محمد نبيل محمد يكتب : الأمن الثقافى والهوية الوطنية

 اسرائيل وقتل ارحام الفلسطينيات

الكاتب محمد نبيل محمد
كثيرا ما كان ياسر عرفات يتباهى بسلاح لا يملكه الكيان الصهيونى المحتل، بل ويغيظ بسلاحه ذاك قلوب القادة الصهاينة، فكان يردد:”ان أرحام الفلسطينيات لن تسكت عن انجاب الفلسطينيين” وربما كانت تلك العبارة من أسباب انعقاد مؤتمرات السكان بأهداف مغايرة لما بدأ به انعقاد المؤتمر الأول للسكان حيث نُظم أول مؤتمر عالمى للسكان فى روما 1954 لتبادل المعلومات العلمية حول المتغيرات الديموجرافية ومحدداتها ونتائجها، وتلاه مؤتمرات عدة ركزت على حقوق الانسان فى الرعاية الصحية وغيرها، أما بعد الإعلان ـ الضمنى ـ لياسر عرفات عنم الحرب بالقنبلة السكانية الفلسطينية ضد الصهاينة، فكانت نتائج أبحاث هذا المؤتمر تسير فى مسارات أخرى منها إعلان اسرائيل ودول أوربا من الدول التى ستبلغ مرحلة “الشيخوخة” قريبا، وستعانى من تبعاتها لعقود طوال، لأسباب أهمها: غياب الأخلاق تحت زعم حماية الحريات الشاذة، كصدور قوانين المثلية، وحقوقهم فى التزاوج، وممارسة الحياة النيابية، وغيرها من المسالك الإعتيادية، وكذلك مثل ارتفاع نسب عدم الرغبة فى الزواج، لانتشار مواخير الدعارة المرخصة، وأيضا عدم الرغبة فى الانجاب لاكثر من طفل أو طفلين، وأيضا عدم الرغبة فى الانجاب بالكلية، وكذلك ارتفاع نسب الاجهاض الاختيارى، إلى غير تلك الثقافات التى أدت إلى تقليل نسبة الشباب فى المجتمعات الغربية، ومنها الكيان الصهيونى، مما كان ينذر بشعوب على حافة “انقراض عرقى” فضلا عن الثقافة الشرقية التى تدعم فكرة الانجاب المتكرر لأسباب العزوة، والسلطة، والقوة، وأسباب مجتمعية أخرى ترتبط بالعادات والتقاليد الريفية والبدوية والساحيلية بل والحضرية أيضا، بالإضافة لتأثير البيئة فسيولوجيا وسيكولوجيا على المجتمعات الشرقية والإفريقية.
وكشف عالم الديموغرافيا الإسرائيلي أستاذ الجغرافيا بجامعة حيفا “أرنون سوفير” أن نسبة اليهود في أراض فلسطين التاريخية، من نهر الاردن إلى البحرالمتوسط لا تتجاوز 47% من عدد السكان، في حين يشكل العرب نحو 48% والذين يسجلون عمراً أصغر ونمواً أسرع.
جاءت نتائج ابحاثه تلك في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلى يوم الثلاثاء الثانى والعشرين من أغسطس لعام 2022:” … هناك 7.45 ملايين يهودي وغير يهودي، إلى جانب 7.53 ملايين مواطن عربي وفلسطيني يعيشون فلسطين التاريخية”.
ويقصد بفلسطين التاريخية، إسرائيل بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
وأضاف أنه:” … عندما يؤخذ عدد المقيمين غير الإسرائيليين في الاعتبار، يظهر أن نسبة اليهود تتراوح بين 46-47% من إجمالي سكان المنطقة”.
وحذر أرنون سوفير فى حديثه الإذاعى الإسرائيليين من “الخطر الديمقراطى” الذى ستنزلق إليه الدولة فى حال أصبح اليهود أقلية حاكمة فى هذه المنطقة.
ويُعد أرنون سوفير أستاذ علوم الجغرافيا والبيئة، ومتخصص في قضايا المياه والديموغرافيا، وهو أحد مؤسسي جامعة حيفا، ومعروف ببحثه في القضايا الديموغرافية والمائية والبيئية والسياسية والاستراتيجية الخاصة بإسرائيل.
ووفقا لمكتب الإحصاء المركزى الإسرائيلى الرسمى:” فى نهاية عام 2021 بلغ عدد سكان إسرائيل 9.449 ملايين نسمة، بما في ذلك المستوطنون الإسرائيليون في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، من بينهم 6.982 ملايين (74%) من اليهود، 1.99 مليون (21%) من العرب، و472 ألفا (5%) من غير اليهود أو العرب”.
ونعود لما أوضحه أرنون سوفير لإذاعة الجيش أنه:” على الرغم من أن معدل المواليد كان أعلى بين السكان اليهود في السنوات الأخيرة، كان معدل الوفيات أعلى أيضاً، مما يعنى أن عدد السكان العرب، الذين متوسط أجيالهم أصغر بكثير من السكان اليهود، ينمو بشكل أسرع”.
ووفقا ـ أيضا ـ لتقدير مكتب الإحصاء الفلسطينى الصادر فى مايو 2022:”أن عدد السكان الفلسطينيين في الضفة
الغربية يزيد قليلا عن 3 ملايين نسمة، بينما يبلغ عدد سكان قطاع غزة أكثر من مليونى نسمة”.
وفى منتصف شهر مايو لعام 2023 أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطينى أن عدد الفلسطينيين تضاعف نحو
عشر مرات منذ “النكبة” في عام 1948، ويقدر عددهم اليوم في العالم نحو 14.3 مليوناً، من بينهم نحو 6.4 ملايين
لاجئ.
… في حين نشرت دائرة الإحصاء المركزي الإسرائيلية الرسمية بمناسبة احتفالات الكيان الصهيونى بالذكرى الـ 75
لتأسيسها إحصائية جديدة أيضاً، وجاء في الإحصائية الإسرائيلية: أن عدد اليهود في إسرائيل وفي المستوطنات
المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة بلغ 6.814 ملايين يهودي يعيشون حالياً على الأرض ما بين نهر الأردن
والبحر المتوسط.
ويشكل اليهود ما نسبته 73.5% من سكان إسرائيل، في حين يبلغ عدد العرب في إسرائيل نحو مليوني نسمة، أي
21% من السكان.
كما تم تعريف نحو 535 ألف شخص إضافي على أنهم “آخرون”، وتبلغ نسبتهم 5.5% وهم مسيحيون من غير العرب
وأتباع ديانات أخرى.
يشار إلى أن دائرة الإحصاء تحصي اليهود في كل الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، بما في ذلك الأراضي
الفلسطينية المحتلة، أي أنه يشمل المستوطنين الذين يعيشون في الضفة الغربية والتي تعاملهم وفقاً “قانون أنظمة
الطوارئ” العنصري.
ويبلغ عدد المستوطنين الذين يسكنون في الضفة الغربية المحتلة 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة كبيرة و140
بؤرة استيطانية عشوائية، غير مرخصة من حكومة الاحتلال، وفقاً لبيانات حركة “السلام الآن” الحقوقية الإسرائيلية.
أما العرب فيحسبون فقط في مناطق الخط الأخضر “عرب 48” والقدس والشرقية والجولان السوري المحتل.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.