الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب : يوم الشهيد والعاشر من رمضان.. وإسترجاع شريط ذكرياتي
" هي مصر واحدة .. ألاقي فين غيرها وطن".

تداعبنى ذكريات محفورة فى قلبي ومسجلة في بنات أفكاري بكل معانيها الجميلة وما تحمله من مشاعر حب الطفل لأمه واحتضان الأم لطفلها.. فنحن نحتفل بيوم الشهيد الذي يواكب ذكرى العاشر من رمضان. ومن المؤكد أننا نستنشق عبير أرواح شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم كل حبة رمل على أرض سيناء من أجل الثأر لكرامتها وعودتها لتحتضن أبنائها وتعود للأم مصر الغالية..
عندما اتذكر جمال أرض الفيروز وروعة كل مكان جلست فيه وتحدثت مع أبنائها الأبطال وعن الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل عودة سيناء والحرص والعمل وبذل الجهود لتعميرها والحفاظ عليها من الحاقدين الذين ينظرون إليها بطمع الخسة وبقلوب ماكرة ولكن شعوري بالإطمئنان لرجال مصر وعيونهم الساهرة من رجال القوات المسلحة الابطال متلاحمين مع اخواتهم و اهاليهم للأحتفال بيوم الشهيد والعاشر من رمضان..
وتوقفت لإسترجاع شريط مشحون بالسعادة والفخر أثناء زياراتي المتكررة لسيناء مع إدارة الشؤن المعنوية للقوات المسلحة وإعطائي الفرص العظيمة لرؤيتي اهالينا وشيوخ ونساء سيناء.. والتحدث معهم والاستمتاع بسماع الحكايات والقصص العديدة لبطولاتهم وتعاونهم مع رجال القوات المسلحة الابطال وعيونهم الساهرة وأياديهم الحامية لكل شبر من أرضها. .
فلابد من سرد مشاعري عندما خفق قلبى وأنتابنى احساس لم أتمكن من ترجمته إلا بعد عودتى من سيناء الحبيبة وأسترجاعى لكل اللحظات والمواقف التى عشتها بكل كيانى وتركت بصماتها القوية المحفورة بداخلى التي تمثلت من بدايتها فى أول لحظة عندما وقفت أمام تبة الشجرة لتسيل دموعى وأتذكر شهداءنا الذين روت دمائهم كل حبة رمل وعظمة أرادتهم من أجل أسترداد أرضنا ،
وأخذت الأحداث تتوالى أمامى بالفعل كشريط عاد بى إلى تاريخ تمنيت منذ فترة طويلة أن أعيشه وبالفعل حقق الله وقتها حلم حياتى عندما ذهبت إلى أرض الفيروز لأشارك بقلمى وبكل أمانه لأنقلها لكل مواطن مصرى لكى يعرف أسطورة النصر وكيف تحققت وأثناء صيام رجالنا الأبطال ..
ولذلك لأبد من الانتباه واستيقاظ الضمائر التى غفل عنها البعض فى الآونة الأخيرة ليغالطوا ويزايدوا على مصر من أجل أغراض نرفضها ولا نقبلها أمام ثقتنا بتاريخنا وعراقته وبرجال مصر الذين يقدموا أرواحهم من أجلها ،واليوم شريط ذكرياتى مزدحم باسترجاع قصص الوطنية والشجاعة والخطوات الواثقة القوية التى تنادى بالولاء والانتماء والتضحية من أجل كل شبر على أرض الفيروز ..
هذه اللحظات الجميلة ولدت بداخلى احاسيس عميقة تختلط فيها معانى الترابط الأجتماعى والثقافى والنفسى والإنسانى مما شاهدته وسمعته وعرفته وقرأته فى عيون ونظرات ونبرات أصوات تتخللها الذكريات الصادقة الشفافة النابعة من قلب وفكر ومبدأ المصرى الأصيل ..لتتحول فى ثوانى العلاقة بينى وبينهم إلى لغة واحدة هدفها الحفاظ على سيناء بالتنمية والبناء والتعمير ،
فكانت كل كلمة تنبض بقوة وتحمل معانى ترتدى ثوباً أبيض كالعروس التى تحتفل بيوم عرسها ،وترجمت هذه الأحاسيس المصرية العظيمة بالحديث عن شهدائنا وأرواحهم التى تهيم حولنا لتشارك فى يوم نحتفل فيه بيوم الشهيد والعاشر من رمضان.. واسترداد أرض الفيروز التى نبضت بها كل لحظة فى حياتنا .
هذه المشاعر التى طاردتنى وسيطرت على قلمى في ذكرى العاشر من رمضان التى انتصر فيها رجالنا الابطال وعادت سيناء لأمها مصر بدماء غالية من شبابنا الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجلها ، ومازالوا يضحون من أجل حمايتها من عيون الغدر ..
فنحن نعرف أنها ملتقى الحضارات ،ونقطة الأتصال والجسر الاستراتيجى التى يربط مصر بمشرقها العربى ،كنز تعدينى يزخر بخامات البناء والتعمير ومصادر الطاقة ، بها أمكانيات سياحية وزراعية متنوعة ،وبها ثروة قومية من النباتات البرية ،وتمتلئ أرضها بالجبال والوديان لذلك تمثل سيناء منطقة حيوية ،
كما تعتبر جسراً لنهضة حضارية تشهدها مصر في الحاضر. والمستقبل القريب إن شاء الله بأيادى أبنائها المخلصين ..
التنمية فى سيناء هى قضية أمن قومى ذات بعد استراتيجى هام، وهى أيضاً ضرورة اقتصادية ،كما أن قضايا الأمن الداخلى لايجوز أغفالها خاصة مواجهة الإرهاب وزراعة المواد المخدرة وغيرها من المؤامرات التى تؤثر على أمن سيناء وأستقرارها ..
ولذلك علينا جميعاً الانتباه والتلاحم واليقظة لصد كل الأيادى والنفوس الخائنة الغادرة من أجل حماية كل حبة رمل على أرض الفيروز .