدخال المساعدات ومع خطة مصر فى إعادة الإعمار ” كانت موفقة للغاية ، حتى على الرغم من محاولة لجان الإخوان “تضليل” الرأى العام بمقاطع فيديو قديمة للحشود على المعبر ، لكن ربنا قادر ياخدهم ويريحنا منهم لأنهم فاقوا اليهود فى كرههم لهذا البلد وكأنهم راضعين من لبن حمير .
خلال زيارة الرئيس ماكرون إلى مصر تم توقيع عدد من الإتفاقيات فى مجال التعليم والطاقة والتكنولوجيا الخضراء والنقل والمواصلات والاتصالات ، وبالتأكيد هناك إتفاقيات أخرى غير معلنه فى مجال التسليح ، إلى جانب صفقه “الرافال” التى أربكت أمريكا ، وإحتفاء الرافال الفرنسية بالرئيس الفرنسى عند دخوله الأجواء المصرية ومغادرته لها ، وهى رسالة بكل تأكيد على تنوع مصادر السلاح التى حررت مصر من إحتكار دولة مثل USA لعملية الصيانة وقطع الغيار ، وأعتقد أن هذا كان ابلغ رد على كلام كان يتردد من قبل ” ولازمته إيه السلاح طالما إحنا مش هنحارب .. إلخ ” وجاء الوقت الذى عرف فيه الجميع قيمه أن يكون لدينا سلاح من مصادر متنوعه .
أردت أن أقول أن مصر دولة كبيرة ، وسوف تظل كبيرة شاء من شاء وأبى من أبى .. حفظ الله مصر ، ووفق قادتها إلى مافيه خير ورفعه العباد ، وأمد قائدها بالبطانة الصالحة التى نعينه على الخير والحق والصدق .. ودائما وأبدا ” تحيا .. مصر “