الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : مصر  الشريفة

الكاتب الصحفي عصام عمران

” مصر تتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف ”  هذه العبارة أو تلك الكلمات سمعناها كثيرا من الرئيس عبدالفتاح السيسى طوال السنوات الماضية، وها هو الواقع يثبت يوما بعد يوم أنها ليست فقط مجرد كلمات براقة أو شعارات رنانة بل باتت حقيقة يلمسها جميع من يتعامل مع الدولة المصرية لاسيما فى العقد الأخير ، فمصر لا تزال متمسكة بثوابتها التاريخية حيال كافة القضايا والأزمات التى يعيشها العالم من حولنا رغم صعوبة وتعقيد الكثير من هذه المواقف وتشابكها على المستويين الإقليمى والدولى .

لعل خير دليل على ذلك التصريحات القوية التى أدلى بها الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخرا بقصر الاتحادية عقب لقائه ونظيره الكيني ويليام روتو ، والتي تناول فيها موقف مصر بشأن ما يتردد حول تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن ، حيث أكد الرئيس السيسي أنه لا يمكن الحياد أو التنازل عن ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية و فى هذا السياق طمأن الشعب المصري بأنه لا يمكن التساهل أو المساس بالأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن ما نراه منذ 7 أكتوبر وحتى الآن هو نتاج لعدم  التوصل لحل للقضية الفلسطينية على مدار أكثر من  ٧٠ عاما وهو ما حذرت منه مصر  مع بداية الأزمة من محاولة جعل الحياة مستحيلة في قطاع غزة حتى يتم  التهجير القسري للفلسطينيين .

وكانت العبارة الأقوى على المستويين  السياسي والإنساني  فى تصريحات الرئيس السيسي تلك  التى أكد فيها ”

أن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني  ظلم لا يمكن أن نشارك فيه ” ، مؤكدا أن الحديث عن فرضية تهجير

الفلسطينيين إلى مصر ستؤدي إلى عدم استقرار الأمن القومي المصري والعربى وهو ما لم ولن نسمح به ومن هذا

المنطلق من المهم أن يدرك العالم أجمع أن هناك أمة لها موقف في هذا الأمر ، وكشف الرئيس الموقف الشعبى

المصرى الثابت من هذه القضية عندما قال :” أننى إذا طلبت من الشعب المصري هذا الأمر سيخرج كله في الشارع

ليقول لا ، فنحن لا نشارك في ظلم الشعب الفلسطيني  ولن نوافق على تكرار ما حدث في سنوات سابقة حينما

تم تهجير الفلسطينيين من مواقع أخرى على وعد بعودتهم بعد إعمارها وهو ما لم يحدث  !! .

رسائل الرئيس السيسى رغم صعوبة الموقف وتعقيده كما ذكرت في البداية كانت واضحة إلا أنه لم يفقد الأمل في

إمكانية الوصول الى سلام دائم وعادل في المنطقة معربا عن أمله فى دعم الرئيس الأمريكي ترامب لتحقيق حل

الدولتين الفلسطينية جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية ، وهو قادر على ذلك،  وعندها سينعم أبناء البلدين بل

وشعوب المنطقة كلها بالسلام والأمان الذي ننشده جميعا  .

ها هى ” مصر الشريفة ” قالت كلمتها بكل قوة ووضوح حيال قضية العرب الأولى ، مؤكدة رفضها تهجير الفلسطينيين

من أرضهم تحت أى مسمى ، والآن الكرة فى معلب أبناء الوطن العربي شعوبا وقادة بأن يدعموا الموقف المصري

ويقفوا صفا واحدا لمنع تصفية القضية الفلسطينية ومواصلة المساعى الرامية إلى تحقيق حل الدولتين الفلسطينية

والإسرائيلية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.