دكتور هيثم الطواجنى* يكتب: قراءات في المشهد الإقليمي (7)

الدكتور هيثم الطواجني

نستكمل الحديث عن أبرز مستجدات المسرح السياسي بإقليم الشرق الأوسط:

– تحاول تركيا أن تلعب دوراً في إعادة صياغة المشهد السوري الحالي من خلال استقبال رئيس الإدارة السورية الجديد، حيث تحاول تركيا من ناحية تخفيض وتيرة العمليات الدائرة ما بين قواتها والفصائل الموالية لها، وما بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، والتي تعدّها تركيا الذراع السوري لـحزب العمال الكردستاني، ومن ناحية أخري تحث الإدارة السورية الوليدة علي اتخاذ خطوات كبيرة في مسار توحيد الفصائل السورية ونزع سلاحها، وفي المقدمة منها قوات قسد التي تناصب تركيا العداء، وتتمركز وحداتها في الشمال السوري، ملوحة بالاستعداد للانخراط في عمليات إعادة الإعمار، والاستعداد لتقديم المزيد من الدعم للنظام الوليد.

محاولة تحسين صورة جيش الدفاع الإسرائيلي

– استمرار اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الدفعة السادسة للأسرى الفلسطينيين مع ثلاثة من المحتجزين الإسرائيليين،

بالتزامن مع اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمحافظات جنين وطولكرم وطوباس وأربعة مخيمات للاجئين في تلك المناطق بالضفة الغربية،

بالإضافة الي انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم تطبيقاً لترتيبات المرحلة الاولي من الاتفاق، ولم يتبق للجيش الإسرائيلي

سوي وحدات الفرقة 162 المنتشرة بالمنطقة العازلة (محور فيلادلفيا) بجنوب غزة،

وفي التقدير أن تلك العمليات العسكرية بالضفة لا تفسير لها سوى محاولة تحسين صورة جيش الدفاع الإسرائيلي الذي فشل في تحقيق ما وعدت به القيادة السياسية الاسرائيلية شعبها،

على الرغم من الدعم الأمريكي المادي الهائل، والإمداد المستمر بالسلاح والعتاد العسكري المتفوق من ذخائر، وقنابل غير مسبوقة،

وكعادة رئيس الوزراء في القفز للأمام في مواجهة أزماته السياسية، وذلك باتهامه مصر بتحويل القطاع المنكوب الي سجن كبير،

وكأن مصر هي المنوطة بترميم ما أحدثه جيشه من دمار،

ولما لا ما دامت الإدارات الأمريكية تعطيه الضوء الأخضر لينجو بخطاياه، ويلقي بالتهم الجزافية، متهرباً من مسؤوليته السياسية،

بل يطلق أبواقه غير الرسمية في تحدٍ سافر لمصر وقيادتها، وتهديد صريح باستهداف السد العالي لإغراق مصر،

وربما لا يعلم أنه في مرمي القدرات والامكانيات المصرية، وأن لديه الكثير والكثير من نقاط الضعف.

تراجع قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي

– نجاح غير مسبوق للقوات المسلحة السودانية بعد استعادة السيطرة علي أجزاء عديدة ومهمة من الخرطوم العاصمة بشكل خاص، والسودان بشكل عام، مع تراجع قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، وفي التقدير أن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية قادرة على استرداد المبادرة، وتحقيق السيطرة الكاملة علي الدولة مترامية الأطراف التي تبلغ مساحتها 1,861,000 كم2،

وأنه بمزيد من العمل الجاد تستطيع القيادة السودانية أن تقضي علي حركات المعارضة المسلحة التي استنزفت الدولة ومواردها

وقدراتها العسكرية لعقود طويلة، مع بدء حملة كبيرة لجمع السلاح من الحركات المسلحة ودمجها بالجيش السوداني،

علي أن يمتزج العمل العسكري بالعمل السياسي المتزن المدفوع بالوطنية وليس القبيلة والعصبية، لضرورة خلق سودان جديد موحد

يتسع لكل الاطياف،

فلم يعد من المقبول أن تتحول المعارضة السياسية إلي معارضة مسلحة مرة أخري، وليس من الممكن أن يقبل المواطن السوداني

بعودة نظام حكم الإخوان المسلمون مرة أخري، فهم من صنعوا قوات الدعم السريع، وحولوها إلي قوات تضاهي الي حد كبير الجيش النظامي

قبل أن يدمجوها بالهيكل التنظيمى للجيش الذي تم إضعافه عن قصد، خوفاً من أن يثور ضد حكم الإخوان، وهم إيضاً من أسهموا بقدر كبير

في ظهور العديد والعديد من حركات المعارضة المسلحة،

وذلك بالتهميش المتعمد، وتقتير سبل العيش لكل من يختلف معهم، حتي أصبحت الدولة في عهدهم

تعاني من الكثير من الأزمات والخطايا السياسية والاقتصادية.

*خبير الشئون الاستراتيجية والسياسية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.