الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : قطايف سامح

الإعلامي محمود عبد السلام

اكبر صفعة تلقتها المؤسسات الاعلامية الجديدة ، نجاح برنامج ( قطايف ) للفنان سامح حسين خارج انتاج تلك القنوات ،

سنوات عديدة وطويلة ، عَمَدَ الإعلام الخاص ، فى العزف على وتر الاثارة ، ( وركوب ) الترند ، وضرب عقل الجمهور فى ( الخلاط ) ، مستوحشاً بقيم اخلاقية ، لا تنتمى الى هذا الشعب الطيب ، كل البرامج التى قدمت فى الفترة الاخيرة ، بلا استثناء يذكر ، برامج تبحث عن (الفضيحة ) ، وتتسلل الى حجرات نوم المشاهير ، وعلاقاتهم الخاصة ، واسرار لا يجب ان تذاع على الملأ ، ( السعار ) كان على كحكة الإعلانات ، والتواجد على قمة مؤشر البحث على شبكة الأنترنت ،

وانصرف الجميع نحو هذا السباق المحموم ، واختطفوا الجمهور فى رحلة هزلية ، قُدّمْ من خلالها وجبة مركزة من ( التفاهة والسفالة ) واصبح السؤال الاشهر على شاشات الفضائيات الخاصة ( انت خنت مراتك كام مرة ) والبحث فى ادراج المشاهير عن أوراق الزواج العرفى ، والرقص ( عمال على بطال ) ، والترويج للفن الهابط ، وصناعة نجوم هم فى الاصل ( شبيحه ) ، تحت شعار اغانى المهرجانات ،

أما الدراما حدث ولا حرج ، أستعراض لقصص حياة تجار المخدرات ، والبلطجية ورحلات صعودهم الى صدارة المجتمع ، او الخيانة الزوجية ، والعلاقات المحرمة ، وتقديم كل القيم الانسانية المنحطة فى ثوبٍ براق ، يدفع الجمهور لمحاكاة هذه النماذج المنحطة ،

وعندما اراد هؤلاء الذين بعثهم الله للقضاء على القيم الاجتماعية ، فى انتاج عمل دينى تاريخى ، اختاروا شخصية مختلف عليها دينياً وتاريخياً ( معاوية ابن ابى سفيان ) ، وقدموا عملاً اقل ما يقال عنه انه سيئ وباطل كل مافيه ، كما انه ضعيف على مستوى التأليف والسيناريو والإخراج ،

حتى محاولة ( وضع السُم ) فى الطعام بائت بالفشل ، حين وضعوا معاوية فى كفه وسيدنا على كرم الله وجهه فى الكفة الاخرى ، لكن هيهات ، الشهيد الأمام الذى قال عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ) كما روى الترمذي عن حبشي بن جنادة، قال: “قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي”.

روى الترمذي بإسناده عن زيد بن أرقم عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: “من كنت مولاه فعلي مولاه” ، وقيل أيضاً ، إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ خرجَ في غزوةِ تبوكَ استخلفَ عليًّا رضيَ اللَّهُ عنهُ على المدينةِ فقالَ عليٌّ : يا رسولَ اللَّهِ ما كنتُ أُحبُّ أن تخرجَ وجهًا إلَّا وأَنا معَكَ فقالَ أوَما ترضَى أن تَكونَ منِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى غيرَ أنَّهُ لا نبيَّ بعدي .

فى وسط هذا الكم من الغث ، خرج علينا الفنان الممثل ( سامح حسين ) الطيب ببرنامجه ( قطايف ) ، برنامج تاريخى دينى واجتماعى ، يبحث وينقب ويقدم للجمهور وجبة من القيم الانسانية الراقية ، والاجابات على أسئلة شرعية متداولة دون ان يخلط فى وجبته البرامجية بين الفتوى وبين الفتنة ، وبين الإثارة وبين الموضوعية ، نجح سامح حسين فى حشو القطايف بما يحتاجه عقل الجمهور وقلبه ، بصدق وعلم وعذوبة ، بوسائل انتاج بسيطة قهرت ديناصورات الإنتاج الإعلامى الزائفة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.