الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: عاد لينتقم  !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

أعلم جيدا أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات أو هكذا يدعون ، لا تتأثر أو لا تتغير السياسات التي تنتهجها مع تغير الرئيس أو حتى الحزب الحاكم،  ولكن يبقى الرئيس ترامب حالة خاصة ومختلفة أيضا، الأمر الذى جعل الكثيرين يخشون عودته مرة أخرى إلى البيت الأبيض خشية انتقامه من معارضيه ولن أبالغ إذا قلت خصومه خاصة الرئيس السابق بايدن ونائبته وغيرهما من قادة ومسؤولين فى شتى الوزارات والهيئات الأمريكية  !!

ومع اليوم الأول من عودته إلى كرسي الحكم فى البيت الأبيض أخذ ترامب يطلق تصريحاته التى تضمنت الكثير والكثير من الوعود والوعيد أيضا، لاسيما فيما يتعلق بوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا وكذلك القتال في غزة واصفا نفسه أنه رجل سلام وجاء لتحقيق السلام في العالم لدرجة إنه توقع حصوله على جائزة نوبل للسلام !! .

والآن وبعد مرور قرابة ثلاثة شهور فقط على توليه مقاليد الحكم بدأ ترامب تنفيذ وعيده بالانتقام ليس من معارضيه في أمريكا فقط  ، بل امتدت يده الطولى للتنكيل بالكثيرين من بلدان العالم وشن حربا اقتصادية على الجميع فيما عرفت “بتعريفات ترامب ” التى تضمنت فرض رسوم جمركية على أكثر من  ١٨٠ دولة حول العالم لدرجة أنه فرض رسوما جمركية على (جزيرة هيرد وجزر ماكدونالد) الواقعة قرب القطب الجنوبي.

هذه الجُزر لا يعيش فيها بشر، فقط بطاريق !! .

ناهيك عن دوره الغريب والمريب في ذات الوقت في دعم الكيان الصهيوني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ” النتن ياهو ”

في حرب الإبادة الجماعية التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل خاصة فى غزة

والضفة الغربية في أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى التى نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة

حماس في السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ مما أدى إلى استشهاد أكثر من  ٥٥ ألف فلسطيني وإصابة قرابة ١٥٠ الفا

آخرين حتى الآن معظمهم من الأطفال والنساء !! .

يأتى ذلك فى الوقت الذي حذر فيه خبراء الاقتصاد من أن التعريفات الجمركية التي أعلن ترامب عنها  ستؤدي إلى

رفع أسعار السلع الاستهلاكية المستوردة إلى الولايات المتحدة، مما سيؤدي إلى تأجيج التضخم. فبعد موجة من

التضخم استمرت لسنوات في أعقاب جائحة “كوفيد-19” شهد التضخم في الولايات المتحدة انخفاضا كبيرا .

ولكن في يناير الماضي  ارتفع مؤشر أسعار المستهلك إلى 3 بالمئة، وهو أعلى معدل في ستة أشهر. وقدرت وكالة

“ستاندرد آند بورز” العالمية للتصنيف الائتماني ارتفاع أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بنسبة إضافية تصل إلى

0.7 بالمئة نتيجة للرسوم الجمركية المفروضة على الصين وكندا والمكسيك إذا دخلت الرسوم حيز التنفيذ بالكامل.

ومع الإعلان عنها رسمياً وتنفيذها، يظل من غير الواضح ما هو التأثير الذي قد تخلفه أي تعريفات جمركية على

معدلات التضخم في الولايات المتحدة.

ففى حين أن بعض المنتجين وتجار التجزئة المحليين في الولايات المتحدة سوف يستفيدون من استراتيجية ترامب

للتعريفات الجمركية، فإنهم سوف يواجهون تكاليف استيراد أعلى للمواد الخام، فضلاً عن اضطراب سلاسل التوريد.

وقد يتضرر المصدرون الأمريكيون من الإجراءات الانتقامية التي يتخذها شركاؤهم التجاريون حيث أعلنت بعض

الحكومات بالفعل، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والصين، عن اتخاذ تدابير مضادة، و من المتوقع أن تحذو حكومات

أخرى حذوها.

أخيرا وليس آخرا يرى خبراء اقتصاديون أن خطة “ترامب” الجديدة للتعريفات الجمركية بمثابة ” تسونامى “سيضرب

الاقتصاد العالمي وسيكون له تداعيات يصعب قياسها حتى على الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها ، خاصة في حال

استمرارها واتخاذ الدول الأخرى تدابير قاسية انتقامية.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.