الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: جيش مصر .. بطولات وتضحيات ” ٣ -٣ “
ذكرت في المقال السابق أن الحديث عن جيش مصر و دوره في حماية الدولة وانقاذ البلاد والعباد منذ تدشينه وحتى الآن يحتاج إلى عشرات المقالات وربما المجلدات ، ومع ذلك حاولت قدر الإمكان فى سطور المقالين السابقين وهذا المقال إلقاء الضوء على ما قدمه ولا يزال يقدمه هذا الجيش الوطني العظيم حيث تناولنا نشأة الجيش الأقدم والأعرق في العالم وما أنجزه من بطولات وتضحيات منذ عصر الفراعنة مرورا بعهد محمد على باشا وحتى الدور المهم للجيش المصري قيادة وأفرادا فى إفساد مخطط أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج إبان أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وما تلاها من مؤامرات كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية ، ثم استعرضنا فى إيجاز قدرات وإمكانيات جيشنا العظيم، لاسيما بعد تولى الرئيس السيسي مسئولية وزارة الدفاع ثم قيادة البلاد قبل عشر سنوات ، و في هذه السطور نتعرض بشكل مختصر لأهم المعارك والحروب التى خاضها الجيش المصري منذ عهد الفراعنة مرورا بالعصر الحديث وصولا إلى الدور التاريخى لهذا الجيش الوطني وانحيازه مع أبطال الشرطة لرغبة أبناء الشعب إبان ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ وافشال مخطط إسقاط الدولة المصرية .
قدمت العسكرية المصرية القديمة العديد من القادة العظماء وكان أنبغ هذه العقول العسكرية الإمبراطور (تحتمس الثالث) أول إمبراطور في التاريخ وهو الذي أنشأ الإمبراطورية المصرية وفي رصيده العديد من المعارك والحروب،أشهرها معركة “مجدو” والتي ما زالت تُدرَّس حتى اليوم، والقائد أحمس قاهر الهكسوس.
و قد شارك الجيش المصري في تحرير مدينة القدس من أيدى الصليبيين في واحدة من المعارك التاريخية على مر
العصور ، وكان قائد المعركة البطل صلاح الدين الأيوبي وكان الجزء الأكبر من جنوده من المصريين، بالإضافة إلى ذلك
قادت القوات المصرية دورا كبيرا في هزيمة المغول الذين دمروا الدولة الإسلامية العباسية بقيادة القائد قطز.
وعلى مر التاريخ شهدت مصر العديد من الحروب التي خاضتها تارة لصد هجمات الغزاة والمعتدين دفاعًا عن نفسها
وتارةً أخرى للحفاظ على وحدة وتماسك أراضيها والحيلولة دون تشرذمها وتفتتها إلى دويلات صغيرة ضعيفة، وتارةً
ثالثة لإزالة أثار العدوان، وطرد المعتدي الغاصب، واسترداد السيادة الكاملة على الأرض ، ولا أدل على ذلك من حرب
أكتوبر المجيدة بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام والتى أثبتت بسالة وقوة المقاتل المصرى
الذي استطاع بأقل الإمكانيات المادية والعسكرية قهر الجيش الإسرائيلي وعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف
الحصين الأمر الذي مازال يدرس في كبريات الأكاديميات العسكرية العالمية.
ومع تصاعد الأحداث في ٢٥ يناير ٢٠١١ ومحاولة أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج النيل من وحدة وترابط
الشعب المصري والسعي إلى إسقاط الدولة بعد تنحى الرئيس الأسبق حسني مبارك كان أبطال الجيش المصري
بقيادة المشير الراحل حسين طنطاوي عند حسن الظن بهم وتصدوا لهؤلاء المتآمرين وافشلوا مخططهم الدنيء .
و على نفس المنوال كان الحال فى 30 يونيو ٢٠١٣ حيث لبى الجيش رغبات 33 مليون مصري احتشدوا فى الشوارع
مطالبين بخلع الرئيس الاخوانى محمد مرسى ، وأعلنت القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسى
القائد العام وزير الدفاع حينئذ انحيازها لرغبات الشعب المصري. وأمهلت جميع الأطراف 48 ساعة
للاستجابة، لمطالب الشعب ، ولم يستمع مرسي وجماعته لصوت الشعب وأصروا على عنادهم ، فماكان من
القوات المسلحة إلا أن تحركت لإيقاف المهزلة السياسية والانحياز للشعب المصري قلبا وقالبا، واعلنت خارطة طريق
تحدد مستقبل مصر وتصدت مع أبطال الشرطة لجحافل الإرهاب الذى لجأت إليه جماعة الإخوان الإرهابية وأتباعها
حتى تم دحره و القضاء عليه خاصة فى أرض سيناء الغالية وهو ما أطلق عليه معركة البقاء .
إنهم رجال قواتنا المسلحة الباسلة الذين عانقوا بهاماتهم الشامخة قمم المجد، زرعوا في تراب الوطن الغالي أزهار
الحرية التي يفوح منها عبق الشهادة وعطر الانتصار،وسطروا في كتب التاريخ صفحات مشرقة تقود الأجيال إلى درب
البطولة والتضحية والفداء ليسيروا عليها بخطى واثقة نحو تحقيق النصر والتحرير ثم معركة بل وملحمة البناء والتعمير
أيضا التى لاتقل شراسة وأهمية عن معركتى البقاء والتحرير .