عبد الناصر البنا يكتب : سورية .. عليه العوض ومنه العوض !!

فى المشهد السورى كتابات كتير وتحليلات كتيره وتنظير ، وإن شئت قل ، لكن الشىء المؤكد من وجهة نظرى كمواطن مصرى مراقب لما يحدث فى سورية ، أقدر اقول وبكل أريخية ” سورية .. عليه العوض ومنه العوض ” !!
وأنا مش عاوز ندفن راسنا فى التراب ، ونعيش فى الأمانى والأحلام ، وتقنعونى أن ” السحن ” إللى بنشوفها على وسائل الاعلام هى إللى ح تحدد مستقبل سورية ، ” عمرها الحداية مابتحدف كتاكيت ” ، دى ناس القتل والسفك والإرهاب وهدم الشعوب بقى أسلوب حياة عندها ” أفيون ” يعنى ماتقدرش تعيش من غيره ، ناس إتدربت واتربت عليه ، وكمان طبقته على أرض الواقع فى دول كتير حوالينا ، وللأسف قدروا يضحكوا على الدقون تحت شعار ( الدين ) وهو والله برىء منهم ومن عمايلهم السودا ، وطبعا أى حاجة فيها الدين حاسب ياعم .. !!
زيطة الإخوان والزمبليطة على وسائل التواصل تخليك تحط “مائه” خط وعلامة إستفهام ، ممكن حد يقول لى ليه
عليه العوض ومنه العوض خليك متفاءل ؟ بس قبل ما أجاوبه عاوزه يبص على المنطقة كلها حوالينا ويشوفها راحت
فين ؟ ويقول لى فين ” فلسطين ـ اليمن ـ ليبيا ـ العراق ـ لبنان ـ السودان ” مش باقى فيها غير مصر ، ودول الخليج
بالطبع حاميين نفسهم بفلوسهم ، يعنى جايبين كلاب حراسة ” مشرسه ” وبيأكلوها حلو لغاية ماييجى الدور عليها
. هو عقد وحباته اتفرطت واحدة ورا التانية .. وربنا يسترها !!
يبقى لازم تصحى .. وتصحصح كويس ، مش عاوز أقول على إللى حصل فى سجن صيدنايا فى سورية ، وأبو غريب
فى العراق ، وأعتقد أنه مش ذريعه لهدم الدول ، ولا هو دفاع عن الباطل . دايما دور على ” جلب المنفعة .. ودرأ
المفسدة ” ، الأمور عاوزه تتاحذ بعقلانية شوية ، وعدم الانصياع وراء إعلام مضلل والمظلوميات والتباكى والله الذى لا
إله الا هو مادخلت ” قناة الجزيرة ” بلدا إلا وخربتها .. وهذه وجهة نظر !!
المشهد فى سورية ملتبس وضبابى وهياخدنا لسكك تانية أقرب إلى ” سكة الندامة ” ، وربنا يخيب ظننا لكن أقدر
أقول ” سورية .. عليه العوض ومنه العوض ” بكل تأكيد إللى بيحصل فى سورية محير ومقلق ومربك ، ومن السابق
لأوانه الحكم عليه ، لكن المؤكد أن إسرائيل حطت رجلها على ” جبل الشيخ ” أعلى نقطة فى سورية والمنطقة
الإستراتيجية الأهم ، ومش هتخرج منه ولا بالطبل البلدى ، وكده دا سبب كافى أنك تقول سورية ” عليه العوض ومنه
العوض ” !!
ممكن حد يسأل : فين العرب ؟
طب لازمته إيه الإحراج ده ، العرب عملوا إللى عليهم وزيادة ، لجنة الاتصال العربية بشأن سورية إجتمعت فى العقبة
، وأنا مش عاوز أكتب أكلشيهات محفورة فى القلب فى مناسبات مشابهه ، عينه دعم العملية الإنتقالية ، إعادة بناء
مؤسسات الدولة فى سورية ، حفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وسيادتها ، وأمنها ، واستقرارها وحقوق جميع
مواطنيها .. إلخ ، لا دول كمان إجتمعوا مع وزراء خارجية ” تركيا ـ USA ـ فرنسا وكمان ممثلين عن بقية أعضاء اللجنة
المصغرة حول سوريا ” UK ـ ألمانيا ـ الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ـ المبعوث الأممي حول
سوريا ” عداهم العيب والله ، مش عاوز أقولك كمان إجتماع العقبة أكد على الوقوف بجانب الشعب السورى وتقديم
كل العون له وطلعوا ” 17 توصية ” من السهل بلها وشرب ميتها .. والله ماقصرتوا !!
