الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : السابق .. غالب !!

” القلم أو الكف السابق غالب ” هذا المثل أو القول المأثور أراه ينطبق تماما على ما فعلته مصر خلال الفترة الأخيرة ، وتحديدا منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم قبل ١١ عاما ، حيث كانت رؤيته للامور سابقة بخطوات والأهم أنه كان دائما يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب ، وهو ما كشفته الأحداث والظروف التى تمر بها المنطقة، بل والعالم أجمع خلال الفترة الأخيرة.
فالسلاح الذي أنفقت عليه الدولة المليارات وقت شدتنا وازماتنا الاقتصادية وكان البعض يقول “بطون المصريين اولى” وهتحارب مين بالسلاح ده ؟! ” أثبتت الأيام حنكة وحكمة القائد وأنه اشتري هذا السلاح لأجل حماية الأرض من مخاطر الاحتلال والحفاظ على دماء المصريين من ويلات الحروب ، وكذلك الحفاظ على كرامتهم من اللجوء وذل الاحتلال كما حدث للأسف في كثير بلدان المنطقة حولنا.
وعندما قررت مصر عدم المشاركه بقوات في حرب اليمن كانت تعلم جيدا ان المخطط هو استدراجها في حروب خارجية لانهاك الجيشن مثلما حدث في 67 وعندما يسيطر العدو على المنطقة كما هو الحال حاليا عندها كنا سنكون في اضعف حالاتنا ويَسهل احتلالنا وتمرير اي صفقه !!
نفس الأمر فيما يتعلق بقرار ضبط النفس تجاه تركيا في ليبيا والمتوسط , و كذلك الحال بالنسبة لأزمة سد النهضة مع اثيوبيا , وأخير وليس الأضرار التي سببها الحوثيون للملاحة فى قناة السويس فكل ذلك يرجع لنفس السبب وهو محاولتهم “جرنا” لحروب خارجية لاضعاف جيشنا وتشتيت قواتنا حتى يسهل عليهم الانقضاض علينا وتنفيذ مخططهم وتمرير صفقتهم بعد الانتهاء من تدمير الدول المحيطة .
وهذه الرؤية المستقبلية الثاقبة لم تقتصر فقط على الأمور العسكرية أو السياسية بل شملت أيضا القرارات المتعلقة بالاصلاح الإقتصادى وتقوية واحلال وتجديد البنية التحتية للدولة المصرية وفي القلب منها مد الانفاق والكباري والسكك الحديدية لسيناء حتى يتم ربطها بالدولة المصرية لسهولة ارسال قواتنا واسلحتنا خلال ساعات قليلة في وقت الحرب لا قدر الله.
وعلى نفس المنوال كان قرار شق قناة السويس الجديدة و انشاء مينائى طابا والعريش وربطهما بقطارات سريعة
تحسبا لتنفيذ أى مشروعات تكون بديلة لقناة السويس مثل ما يثار حول انشاء قناة “بن جوريون” أو خط السكة
الحديد الخليجي الإسرائيلى !! .
واما المشروع القومي لإنشاء مخازن استراتيجية للمنتجات الغذائية والادوية فى 6 محافظات بتكلفة 5 مليارات جنيه
فكان بهدف تأمين احتياجات الشعب لأطول فتره ممكنه في حالة الحرب والسلم أيضا وحتى لا يجد العدو ورقة ضغط
وهي قوت الشعب كما حدث إبان حرب اكتوبر المجيدة .
ومن هذا المنطلق أيضا كان قرار مد شبكة الطرق العملاقه لربط كل محافظات الجمهورية فغير كونها مهمة لحركة
التجارة والتوسع العمراني والقضاء على الازدحام فهى في نفس الوقت مفيدة لخطة القوات المسلحة وقت الأزمات
والحروب وهو ما أشار إليه الرئيس السيسي حينما قال” اننا قادرون نفرد في مصر كلها خلال 6 ساعات لانك مش
هتعرف الضربه هتجيلك منين ” .
ولعل خير دليل على ذلك ما ذكرته صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية مؤخرا بشأن مطالبة تل أبيب القاهرة وواشنطن
بإزالة بنى تحتية عسكرية أقامها الجيش المصري في سيناء، مشيرة إلى أن وجود قوات عسكرية زائدة في سيناء
يمكن التراجع عنه، لكن إقامة بنى تحتية عسكرية غير مؤقتة يعد تصعيدا مقلقا ونقلت الصحيفة عن مسئول أمني
كبير بالاحتلال أن تل أبيب لن تتساهل مع الوضع الحالي، ولن تقبل بتغيير الترتيبات الأمنية على الحدود من طرف
واحد .
أخيرا وليس آخرا وكما يؤكد الرئيس السيسي دائما مصر دولة شريفة تتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف مما قد
يعرضها للمخاطر أحيانا وللتآمر أحيانا كثيرة ، ولكن “طول ما احنا ايد واحده وعلى قلب رجل واحد فأي خطر خارجي
متخافوش منه” ، وقادرون على مواجهته بفضل من الله ثم بقوة وشجاعة وخلاص شعبها وأبطالنا فى الجيش
والشرطة .