الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : لن ننسى .. ولن نغفر !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

” الحق ماشهد به الأعداء ” هذا المثل أو القول المأثور ينطبق تماما مع التصريحات التي قالها الأسير الروسي

الإسرائيلي ” ألكسندر توربانوف ” المفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى موجها كلامه إلى عناصر المقاومة

الفلسطينية قائلا: هكذا يعلّمكم دينكم أن تعاملوا به أسراكم؟

أي دين عظيم ذاك الذي يصنع منكم رجالًا بهذا السموّ، حتى تسقط أمامه كل قوانين حقوق الإنسان الوضعية،

وتتهاوى بجانبه كل بروتوكولات التعامل مع الأعداء!

لقد طبقتم العدالة والرحمة في أصعب اللحظات، ليس بشعارات زائفة، بل بواقع عشناه، والتزمتم بمبادئكم حتى في

أحلك الظروف.

صدقوني، لو كُتب لي أن أعود إلى هنا يومًا، فلن أعود إلا مقاتلًا في صفوفكم، لأنني عرفت الحق بأهله، وأدركت أنكم

لستم فقط أصحاب الأرض، بل أصحاب المبدأ والقضية العادلة.

لعل تلك التصريحات تكون خير رد على التصرف العنصرى المشين الذي ارتكبته سلطات الاحتلال مع الأسرى

الفلسطينيين المفرج عنهم من سجن ” عوفر ” باجبارهم على ارتداء ملابس نقشت عليها نجمة داود وكتبت عبارة ”

لا ننسى ولا نغفر ”

الأمر الذي أثار  أزمة في إسرائيل نفسها ويمكننا القول إنه انقلب السحر على الساحر ، حيث ذكرت هيئة البث

الإسرائيلية إنه لم يتم إبلاغ المستوى السياسي بإجبار الأسرى على ارتداء تلك الملابس التي كتبت عليها عبارات

تهديد، ووصف أحد المسؤولين الإسرائيليين القرار بأنه “غبي وصبياني يعرض حياة الأسرى في غزة للخطر”.

وكان مفوض مصلحة السجون الإسرائيلية، كوبي جاكوبي، قد أمر بتغيير ملابس الأسرى واستبدالها بقمصان تحمل

شعار نجمة داود، مع كتابة عبارة بالعربية: “لا ننسى ولا نغفر”.

ووفقا لما نشرته القناة الـ12 الإسرائيلية، فقد برر مسؤول في مصلحة السجون الإسرائيلية هذا الإجراء بأنه خطوة

مدروسة بالتنسيق مع جهات أمنية مختلفة، تهدف إلى التأثير على “الوعي العام”، وإيصال رسالة مزدوجة: الأولى

على المستوى الدولي، بأن إسرائيل تطلق سراح الأسرى الفلسطينيين على عكس ما حدث في “الهولوكوست”،

والثانية إلى المواطن الإسرائيلي، مفادها أن “إسرائيل لن تنسى جرائم هؤلاء الأسرى، رغم الإفراج عنهم”.

فيما انتقد أريك باربينغ، الرئيس السابق لمنطقة القدس والضفة الغربية في جهاز الشاباك الإسرائيلي ، هذه الخطوة

بشدة معتبرا أنها “تلحق ضررا كبيرا بصورة إسرائيل” ، و نشر هذه الصور لا يشكل تهديدا للفلسطينيين، بل سيُنظر

إليه بسخرية، كما أن المواطن الإسرائيلي نفسه لن يجد فيه أي معنى حقيقي”.

في غضون ذلك، أصدرت حركة “حماس”  بيانا ادانت فيه جريمة الاحتلال بوضع شعارات عنصرية على ظهور الأسرى

الأبطال ، ومعاملتهم بقسوة وعنف، في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الإنسانية”.

وأضافت أن هذا “يتناقض مع التزام المقاومة الراسخ بالقيم الأخلاقية في تعاملها مع أسرى الاحتلال” ، وبعد هذا

الشعار الذي وضعته سلطات الكيان الصهيوني نقول لهم ” نحن أيضا لن ننسى ولن نغفر ” ما تعرض له أبناء شعبنا

طوال أكثر من  ٧٥ عاما وحتما سيأتي يوم نرد فيه كل هذه المظالم وندحر الأعداء وتعود الأرض لأصحابها.

وفور وصولهم ساحة “مستشفى غزة الأوروبي” بخان يونس جنوبي قطاع غزة، أضرم عدد من الأسرى المحررين

النيران في تلك الملابس التي حملت رموزا إسرائيلية مثل نجمة داود، وسط هتافات من ذويهم والمستقبلين، في

إشارة إلى رفضهم القاطع لمحاولة الاحتلال فرض رمزيته عليهم مؤكدين ” ابدا لن ننسى ولن نغفر لكم هذا وهو

لسان حال العرب جميعا بل وحال الأحرار فى مختلف بلدان العالم !! ” .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.