سؤال دايما يلح علىً أنا شخصيا : هى قضية فلسطين قضية العرب كلهم أم أنها قضية مصر وحدها ؟
الاجابة على هذا السؤال قد تبين بعض المواقف العربية ” المتخاذلة ” على الأقل فى الوقت الحالى لبعض الحكام العرب ، بالنظر إلى كم التضحيات التى قدمتها مصر من أجل هذه القضية منذ عام 1948 وحتى اليوم ، وكيف تعامل حكام مصر مع القضية كل حسب رؤيته وقناعاته .. بدءا من الزعيم جمال عبدالناصر مرورا بفترة الرئيس السادات ومن بعده الرئيس مبارك إنتهاءا بالرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أعتقد أنه إنتهج نهجا مغايرا واضعا قضية فلسطين على أولويات السياسة الخارجية للدولة المصرية .
فى العام 2021 إعتمدت مصر المثقلة بالديون مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الاعمار في قطاع غزة ، نتيجة للأحداث هناك ، وبالفعل قامت شركة ” المقاولون العرب ” بعملية إعادة الإعمار ، مصر التى تركت الأنفاق لكسر حصار غزة وماتلاها من تداعيات على الاقتصاد المصرى نتيجه تهريب السلع الغذائية والمواد البترولية .. إلخ . بل تعدى الأمر إلى تهديدها لـ أمن مصر القومى وماحدث فى يناير 2011 ماثل أمام أذهاننا من قتل جنودنا على الحدود فى رمضان وفتح السجون وإشاعة الفوضى وتهريب السيارات .. إلخ .
التفاصيل كثيرة ومؤلمه ولاتخفى على كل لبيب ، لكن ماحدث بعد مغامرة ” طوفان الأقصى ” أن قام الكيان الصهيونى المدعوم من أمريكا والغرب بإرتكاب كل أنواع الجرائم التى نصت عليها المواثيق والأعراف والقوانين الدولية بدءا من جرائم الحرب ، وجرائم ضد الانسانية ، وإبادة جماعية لسكان غزة والقطاع ، وتدمير كامل للبنية التحتية ، وقتل وتشريد عشرات الآلاف من سكان غزة والقطاع ، وخلال تلك الفترة بذلت مصر العربية جهودا غير عادية من أجل إحتواء الأزمة .. ولا داعى للإطالة .
إلى أن وصلنا إلى المرحلة الأولى من إتفاق وقف إطلاق النار وعملية تبادل الأسرى ، وبدء ومفاوضات المرحلة الثانية
من وقف إطلاق النار ، مع ملاحظة أن الأمور لم تسير بالهدوء الذى أكتب به ، وقد بذلت مصر جهودا مضنية لتقريب
وجهات النظر إلى جانب قطر وأمريكا على الرغم من أن الاعلام القطرى المتمثل فى ” قناة الجزيزة ” والاعلام
السعودى ” قناة العربية ” تعمدتا التقليل من دور مصر ، وإبراز الموقف القطرى ، لكن مصر ” الكبيرة ” لاتبالى ،
وإعلامها المفتون بمسلسلات رمضان وبالعرى والفضائح وأخبار الفنانين .. لايبالى !! .
إلى جانب هذه الجهود لاننسى أن مصر وقفت أمام مخطط التهجير الذى تبناه الرئيس ” دونالد ترامب ” وأجهضته
وماتلاه من مقترح مصر ” خطة إعادة الإعمار فى قطاع غزة ” والدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة لتدارك الوضع ،
سبقها إجتماع تشاورى فى الرياض حضرة قادة دول مجلس التعاون الخليجى والأردن ومصر يمهد لموقف عربى موحد
لدعم القضية الفلسطنية ، ولطرح المبادرة المصرية والتوافق عليها قبل إنعقاد القمة ، إنتهاءا بقمة القاهرة الطارئه
الخاصة بخطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة ، ربك والحق أنا لم أكن أعول كثيرا على القادة العرب فى حضور هذه القمة
ولدى قناعاتى .
أولا : لأننا كلنا عارفين أن اغلب العرب هرولوا إلى التطبيع مع الكيان الصهيونى بضغط من USA من أجل البقاء فى
أماكنهم ، وفى المقابل يستحيل أن تتخذ الدول التى طبعت رأيا مخالفا لرأى أمريكا ” الشيطان الأكبر ” كما ذكرت
حرصا على بقاءهم على كراسيهم .
وثانيا : سعيا وراء مصالحهم وكما يقول المثل العامى ” المصالح .. تتصالح ” ولعلنا لاحظنا فى السياسة الدولية كم
من ” عدو ” كان بالأمس هو ” صديق” اليوم .
أمريكا كان ولازال لها رأى مختلف وهو ” تهجير الفلسطينيين ” مشروع الريفيرا إياه . والسؤال هنا : هل كان يتحتم
على العرب الوقوف إلى جانب مصر التى تتعرض لضغوط لايتخيلها عقل بشر ؟ أبدا والله .. كانت مواقف العرب مخزية
من وجهة نظرى ، غاب عن القمة أغلب القادة العرب ، ولم أر فيها سوى ” مصر والأردن وقطر ” غاب السبعة الكبار
المفترض أن وجودهم كان يدعم الموقف العربى . لأن فى الإتحاد قوة ، أو كما قال ” إقبال ” وفي التوحيد للهمم اتحاد