محمد نبيل محمد يكتب :  الأمن الثقافى والهوية الوطنية ( ثقافة الإدارة وإدارة الثقافة ) 

الكاتب محمد نبيل محمد
لاشك أن أى نشاط يقوم به الإنسان يستهدف منه بداية صالح حياته واستقرار وجوده، ومن هنا كانت اجتهادات العقل الإنسانى فى التنظير وصياغة الأطر الناجعة بغرض تيسير تحقيق جملة الأهداف التى ينشدها، ونحت الإبداع العقلى ضمن حزمة العلوم الإنسانية والتطبيقية علم الإدارة الذى ييتلخص فى بحر تعريفاته: عند قيام العقل استجابة لتلبية احتياجاته فى أمر ما بالتخطيط العلمى الدقيق والممنهج نحو تطويع الامكانات المتاحة والممكنة، وتحفيز المقدرات المتوقعة والمقترحة، باختلافهما ما بين المادية منها والمجردة، بغية تحقيق هدف أعلى أو جملة أهداف، بتراتبية مرحلية ذات إطار زمنى، وخلال حيز مكانى، يضمان معا جمهور مستهدف، عظيم العدد كان أو محدود، على أن يراعى فى التخطيط واقعيته وقابليته للتنفيذ، ومراجعة مراحله تباعا لتصويب الآداء وفق ما هو مخطط، مع توقع حدوث قيم ظرفية مكانية أو زمانية أو متغيرات ذات علاقة بمرونة تغير هدف مرحلى أو عدة أهداف، تبعا لتغير الإتاحة والمنع للمقدرات والامكانات، أو تغير البعد الإنسانى سواء للقائم بتنفيذ المخطط أو لهؤلاء من الجمهور المستهدف.
أما المفردة التالية فى الإصطلاح وهى “الثقافة” فتشمل عدة معان منها فى معناها اللفظى، وآخر يتضمن معناها الإجرائى أو الوظيفى، وربما كان القصد هنا ما تقوم به الثقافة من حيث الدور والرسالة تجاه مجتمعها بإعتبارها تجسد منتج مادى ملموس أوتبدع إخر مجرد، وكلاهما يحققان للإنسان قدرا من التحضر ومستوى من المدنية، وللثقافة امكانات ومقدرات وطاقات هى جملة المواد الخام التى من الواجب حسن إدارتها بغرض تلبية احتياجات المتلقين من انتاج حضارة ذات مظاهر مدنية.
وعند الحديث عن إدارة الثقافة فنحن هنا نبغى إلية تحقيق استراتيجية ثقافية تتناغم مع متطلبات التحضر والارتقاء
للجمهور المستهدف، وذلك من خلال تحديد الامكانات البشرية من هؤلاء المثقفين من الفنانين (رساميين وتشكيليين
ونحاتين والمخرجين والمصورين وممثلين وموسيقييين ومطربين و..) و غيرهم من الأدباء ( الشعراء والقاصين
والروائيين والنقاد و..) وأيضا هؤلاء المفكريين والقلاسفة ولا نتجاهل الاعلاميين (الصحفيين والمذيعيين والمترجمين
وصناع المحتوى التقليدى والرقمى) إلى عير هؤلاء من القائمين بالعمل الثقافى وهم من الإداريين والفنيين
والمعاونيين من التخصصات المتنوعة التى لا يستقيم عمل إلا بوجودهم بمستويات ودرجات حضور مختلفة.
ثم الحديث عن الامكانات غير البشرية كما هى فى المواقع الثقافية (مسرح وسينما ومكتبة وقاعات ندوات ومؤتمرات
وحفلات ومعارض) وغيرها من أماكن مخصصة لورش ومعامل وحلقات التدريب النوعى فى مضمونه وموضوعه
والمختلف فى فئات المتدربين، وأيضا القائمين على التدريب.
ثم يأتى الدور عن الموضوعات والمحتوى والبرامج والرسائل والمفاهيم التى تصيغها الثقافة بتنوعاتها داخل هذه
الاماكن المخصصة لعرض وتقديم محتوى الرسالة الثقافية، أو غيرها وصولا لهؤلاء من الجمهور المتلقى العام أو
النوعى.
وفى سياق واحد متصل يأتى دور الإدارة التى تتعامل مع كل ماسبق سرده وغيره من المتوقع والمحتمل والممكن
والمتاح والمخطط والطارىء فى إطار علمى مخطط وممنهج للوصول لتحقيق أهداف ثقافية مرحلية متتابعة أو متزامنة
لتشكل فى النهاية الاستراتيجية الثقافية الوطنية.
ونستكمل فى القادم الشق الثانى (ادارة الثقافة).
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.