المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : الدوائر التاريخية الدموية .. والدائرة العكسية

المستشار عبد العزيز مكي
ما أمَر في دنيتك هذه وأشَد .. من أن تكون آدميتك وإنسانيتك محل نظر !! ، إن حسُنَت نيتك وأخلصَت ، أو أجرمَت ورمَت الحجر بعنفٍ وحشي وصلف في كل الأرجاء .. فقضت على الأبرياء المساكين ولم تذر حجر على حجر إلا من بعد العين أثر .
فلا قلوب رجيمة من طوبٍ عَثِر قد صغت وأنابت ، ولا الشعوب الكريمة وإن عدِمَت كل أسباب الحياة الرحيمة ، ستستكين وتفزَع إن تنزَح من خراب إلى خراب وركام سيرا على الأقدام وقد أدماها البطش القذر وصمت الوحش البذِر في منح آلة القتل .. والبرد والجوع والعطش وظلام الليل والنهار والفقد الحَزِن والبلية ، وما أنساها قدسية الأرض وما أبقاها إلا الصبر والإصرار واليقين بالنصر
فلا القتل المطلق للكيان الصهيوني المجرم الخائن نصر مطلق يعول عليه في الداخل وفي الخارج ، ولا في الإستقواء بالخارج الذليل ، على الشعب الأعزل ثمة نصر كامل .. ولا أبلغ دليل على من تسول الرهائن يطلبها بصغ وصغار من بعد جحيم الشهور الخمسة عشر والويل والثبور وما تلاها وما سيعقبها هكذا من أمور غدر وقنص وحنث لا محالة سيتهاوى وكذا دعاوى مشروع تهجير …
فلا الشعب العزيز الركيز كالأوتاد يقبل أن يكون مجرد متاع جماد تحشرونه في عربات النقل لمن يظن أنه على ذلك قدير ويُصِر على الإقناع بذلك العرض ولو برشاوى ومعونه وإلا إذا ، ولا مصر العظيمة ولا الأردن وشئونه ولا إندونيسيا ولا ألبانيا كذلك مهما كلفها من ثمن ومؤونه .. والكل قد عبَر عن رفض ذلك . ويصطبر وينتظر النُذِر ……
والتاريخ خير شاهد للناس وعلى الناس لمن يسمع ويشاهد ويتأمل ويسترجع الأحداث ويستمع ويعتبِر …
فمنذ العام ١٨٢٥ م حين إشترى المدعو ،، مردخاي إمانويل نوح ،، مساحة سبعين كيلو متر مربع من جزيرة غرين
لاند ( والتي يتردد الحديث عنها الآن ) تحت إسم ،، أرارات ،، مدينة اليهود المقدسة ليجتمع إليها كل يهود الأرض من
الشتات ( بما عرف عنهم عبر كل فصول التاريخ منذ سالف الأعوام والعصور من أنهم قوم غدر وخيانة وعنف وكراهية
للآخر وبغض للسلام ) .. ثم إقتراح دولة لهم في أقصى الشرق الروسي .. ثم في أوغندا تحت الإحتلال البريطاني ..
ثم الأرجنتين ثم ..ثم ..ثم إلى أن تحقق لهم وعد بلفور المشئوم بفعل الإمبراطورية البريطانية أم الخبائث في الأرض
صانعة الكيان الصهيوني السرطاني وجماعات الشر المتسترة بالدين والكل فكم عانينا ونعاني منهم من ويلات حتى
الآن .. والتي إنتهى بها المقام أن تكون مجرد ذيل الشر السام للولايات المتحدة الأمريكية ليس أكثر ..
وجدير بالذكر معازل الغيتو ، ومعنى الكلمة بالإيطالية الحي اليهودي ، والتي أنشئت بأمر الفوهرر أدولف هتلر في
بولندا لعزل اليهود في أماكن مغلقة محاطة بأسوار وظروف معيشية قاسية توقيا لشرورهم ، ويحضرني ما جاء في
صفحات التاريخ من أن الطاغية أمر نفر من رجاله بقتل بعض التجمعات دفعة واحدة فأبوا فضحك منهم مستنكرا
وأخبرهم بأنه عندما إستكنه أمر يهود بطريقته بأن يقتلوكم دفعة واحدة رحبوا بذلك بشده في حين أنكم ترفضون !! ،
وكان ما كان بكل بوائقه وحقائقه وصدق وكذب وثائقه ، وليس بخاف على أحد دور تيودور هرتزل وحاييم وايزمان …
وكل ما أتغياه من السرد على نحو غير تحقيقه بدقة أو تصديقه بالأعم ولا بالمنع لا بالكلية الموجبة ولا بالكلية
السالبة ، هو أنه كيف يعيد التاريخ الدائرة على الناس ،
بالقطع مع الفارق في القياس ، بحركة عكسية ظالمة مرعبة في التطبيق على الكيان الصهيونى الدموي المارق
وكل من معه الغارق في القتل متجردا من الإنسانية والضمير ….
وبين الشعب الشقيق صاحب الأرض الأصيل من ضرب الحصار المنيع عليه والأسوار الحديدية والبوابات والكاميرات
والجواسيس و التعطيش والتجويع وكل مضادات العيش الآدمي وكل ما نراه بأم أعيننا ونسمعه بالصوت والصورة والتي
باتت لا تخفى على أحد في كل أصقاع المعمورة ، والشتات مصير محتوم قادم والهجرة العكسية للمستوطنين اللم
الشراذم الفجرة مهما إقترف الكيان من أهوال والحالة لإعادة مستوطنين الشمال قبالة جنوب لبنان وإحتلال الجنوب
السوري ….
وما أريد قوله في النهاية دون قدح ولا ذم بل بعبارات منطقية رقيقة ، للسيد دونالد ترامب ، لأسرة السيد دونالد بأنكم
في خطر ومستقبلكم في خطر فكيف سيكون المصير من بعد ذلك ، وهو كذلك في خطر من داخل الداخل ففيه
خوارج وخناجر ومسالك وخنادق عميقة ذات أضلاع ومخالب ، أو من الخارج قد تصل ، أيا ما كانت يقظة وغلظة
الحرس
فلا هو سيحكم بالذات أبد الدهر ولا هو آت بتعليمات سماوية سامية ليحكم الحرث والنسل .. يجب أن تُطاع ..
ولا الإرث خالد مخلد إن يكون لكم أو عليكم أو لغيركم ولا لكل صناع السياسة في العالم بالعد المطيع والمتمرد
كجلمود صخر ، بأن الظالم هالك وليس على غير العدل تُبنىَ الممالك .. والتاريخ يكتب ويشهد في الغد ، كما كتب
من ذي قبل وشهَد على من ضاع ومن سيضيع ضحية الفكرة دون ذكرى طيبة ومن سيعود … منتصر
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.