” رسالةٌ إلى راعي البقر ” ..قصيدة للشاعر محمد الشرقاوي

بمناسبة حرائق كاليفورنيا 

أرأيتَ أنَّكَ حينَ تقتلُ أبرياءْ

وتظلُّ تقصفُ أرضَنا صبحًا مساءْ

وتقيمُ حفلًا فوقَ أشلائي هُنا

وتوزِّعُ الأكوابَ تنطقُ بالدماءْ

وتُبيحُ للخِنزيرِ أرضَ حضارتي

وتصدُّ عن أبطالِنا زادًا وماءْ

وتُخيفُ أصواتَ الحقيقةِ بينما

تمضي إلى خِططٍ تَلُوحُ مِن الخفاءْ

وتعودُ تفخرُ أنَّك اللصُّ الذي

يغتالُ دونَ هوادةٍ كلَّ الضياءْ

مُتعجرِفٌ مُتكبِّرٌ مُتجاهِلٌ

أنَّ الحياةَ بأمرِ مَن خلقَ السماءْ

أنسيتَ أنَّ اللهَ يسحقُ ظالمًا

هذا انتقامٌ عاجِلٌ قبل الفناءْ

فالنارُ جندٌ من جنودِ اللهِ تفعلُ

ما يُريدُ وما يَقولُ وما يشاءَ

هذا دعاءُ الساجدينَ ودمعةُ

الطفلِ اليتيمِ وصبرُ آلافِ النساءْ

هذا ابتهالُ الجائعينَ ولوعةُ الأسرى

وصوتُ الأرضِ يعلو بالرجاءْ

هذا – ورب الكونِ – سطرٌ مِن

قواميسِ الهلاكِ وبعضُ ألوانِ الجزاءْ

إبليسُ ينظرُ نحوكم مُتعجبًا

يبدو كتلميذٍ يصونُ لكم وفاءْ

والكونُ يشكو من ظلامِكمُ الذي

نسفَ السلامَ وصاغَ ألوانَ الشقاءْ

اتركْ ديارَ المسلمينَ ولا تَعد

يا باغيَ التدميرِ يا أصلَ الغباءْ

إنَّ المدافعَ لن تُزيحَ عزيمتي

مهما تمادى الشرُّ أو زاد البلاءْ

ستظلُّ آياتُ المهيمنِ ناطقاتٍ

كلَّ يومٍ دونَ صمتٍ وانزواءْ

مُت كافرًا يا راعيَ الأبقارِ واهبط

في الجحيمِ وذاك عدلٌ في القضاءْ

واستمسكوا يا مُسلمينَ بشرعِكمْ

وتعاهَدوا تجِدوا مفاتيحَ البقاءْ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.