يلعب قطاع الطاقة دوراً مهماً في تحقيق التنمية الاقتصادية خاصه بعد أن أدى إستخدام المصادر التقليدية للطاقة إلى حدوث إنبعاثات ضارة بالبيئة،ومع إرتفاع الطلب العالمي على الطاقة اللازمه لتحقيق هذه التنمية خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، أصبحت قضية توفير الطاقة هي الطلب الأهم حالياً لإستكمال عملية النمو والتنمية اللازمة، لذا جاء إنعقاد مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة اإيجبس 2025 ، ليمثل الحدث الأبرز هذه الفترة خاصة وأنه تحت رعاية وحضور الرئيس السيسى ،الذي يؤكد من خلال هذا المؤتمر والمعرض أن الطاقة هي الأساس الذي تبحث عنه مصر لتحقيق مستقبل أفضل ،،وأنها المحرك الأساسي لخطوات وخطط التنمية اللازمة للدولة المصرية ،لذلك كان الإهتمام من الدولة بتأمين إمدادات الطاقة، والعمل على تنمية الٱحتياطيات والإنتاج من الغاز والبترول،لتحقيق رؤية مصر 2030، مع العمل على زيادة الإستثمارات الداخلية والخارجية ،لذا فإن لغة الأرقام هي الكاشفة لهذا الإهتمام ،حيث تم حفر أكثر من 105 بئر تنموية جديدة لتنخفض فاتورة الإستيراد بأكثر من 3 مليار دولار سنوياً ،كما تم حفر 46 بئر إستكشافي، وعقد 12 مزايدة عالمية تشمل 12 قطاعا بحرياً للبحث والإستكشاف عن الغاز وهو الأمر الذي أدى إلى إتاحة 61 فرصة استثمارية.ومما لا شك فيه أن التنسيق بين الجهات المعنية من أجل تحديث إستراتيجية طاقة متكاملة ومستدامة كان هو الأهم خلال الفترة الماضية ،حيث تم تحديث هذه الاستراتيجية لتصل إلى عام 2040 بما يخدم تنويع مزيج الطاقة المصري وزيادةة نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% في إستراتيجية 2030 ،كذلك العمل على تعظيم كلا من قدرة قطاع الطاقة لتلبية الإحتياجات المحلية، وتعظيم الإستفادة من مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة
،ولكن يبقى الأهم هو السعي نحو تشكيل تحالفات اقتصادية جديدة بين الدول فوجود الرئيس القبرصي نيكوس
كريستو دوليدس،ومن قبله رئيس وزراء اليونان والعديد من الدول ما هو إلا ترجمة للسعي نحو تشكيل تحالف
إقتصادي جديد يضمن العمل على توفير الإحتياجات المحلية عبر زيادة الإنتاج وزيادة حفر وإستكشاف للغاز والبترول،
أيضاً تعظيم إستغلال البنية التحتية والطاقات الفائضة في قطاع البتروكيماويات تحديداً ،لزيادة القيمة المضافة، مع
عدم إهمال قطاع التعدين في مصر وبإستهداف يصل إلى6% من الناتج المحلي الإجمالي ،ويبقى ضرورة الإهتمام
بالسلامة والصحة المهنية ،والبيئة وترشيد الطاقة،وإستغلال موقع مصر الجغرافي الفريد لزيادة التعاون الإقليمي
وتعظيم الإستفادة من هذه المكانة.ولا شك أن تعظيم إنتاج البترول والغاز وزيادة كفاءة عمليات الحفر والإستكشاف لا
يجب أن تكون بعيدة عن إدخال الذكاء الإصطناعي في الكشف عن البترول والغاز وتسريع عملية الإنتاج وتخفيض
التكلفة،
ما يجب أن نؤكد عليه أن مؤتمر ومعرض إيجبس 2025 أصبح منصة أكثر شمولية بفضل الرعاية الشاملة من الرئيس
السيسي حيث أصبح هذا المؤتمر والمعرض آلية حقيقية للبحث عن حلول للطاقة في عصر يتسم بعدم اليقين، وفي
عصر ارتبط بتقلص سلاسل التوريد العالمية خاصة في مجال الطاقة، وتزداد حدة الصعوبات في الدول الأقل نماء، لأنها
ترغب في السير في عمليات التصنيع بالطريقة التي اتبعتها الدول الغنية، أي بالطاقة الرخيصة. ولكن الآفاق
المستقبلية لتحقيق ذلك ضعيفة بسبب إرتفاع تكاليف إنتاج الطاقة التي تفرضها سوق النفط العالمية، أو بسبب
التحول إلى خيارات أخرى لإنتاج طاقة أنظف. ويقوي قصور رأس المال في هذه الدول الميل إلى الخيارات الأقل تكلفة
مع غض النظر عن الآثار البيئية الضارة للطاقة الرخيصة وغير النظيفة، مشاريع الطاقة في مصر تلعب دوراً حيوياً في
تحقيق التنوع الاقتصادي وتعزيز الاستدامة، بما يتماشى مع رؤية 2030. فالدعوه نحو بناء مستقبل طاقة أمن
ومستدام هو الركيزة الأساسية للدولة المصرية لإستكمال خطط التنمية الشاملة والمستدامة، وتدعيم إقتصاد الطاقة
عبر إستخلاص أكبر قدر من الطاقة من مصادرها الأولية ،وفى المقابل الحفاظ على التوازن البيئي.
كاتب المقال رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام