الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: مصر المدهشة !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

العنوان أعلاه جاء على لسان الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون خلال إحدى جولاته ضمن زيارته لمصر مؤخرا، وتحديدا عقب جولته بصحبة الرئيس السيسي في منطقة خان الخليلي والحسين والتى قوبل خلالها الرئيسان بترحيب وحفاوة شعبية هائلة من أهالي الحي التاريخى .

والحقيقة ودون أى مجاملة أو مداهنة كانت الزيارة ناجحة بكل المقاييس خاصة وأنها جاءت في توقيت بالغ الحساسية على المستويين الإقليمى والدولى وجميع من تابع وشاهد الزيارة لاحظ سعادة  ولن أبالغ إذا قلت انبهار الرئيس الفرنسى بمصر والمصريين،  لدرجة أن إحدى الصحف الفرنسية علقت على الزيارة قائلة ” لم نر ماكرون فى هذه السعادة منذ توليه الرئاسة وكأنه ولد وتربى وترعرع فى مصر  ، مضيفة أن الزيارة أظهرت أيضا الشعبية الطاغية للرئيس السيسي ” .

وسعادة الرئيس الفرنسى بهذه الزيارة التاريخية وانبهاره لم يتوقف عند هذه العبارة، ولكنه وجه رسالة للرئيس السيسي وللمصريين خلال رحلة العودة إلى فرنسا قائلا ، عبر منصة “إكس”  باللغة العربية: ” شكرا جزيلا للرئيس السيسي وللمصريين”، وأضاف: “أغادر مصر بعد 3 أيام مؤثرة، رأيت فيها نبض القلوب، في ترحيبكم الكريم، في قوة تعاوننا، وفي الدعم الذي نقدمه معا لأهالي غزة، وفي العريش، حيث يقاوم الأمل الألم، شكرا لكم، تحيا الصداقة بين شعبينا”.

وحظيت زيارة ماكرون إلى مصر كما ذكرت في البداية باهتمام كبير على المستويين الشعبي والرسمى حيث

اصطحبه الرئيس السيسي في جولة بمنطقة سوق خان الخليلي ومنطقة الحسين وكذلك المتحف المصري الكبير،

وبعدها شكر ماكرون السيسي على الجولة و”الاستقبال الحار”، قائلا، عبر منصة “إكس”: “هذه الحماسة، وهذه

الأعلام، وهذه الطاقة التي تليق بخان الخليلي: تحية نابضة للصداقة التي تجمع بين مصر وفرنسا”.

كما تضمنت الزيارة جولة بمحطة مترو عدلى منصور بالخط الثالث لمترو الانفاق بعد انتهاء القمة الثلاثية المصرية

الفرنسية الأردنية بشأن الوضع في غزة ، علاوة على حضور الجلسة الختامية لمنتدى الأعمال المصري الفرنسى

وكذلك مشاركة الرئيس ماكرون فى الاحتفالية الكبرى التي أقامتها جامعة القاهرة احتفاء بالتعاون العلمي والتعليمي

بين مصر وفرنسا.

وأنهى الرئيس الفرنسى زيارته لمصر التي استمرت ثلاثة أيام بجولة رفقة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمدينة

العريش زارا خلالها بعض المرضى والجرحى الفلسطينيين لاسيما الأطفال والنساء الذين اصيبوا خلال العدوان

الإسرائيلي على الأشقاء فى غزة والضفة الغربية المحتلة، وظهر جليا تاثر الرئيسين السيسي وماكرون بما شاهداه

من معاناه وآلام لأبناء الشعب الفلسطيني المتواجدين بمستشفى العريش وفقا لما أظهرته الصور والفيديوهات التى

تم نشرها وبثها في أعقاب الزيارة ولعلها تكون رسالة للعالم أجمع من أجل التحرك لوقف حرب الإبادة الجماعية التى

يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل  .

بقى القول أن هناك العديد من الجنود المجهولة الذين اسهموا بشكل كبير فى نجاح تلك الزيارة التاريخية وفى القلب

منهم السفير المصري لدى فرنسا المحترم علاء يوسف الذى يترك بصمة نجاح وتميز فى كل موقع يذهب إليه أو

منصب يتولاه ومن ينسى اداءه المتميز كمتحدث بإسم رئاسة الجمهورية فى وقت بالغ الصعوبة والاهمية، وهناك أيضا

واحدة من اكتر الأشياء أو العناصر التى لفتت الأنظار و لاقت استحسان الجميع خلال اازيارة ، و اسهمت بشكل كبير

في نجاحها تلك السيدة الأنيقة مترجمة الرئيس الفرنسي ” يولا_ابو_حيدر، ” وهى لبنانية الأصل، وتعتبر المترجم

الرئيسي لقصر الإليزيه وتم منحها وسام جوقة الشرف برتبة فارس على جهودها وتميزها أثناء زيارة المسؤولين

والرؤساء العرب لفرنسا ..

الجميل أن السيدة يولا ليست مجرد ناقل، ولكنها ملمة بأهم الملفات الفرنسية العربية وقادرة تنقل مع اللغة

المشاعر بتعابير دقيقة وسرعة بديهة وربما كانت هذه الزيارة هي الأصعب بالنسبة لها و لكنها الأمتع والأكثر تأثيراً

على الإطلاق .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.