الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : جيش مصر  .. بطولات وتضحيات ” ١ “

الكاتب الصحفي عصام عمران

هناك  أمور وأشياء  باتت من المسلمات المعروفة للقاصى والدانى ، ولكن يجب علينا إعادة نشرها وإلقاء الضوء عليها من باب ” وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ” وأنا هنا أذكر  المغرضين والمغيبين ، إن جاز التعبير .

وفي قلب هذه المسلمات عظمة ووطنية جيش مصر وتضحياته وبطولاته لإنقاذ البلاد والعباد طوال آلاف السنين وهو ما سوف نتعرض له بالتفصيل خلال عدة مقالات قادمة نتناول فيها دور هذا الجيش العظيم الأقدم والاعرق في العالم .
فقوة مصر وشعبها من قوة وعزة جيشها ،

حقيقة تؤكدها الأحداث والملابسات ، بل والمعارك والحروب عبر الزمان ، فهو جيش الشعب ومن الشعب وإلى الشعب ، و كذلك تؤكد حقائق التاريخ القديم والحديث ووقائع ومعطيات الحاضر صدق مقولة  أنهم خير أجناد الأرض وأنهم فى رباط إلى يوم الدين وفقا لماجاء على لسان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وما أن يشكك البعض فى ذلك حتى تأتي الوقائع لتؤكد تحقيقها ومصداقيتها.

ولعل موقف الجيش المصرى العظيم المساند والمؤيد والحامى  للشعب المصرى فى أعقاب أحداث 25 يناير 2011 ، ثم في ثورة 30 يونيو 2013 وما تلاهامن مؤامرات كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية وطمس هويتها وتسطيح عقول المواطنين لاسيما الشباب والنشء الصغار ، ليثير دهشة البعض ممن لا يعرفون طبيعة هذا الشعب وخصائصه وممن يجهلون عقيدته.

فهم لا يعرفون أن الجيش المصرى على مدار تاريخه جزء لا يتجزأ من شعب مصر العظيم, وأن من أهم  أسباب قوة هذا الجيش أنه لم يعتمد يوماً على المرتزقة الأجانب وإنما اعتمد على المصريين أبناء الأرض الطيبة.
وعلى مرالعصور حظى الجيش المصرى بمكانة عظيمة واحترام شعبى ودولى لتاريخه العريق ودوره الوطنى داخليا وإقليميا بل وعالميا ،  ولم يكن الجيش يوما مجرد أداة للحروب بل كانت المؤسسة العسكرية نواة للتنمية الشاملة وقاطرة التحديث بالمجتمع والبوتقة التى تنصهر بها كل الخلافات محققا الاندماج الوطنى واليد المصرية القوية.

ولا يخفى على أحد دور الجيش المصرى منذ عهد الفراعنة، حتى تأسيسه في العصر الحديث على يد محمد على

باشا، ليصبح من وقتها حتى الآن واحدا من أقوى الجيوش في العالم ، ومشاركًا أساسيًا في تحديد مستقبل شعبه

وشعوب المنطقة، ليثبت أنه وبحق خير أجناد الأرض.

ووفقا لكافة  الوثائق والبراهين  القديمة والحديثة  فإن الجيش المصرى من أقدم الجيوش النظامية في العالم حيث

تأسس قبل أكثر من 5200 عام ،وكان ذلك بعد توحيد الملك مينا “نارمر  ” لمصر حوالي عام 3200 ق.م. ، وقبل ذلك

العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد أصبح لمصر جيش موحد

تحت إمرة ملك البلاد .

وأنشأ المصريون أول امبراطورية في العالم بفضل الجيش المصرى وهي الإمبراطورية التى كانت ممتدة من تركيا

شمالاً إلى الصومال جنوباً ومن العراق شرقاً إلى ليبيا غرباً، وكان المصريون دائماً العنصر الأساسي في الجيش ،

ومازالت بعض الخطط الحربية المصرية القديمة تُدَرَّس في أكاديميات العالم العسكرية.

واكتسب الجيش المصرى على مدار تاريخه قدرات هائلة على الصمود والنهوض مجدداً بعد كل كبوة، ولعل افضل دليل

على ذلك ما حدث فى 5 يونيو 1967م وهزيمته فى معركة لم تتح له فيها فرصة القتال الحقيقى..

وكان للميراث التاريخى دور مهم  فى صمود جيش مصر ، وظهر معدن المقاتل المصرى بعد أيام قليلة من النكسة

وبالتحديد فى أول يوليو 1967م ، كما ظهر فى ملحمة «رأس العش» وتدمير المدمرة الإسرائيلية «إيلات» قبالة

سواحل بور سعيد باستخدام لنشات الصواريخ لأول مرة فى التاريخ العسكرى البحري،

وملحمة بناء حائط الصواريخ بأيدى المصريين مدنيين وعسكريين عمال ومهندسين وفنيين وفلاحين، ومهدت حرب

الاستنزاف الطريق لجيش مصر لخوض أعظم معاركه فى التاريخ الحديث معركة العبور العظيم يوم السادس من أكتوبر

عام 1973 والتغلب على أكبر مانع مائى فى تاريخ الحروب وإهالة الساتر الترابى وتحطيم خط بارليف الحصين الذى

وصف بأنه أقوى من خط «ماجينو».

وأثبتت حرب أكتوبر عظمة شعب مصر والتحامه التام مع قواته المسلحة فقدم أولاده فداءً لمصر ولا أدل على ذلك من

أنه لا تخلو قرية مصرية فى طول البلاد وعرضها من مدرسة تحمل اسم أحد الشهداء، وبرهنت حرب أكتوبر على

تحضر شعب مصر إذ لم تسجل محاضر الشرطة جريمة واحدة طوال أيام الحرب التى جعلت الكل على قلب رجل واحد

من أجل مصر  ….. وللحديث بقية ان كان في العمر بقية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.