الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب : الامان الحائر بين تغير القلوب والنفوس!!
كثيرا أسأل نفسي هل الزمن تغير أم النفوس تغيرت أم القلوب تغيرت.. وهل تحولت نفوس الناس للبحث عن ما يخصهم فقط ولا يعنيهم الأصول والمبادئ التي ينبغي تكون امامهم.. ولكن يتبعون المقولة “الغاية تبرر الوسيلة” مهما كان أسلوب الوسيلةوتصنيفها.. هل وسيلة مشروعةإيجابية سوية تغذي النفوس بالهدوء والاستقرار وتضئ العقول بالصدق والأقتناع وتطمئن القلوب بالأمن والآمان.. أم الوسيلة من نوع آخر تتسبب في الإيذاء والتوتر والقلق والآكاذيب والتلاعب بالمواقف المشوهه ليسود التفكك والتشتت وعدم الثقة في المعاملات ويصبح الحوار مشروخ..وهنا اصحاب القلوب والنفوس السيئة تتحقق مصالحهم التي تمزق شرايين العلاقات الإنسانية وتشوه المجتمع.. فالقلوب السيئة والنفوس المريضة والعقول الخاوية تحتاج لمواجهتها بالوعي الفكري والتماسك النفسي والتواصل بين المخلصين الصادقين لحماية المجتمع بكل مبادئه الإنسانية بقلوب البشر ونفوسهم التي لاتتغير بتغير الأحداث والظروف والمصالح وينقلب حالها من حب إلي كره ومن صدق لكذب ومن صداقة لعداوه ومن إخلاص لخيانة.. لان تغير النفوس وقسوة القلوب والجفاء بعد الود يؤدي إلى عواقب مزعجة ومخيفة ويقف الأمان حائرا بين هؤلاء المتغيرون الكاذبون الملوثون بالخبائث لنشر عدم الأستقرار وشرخ قلوب ونفوس الصادقيين المخلصين بعدم الثقة والقلق.. وتنفيذ مصالحهم بهدم الشعور بالأمان وبث اليأس والإحباط ولذلك علينا أن نحصن قلوبنا وأنفسنا بالثبات والاستقرار والتمسك به بقوة ولا نترك ثغرة تتسلل منها القلوب والنفوس المتقلبة بل علينا كشف حقيقتها المريضة المشبوهه!!
أخيرا.. بالقلوب نحب ونبغض نعطي ونمنع نبادل الناس فهما وإدراكا ومشاعر وتواصل وترابط وصدق وشعور بالأستقرار والامن والأمان.. وكلما تغيرت القلوب يتغير معها كل ذلك.. “إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلي صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم”
ولذلك لابد أن نحمي أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا وبلدنا من القلوب والنفوس التي تسعي لمصالحها وتريد التسلل لقلوبنا بالأكاذيب لنشعر بعدم الثقة ومن هنا يقف الأمان حائرا بين الخيانة والكذب.. والصدق والأخلاص.. ولكن بالصلابة والترابط والثقة يسكن الأمان قلوبنا دون حيرة.