فخامة الرئيس/ “نيكوس كريستودوليدس”..
رئيس جمهورية قبرص،
دولة رئيس الوزراء/ “كيرياكوس ميتسوتاكيس”..
رئيس وزراء الجمهورية اليونانية،
السيدات والسادة،
يسعدني أن أرحب بكم، في بلدكم الثاني مصر، في القمة العاشرة للآلية الثلاثية، بين مصر واليونان وقبرص التي تجسد الروابط القوية التي تجمع بين شعوبنا ودولنا، وأصبحت نموذجًا رفيعًا في التعاون الإقليمي المتكامل.
لقد أثبتت السنوات الماضية أن هذه الآلية ليست مجرد أداة لبحث قضايا إقليمية بل هي شراكة راسخة، تهدف إلى تعزيز الاستقرار في منطقتنا، الذي يعتمد بشكل أساسي على تعاوننا المشترك في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
إن التعاون والتنسيق بين دولنا ضروري، خاصة مع تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط واسمحوا لي أن أعرب في هذا السياق عن تقديري لمواقف بلديكما المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني، في الحصول على استقلاله وإقامة دولته المستقلة، وفقًا للمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وأؤكد في ذات السياق على ضرورة تكثيف الجهود والضغوط من أجل التوصل إلى التهدئة في المنطقة، والتعامل مع أزماتها وعلى رأسها الحرب في غزة ولبنان، وتحقيق الاستقرار في سوريا وليبيا واليمن والسودان، وتجنب استمرار أو تصعيد الصراع في المنطقة وتحوله إلى حرب شاملة، بما سوف يترتب على ذلك من تداعيات كارثية ستطال الجميع، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية، فضلًا عن موجات غير مسبوقة من النازحين والهجرة غير الشرعية.
السيدات والسادة،
يمثل التعاون الاقتصادي بين دولنا خطوة استراتيجية حيوية ليس فقط من ناحية مساهمته في تعزيز النمو الاقتصادي
وإنما أيضًا باعتباره خطوة محورية نحو تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي الذي نطمح إليه.
ومن هذا المنطلق، أعرب عن ترحيبي بانعقاد منتدى الأعمال بين مجتمعات الأعمال في دولنا الصديقة، الذي يعقد
اليوم على هامش هذه القمة ليكون منصة لتبادل الرؤى والخبرات واستكشاف فرص تعزيز الاستثمارات المتبادلة التي
تنعكس إيجابًا على شعوبنا.
كما أود أن أشيد بالتعاون القائم بين دولنا في مجال الطاقة والذي أصبح عنصرًا محوريًا في استراتيجيتنا المشتركة
حيث يعتبر مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان نقطة تحول حقيقية في تعزيز التكامل الإقليمي في هذا
المجال، بما سيوفره من إمكانية تبادل الطاقة النظيفة ومساهمة فعالة في تحقيق أهداف التحول نحو الاقتصاد
الأخضر.
كما يعكس التعاون في مجال الغاز الطبيعي مع قبرص رؤية واضحة لما يمكن أن نحققه من نجاحات كبيرة حيث نتطلع
لنقله إلى محطات التسييل المصرية، لإعادة تصديره إلى الأسواق الأوروبية مسلطين الضوء على حجم الإمكانيات
المتاحة لدولنا، وقدرتنا على تأمين إمدادات الطاقة لأوروبا.
السيدات والسادة،
تمتد الشراكة بين دولنا الثلاث لتشمل العلاقات الثقافية والتعليمية التي تعكس روابطنا الإنسانية والتاريخية.
ومن هذا المنطلق، فإننا ندعو إلى تطوير مشروعات مشتركة لتعزيز التعاون في مجالات مثل التعليم العالي، والبحث
العلمي، والفنون، بما يسهم في نشر ثقافة التفاهم المتبادل.
كما أود الإشارة أيضًا إلى دور قطاع السياحة كأحد المحاور الأساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دولنا حيث تزخر
دولنا الثلاث بمصادر سياحية غنية ومذهلة لذا، فإن التعاون في هذا المجال سواء من خلال الترويج المشترك
للمقاصد السياحية أو تعزيز السياحة الثقافية والبيئية سيعود بالفائدة الكبيرة على شعوبنا ويزيد من حجم السياحة
بين دولنا الصديقة.
وفي الختام، أكرر ترحيبي بقيادتي قبرص واليونان في مصر وأؤكد على أهمية استمرار هذا التعاون العميق بين دولنا
الشريكة، وأشدد على التزامنا بمواصلة العمل معًا، لتحقيق مصالح وازدهار شعوبنا، وتعزيز التعاون على كافة
الأصعدة.