محمد نبيل محمد : ثقافة الدعاية ودعاية الثقافة (٤//٥)
دعاية الثقافة التى من الممكن أن تحول المشروع الثقافى الى حالة مظهرية لا علاقة لها بالرسالة الحقيقية للثقافة.
أما وان نقول بدعاية الثقافة، فهنا القصد مختلف تمام الاختلاف إذ ان الغاية هنا هى وبلاشك الترويج للمنتج الثقافى المجرد والملوس وأيضا الترويج للقائمين على الفعل الثقافى، وتتضمن الدعاية الثقافية فى أهدافها الترويج للاستراتيجية الثقافية سواء كانت مكانية التنفيذ كالمحلية أو الاقليمية أو العالمية، أو كانت تتبع مرحلية زمانية أنية أو قريبة أو على المدايات الزمانية المتباعدة، وأيضا من أهداف الدعاية الثقافية هى: التأثير من خلال انتشار ثقافة بعينها تتضمن رسائل مخططة مسبقا لتحقيق غايات فى مدى زمنى ونطاق جغرافى ولجمهور مستهدفين ومحددين، لتحقق جزءا أو أجزاء من استراتيجية الدولة تجاه مجتمعها أو خارج حدها السياسى بهدف تحقيق الاستقرار المجتمعى وبالتالى الرخاء الاقتصادى، داخليا، وتحقيق نوعا من بسط النفوذ والسيطرة الايديولوجية على المحيط الاقليمى من خلال القوة الناعمة، ولا نغالى إذ تحدثنا أن “القدرات الصلبة” للدولة تتسق طرديا مع امكانات “قوتها الناعمة” فى التأثير العابر للقارات، حتى تتمكن من القيام بالفعل الحاكم عالميا وليس ـ فقط ـ اقليميا.
هذه هى استراتيجية “الدعاية الثقافية” للدولة أما حين تغاير هذه الاستراتيجية الدعائية للثقافة أهداف دولتها “نظاما وشعبا وارضا” فهى هنا أشبه بالدعاية المضادة، وهنا هى تعد نتاجا طبيعيا لتخلى الثقافة عن وطنية أهدافها، وتحولها من مربع الفاعل إلى المفعول به وتكون الثقافة تابعة لقوى خارجية سواء بقصد “الخيانة” أو “بعشوائية” التخطيط الدعائى.
ويقتضى الحال ـ هنا ـ بمراجعة الثقافة بمفهومها الشامل والقائمين عليها واستراتيجيتها العامة واهدافها الجزئية وسياساتها المرحلية وآلياتها وامكانتها الحقيقية على الأرض، بما يسمى إعادة تصويب المسار وتصحيح الاتجاه، كما حدث فى الفترة ما بين 2011 ـ 2013 حيث وقع العقل الجمعى والوجدان العام عندما فارقته الثقافة الوطنية وغابت عن المشهد وتسلطت الثقافة الوافدة المعادية على هذين العقل الجمعى والوجدان العام ما صاغ وعيا هشا سهل اختراقه وتحقيق بعض الاهداف المخططة مسبقا لاسقاط الدولة المصرية.