” الحسين الشهيد ” .. مشهد درامى

بقلم الدكتور صلاح عدس

صوت على الاكبر بن الحسين الثائر الشهيد: قطرة ماء…. قطرة ماء

يا جبناء … آه ….آه..

(صوت سيوف ثم سقوط على الاكبر على الارض خارج خشبة المسرح)

جندى: هذا صوت على الاكبر

قتلوه ..عمر بن سعد .. عمر.. وجنده.

قطعوه بسيوفهم وبلا رحمه

كان يموت من العطش بلا قطرة.

( يدخل عمر بن سعد)

الامام الحسين: (يصرخ فى وجه عمر بن سعد)

سلط الله عليك

من يذبحك

وقبلها يميتك

من شدة الظمأ.

(يتجه الحسين ناحية خيام أهل البيت فى خلفية المسرح ويعود حاملا طفله الرضيع ويدعى ايضا على الصغير الذى انهكه العطش)

الامام الحسين: (يصرخ مستغيثا)

استحلفكم بالله قطرة ماء… ظهرى انكسر وبين يدى على الاصغر … لا حيلة لى …طفلى يرتجف من الاعياء… لا يقدر ان يلتقط الانفاس.. الغوث …الغوث ..قطرة ماء

يتبلعها فى وهج الصحراء.

( أحد جنود يزيد ويدعى حرملة بن كاهل يرمى بسهم طفل الحسين على الاصغر فيقتله ويسيل دمه فى حجر

الحسين فيتلقى الحسين دمه بكفه بدلا من الماء ثم يحفر له فى الارض ويدفنه)

– الامام الحسين: (فى حزن يغالب البكاء)

من الذى رماه؟

– جندى: يدعى ” حرملة” – الامام الحسين:

الى الجحيم موئلة

ها قد قتل ” يزيد” على الاكبر

كان يقاتل جيشه

ما ذنب على الاصغر؟؟؟

هل قاتله … هل رفع السيف بوجهه؟

هل رفض البيعة؟!!!

(يعلو صوت الحسين اكثر ويرفع وجهه ويديه للسماء)

– الامام الحسين: إلهى لجأت اليك. حفيد نبيك ….يشكو اليك ….وأضرع بين يديك

أَضرع

أجرنا ….فعنا تخلى الجميع

وليس لنا يا الهى سواك

(يتجه بالكلام الى نساء أهل البيت إذ لم يعد باقيا سواهم فقد قتلوا كل الرجال)

– الامام الحسين: لقد مات أهلى … وكل رجالى

وقد صرت وحدى

وما عاد غير النساء امامى

سأمضى الى النهر …نهر الفرات

سأمضى …لعلى أفوز بجرعة ماء ….قبيل الممات

(تقدم خطوات على المسرح فى اتجاه نهر الفرات وتتردد السيدة زينب فى منعه فتتقدم خطوة لتمنعه لكى لا يقتلوه

لكن تتراجع خطوة لعلمها بعطشه القاتل)

– السيدة زينب: ( فى حيرة تحادث نفسها)

هل أمنعه

ففى الذهاب مصرعه

لكنما عطشه

فيه مقتله.

( يعلو صوتها الذى يتهجد ويغالبه البكاء)

– السيدة زينب: ” ترفع ايها القمر المنير

تبصر هل ترى أين المصير

” حسين” إمامنا الهادى يسير

لمقتله كما أمر الأمير”.

( يسمع صوت الحسين صارخا من شدة الالم إذ ضربه أحدهم ويدعى ” حصين بن تميم” بسهمه فى فمه فينتزعه

الحسين وتمتلا كفاه بالدماء بدلا من الماء الذى منعوه عنه)

– جندى : (يدخل المسرح صارخا)

ضربوا الحسين العظيم

اصابه بسهمه ” حصين بن تميم” فى فمه …

لكنه اخرجه

فامتلأت بالدماء كفه

ثكلتك امك ( شمر بن ذى الجوشن يتجه للجندى مغتاظا ويضربه بالسيف)

( الجنود يتباعدون عن الحسين رغم انه جريح إلا أنه مستمر فى القتال)

– شمر بن ذى الجوشن: ما لكم تتباعدون عن الحسين

تتباعدون كأنكم خرفان

هاجمها ذئب جوعان

(سنان بن أنس يهجم على الحسين ويطعنه بالرمح هو وخولى … يقع الحسين على الارض … يحتز “سنان ” رأسه

ويصرخ مهللا كأنما أصابه الجنون)

– سنان بن أنس: أنا ” سنان بن أنس”

قطعت رأس خير الناس

” قتلت خير الناس اما وابا

وخيرهم إن ينسبون نسبا

فلتملئوا يدى فضة وذهبا”

– عمر بن سعد: ( نهره ويحاول اسكاته )

اصبت بالجنون

اصبت بالجنون

ما اضيعك

لو انه يزيد يسمعك

لقتلك … لقطعك.

( تصرخ السيدة زينب وتولول هى ونساء أهل البيت وقد خرجن من الخيام فى زعر لأن جنود يزيد يحرقون الخيام

عليهن ويخطفون الحلقان من آذانهن وينزعون الجلابيب عن ظهورهن … وجوههن ورؤوسهن عارية يكسوها التراب

والدخان)

– جنود يزيد : ( يصيحون وسط العويل والبكاء)

الله اكبر … الله اكبر

– عمر بن سعد: (يصيح فى جنوده)

الله اكبر … الله اكبر

دوسوا على جسد الحسين بخيولكم

ولتخرجوا جسد ابنه الطفل الرضيع

ولتسحقوه … بحوافر الخيل المجيدة.

– السيدة زينب: (تصرخ وهى تبكى)

تدوسون صدر الامام الحسين

تدوسون ظهره

من كان يحضنه سيد المرسلين

قتلوك عطشانا ولم يترقبوا

فى قتلك التأويل والتنزيلا

ويكبرون بأن قتلت وانما

قتلوا بك التكبير والتهليلا

(يتقدم جنود يزيد ويربطون نساء اهل البيت بالسلاسل وصغارهم بالحبال حتى مريضهم زين العابدين لم يرحموه بل

ربطوه بالاغلال حول رقبته)

– عمر بن سعد : ولتربطوهم بالسلاسل والحبال

كيما نسير

سعيا الى بيت الأمير

– جندى: ماذا سنفعل بالمريض

ذاك القعيد

” زين العابدين”

هل نتركه؟؟؟

– شمر بن ذى الجوشن: لا بل خذوه

ولتربطوه

لا ترحموه

( يخرجون من المسرح بنساء أهل البيت فى السلاسل والاغلال ورؤوس كل رجالهم معلقة على أسنة الرماح

وعددهن 72)

( موسيقى جنائزية )

(ستار)

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.