المشهد فى الداخل السورى لايسر عدو ولا حبيب ، مرحلة حكم الأسرة العلوية تركت تحديات كتيرة فى سورية ”
أمنية وإقتصادية وإجتماعية وسياسية ” ، لكن خلونا نكون أكثر تحديدا مسألة وجود فصائل مسلحة فى سورية زى ”
هيئة تحرير الشام إللى خرجت من رحم داعش وبايعت ” أيمن الظواهرى ” زعيم تنظيم القاعدة ـ ــ وجبهة النصرة ـ
وأجناد الشام ـ وأكتاف القدس ـ وألوية أحفاد الرسول ــ بخلاف الجيش الوطني السوري” إللى تحالف مع الهيئة ضد
بشار من بعد 2011 ، والمتورط فى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم تعذيب ضد الأكراد الناس دى إلى جانب
المكونات العرقية والطائفية المتعددة .. موقفها إيه من التورتة ؟
اللاجئين .. عودة 13.8 مليون لاجى ونازح من سورية لبلدهم ، مسألة عودتهم وتشجيعهم على العودة هى تحدى ”
أمني وإقتصادي ” هل توفير سبل العيش بعد عودتهم هتكون متاحة ؟ ولك أن تتخيل ” أبو مازن ” إللى عمل له
إمبراطورية فى مصر وفتح مطاعم وشاورما ومناقيش وثومية ، أو فتح له معرض موبيليا ، أو مصنع غزل ونسيج ، وعمل
قطونيل ودايس .. إلخ ، الراجل دا هيسيب ” التكية المولوية ” فى مصر ويرجع يجاهد فى سورية ، أقولك ما أظنش إلا
إذا أفاقت مصر لملف اللاجئين والخطر القادم المحدق بها من هذا العدد اللامعقول الموجود على أرضها من شتى
البقاع والبلدان . حوالى 18 مليون لاجىء ونازح مقيم فى مصر ، يتمتعوا ويتنعموا بكل أقوات الشعب المصرى ،
وحسنا فهل الرئيس بالتصديق على قانون اللاجئين الجديد ، وإن كنت لم أطلع عليه بعد .
اللاعبون الدوليون مثل ” إيران وروسيا وتركيا وأمريكا ” دول دورهم مهم جدا فى تحديد مستقبل سورية ، هى نظرية
التورتة والنفوذ والمصالح وإعادة رسم المنطقه نفسها وبكل تفاصيلها ، ” إيران” حليفة نظام الأسد إللى حاربت معاه ،
وكانت ” بتبرطع “مع الأسد وتدعم حزب الله فى لبنان والعراق وواقفه على مسافة قريبة من حدود إسرائيل وأنا على
قناعة تامة أنهم ” رأسين فى طاقية واحدة ” ، إيران موقفها إيه من التورته ؟ ، “روسيا” وسكوتها المريب على إللى
حصل ، وسحب قواعدها بهدوء من اللاذقيه يحط لك علامات إستفهام مالهاش آخر ويدعم نظرية الصفقة ، “تركيا”
إللى دعمت وساندت المعارضة فى سورية لسنوات ، أكيد سقوط نظام بشار الأسد يمثل لها فرصة كبيرة على الأقل
بتعزيز نفوذها في مناطق شمال ، وشمال شرق سوريا ، ويقوى شوكة التيار الاسلامى والاخوان فى سورية ،
وياسلام لو الحكومة الجديدة إتشكلت على مرجعية إسلامية ، تبقى جات لها على ” الطبطاب ” وزى ما أحكمت
تركيا قبضتها على ليبيا ، هوب تقدر تتفرج على الاخوان هيعملوا إيه فى الأردن إللى عليها الدور ، مش بأقول لك عقد
وإتفرط ، أما ” أمريكا ” رأس الأفعى شغلها الشاغل إسرائيل ، وإياك حد يرفع راسه ، والنعمه ماهيلاقيها ولا هيلاقى
بلده .. كفاية ياعين !!
أما إذا حد سألك : إلى أي مدى أصبحت سوريا حرة الآن حقا ؟
قول ” الله أعلم .. يجعله عامر !!