الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : اتحدوا .. تنجوا  !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

طالبت فى ختام مقالى الأخير بهذا المكان  بضرورة أن يتحد العرب قادة وشعوبا لمواجهة الخطر الداهم القادم ليس من تل أبيب وحدها هذه المرة ولكن من القاطن الجديد للبيت الأبيض ، وذكرت نصا ” ها هى مصر الشريفة قالت كلمتها بكل قوة ووضوح حيال قضية العرب الأولى  ، مؤكدة رفضها تهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أى مسمى،  والآن الكرة فى معلب أبناء الوطن العربي شعوبا وقادة بأن يدعموا الموقف المصري ويقفوا صفا واحدا لمنع تصفية القضية الفلسطينية ومواصلة المساعى الرامية إلى تحقيق حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ” .
ولعل الأحداث التي وقعت مؤخرا تؤكد صدق ما ذهبت إليه فى المقال  وضرورة أن نتحد جميعا فى وجه هذا الطغيان الاستعمارى الجديد الذى ظهر جليا خلال المؤتمر الصحفي المشترك للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فى البيت الأبيض ، والذي تضمن الإعلان صراحة ولن أبالغ إذا قلت حمل تهديدا واضحا بضرورة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى، بل وتضمن التلويح بأن الموت سيكون مصير كل من يحاول البقاء أو العودة إلى غزة !!  .
والأدهى من ذلك إعلان ترامب عن مشروع أمريكى لتحويل غزة إلى   ” ريفيرا الشرق ” على حد تعبيره ، الأمر الذى يظهر الطمع ” الصهيو أمريكى ” في خيرات ومقدرات القطاع، لا سيما فيما يتعلق باحتياطات الغاز الطبيعي الوفيرة هناك  ، علاوة علي المقومات الأخرى الجغرافية والاقتصادية والسياحية  ، وهو ما لاقي ترحيبا واسعا من قبل قيادات الكيان الصهيوني سواء في حزب اليمين المتطرف الحاكم أو حتى المعارضة واقاموا الأفراح والليالي الملاح ابتهاجا بوعد ترامب باخلاء غزة لدرجة ان بعضهم طالب بتعميم ذلك في الضفة والقدش لإنهاء الأزمة تماما كما يتوهمون !! .

من هذا المنطلق أجدد الدعوة، بل والرجاء منا جميعا شعوبا وقادة بضرورة الاتحاد والوقوف على قلب رجل واحد إذا كنا

نريد النجاة من هذا الخطر ومواجهة أى مخططات أو مؤامرات كانت ولاتزال تحاك ضد بلادنا ووطننا وليست ضد الأشقاء

الفلسطينيين فقط، ولتكن البداية من خلال دعم الموقف المصري الأردني الرافض لمحاولة التهجير القسري

للفلسطينيين من أرضهم سواء إلى مصر والأردن أو حتى إلى دول أخرى كما جاء على لسان الرئيس الأمريكي خلال

لقائه مع ” نتن يا هو ” في البيت الأبيض في مشهد استفز جميع أحرار العالم وليس العرب أو المسلمين فقط  .

وفي هذا السياق يجب الإشارة بل والإشادة بالبيان القوى والتاريخى للمملكة العربية السعودية الذى أعلنت فيه

رفض التهجير القسري للفلسطينيين مؤكدة أنها لن تقيم أى علاقات ” تطبيع ” مع إسرائيل مالم تكون هناك دولة

فلسطينية مستقلة،  وهذا الموقف المشرف يضاف إلى الموقف المصري الأردني ويجب أن تتبناه جميع الدول العربية

والإسلامية،  مع ضرورة الدعوة إلى عقد مؤتمر دولى لدعم هذا الموقف  وبحث كيفية وآلية إعادة إعمار غزة وعندها

سنجد دولا أخرى في العالم تقف بجانب الحق العربي والفلسطينى فى مواجهة البلطجة السياسية و الدعاوي

الاستعمارية الجديدة التى تخالف كافة القوانين والمواثيق الدولية ، ضاربة عرض الحائط بالحريات الشخصية وحقوق

الإنسان التي طالما صدعوا رؤوسنا بها خلال السنوات الماضية  .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.