المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : لا تصنعوا من العيال برسائلهم ورذائلهم .. أبطال

كل الجماعات الخوارج على النُظم والميليشيات والفصائل إن كان ما بينها وفاق قد فاق العلم والحِلم خرجت من ذات الرحِم ، أو حال بينها حائل من كلم أو إحباط أو حكم في محتكمٍ لضروراتٍ تستبيح كل المحظورات في جرأة بقواعد فضفاضة مطاطة غير تلك ،
بصوت مداهن ناعم يرُوج وفق المصالح أو بصوت أجش ووجه كالح بحسب الوضع الراهن ، في الديمقراطية والليبرالية والمرأة والأقباط ، أو إقتتال آني أو لاحق ما بينهم يعود من أجل ذات تلك بطقوسٍ موتورة وحُلم مهووس في السلطة والجاه ، إن تُطِل علينا بلا حق بوجهها القبيح وكذبها المفضوح من كل إتجاه بذُلها وذلاتها تتسول من منفاها المُختار بالصوت والصورة ،
وذلك كان منذ البدء دأبها وكذلك في الخروج الأول لها والثاني ، أو المُلثَم مجهول الوجهة والهوية ، بكل تحولاتها
الرهيبة وتقلباتها وتناقضاتها وضلالاتها الغريبة بل ومؤمراتها المعتادة ، في وضع مختل مقصود مُتعمَد ممن أنشأها
ويديريها ويتعهدها بالمد منذ ما يزد على القرن في الواقع المنظور وإلى الآن وأشد ، لتقتل وتُقلقِل الوضع ويتعاظم
الصدع لتمتد عبر الحدود في الظلام من خلف الظهر بمارجٍ من نار ودم ودمار لتظهر من بعد ..
دلالاتها الأربح وهي ترقص على جثث القتلى وعلى أنات الوطن ، وللإعلام المأجور الصفيق كل الدور في التسويق
لكل جهول غريق في الظلمات ولكل فضولي متأرجح من االأوباش مجهول في متاهات الشك عاش ومات ..
وكم من وطن تنهار قوته منذ فقدَ ثوابته في ظل الحكم الممدود من غابرٍ لغادرٍ على طول المدى .. ينهل من ثرواته
ويلقي بها في مستنقعات التبعية العمياء وبراثن المحن والإستقواء بالخارج .. ويضن بها على الشعب الذليل صاحب
الحق الأصيل ، والشعوب الحرة الواعية المخلصة أولىَ بذلك بحسب سمو المُراد والحقوق المستحقة دون أدنى
حاجة لإستيراد مرتزقة بلا وطن تحررها تبصرها بحقيقة الوطن ..
فلكل وطن ثوابت أعمدة وقواعد وقادة من الأولين والآخرين رجال مهرة على حِدة لهم سمت وسمات وعقيدة واحدة
لا لبس فيها ولا تخاذل ولا خبث ولا عبث ولا عمالة ولا تحايل ولا مركبات نقص ولا رقص على كل الحبال من أجل
شهرة أو جاه أو مال .. فكم قادوا وخاضوا وعانوا الصعاب سرا وفي الجهر بحيدة وأفاضوا بطموحٍ صالح وريادة وصواب
ونصر وما إستعانوا بأغرابٍ جُمُوح في عهرٍ فاضح مُهين ..
فلا تصنعون لنا عيال ، نافقون منافقون في ذل وهون تنفقون عليهم وتَدَعون بأنهم رجال أبطال من ورق لزج منبعج
بأشواك موضوعة وعراك وخبائث غِل وسخافات وهرتقات وخرف وهرف وأسلاك عرائس وخيوط عنكبوت وحجوزات وأنتم
من تكتبون في سكوت وهم فقط ينطقون كحواة أموات وأرجوزات عالقون منزوعة الذات .. فهل في مثل هؤلاء نجاة
لوطن أو يملكون مقومات صون الوطن ..
فمن إستقام بكل الوفاء والخير عازم العزم على إرساء دعائم الوطن المستقر بصدق وعدل وفضل ونور وشعب جسور
وجيش نقي الدم بغير ذلة للغير ، ولقمة عيش بفأس وزرع ومصنع ومتجر ومبدع ويبرهن على ذلك بالأدلة الكرام .. فلا
بأس ..
فلا نقمة أشد نقمة من الخيانة والمهانة وضياع الوطن
فلا شظف العيش اليوم ولا الغلاء وجهد البلاء في قلة المال وكثرة العيال يدوم إن يدوم الوطن وينهض بالرجال وبخيرة
النساء وبسعي الشعب وبوعي الألباب وعشق تراب الوطن ،
فليس في غير الوطن متسع لأحد ولا راحة أيا ما كانت الأسباب بكل صراحة ..
فالحمد لله الواحد الأحد دائما وأبد على نعمة الوطن