الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : حصن مصر
هناك عباراتان وان شئت قل رسالتين يرددهما أو يبعث بهما الرئيس عبد الفتاح السيسى دائما فى كل مناسبة أو لقاء منذ ظهوره على الساحة السياسية فى أعقاب أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وما تلاها من مؤامرات كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها ،
الرسالة الأولى سمعناها كثيرا من الرئيس السيسي حتى قبل توليه مسئولية قيادة البلاد ، حيث ذكر في أكثر من مناسبة أن المولى عز وجل هو الذي أنقذ مصر مما كان يحاك ضدها قبل ٢٥ يناير وبعدها حينما سخر لها شعبا واعيا وجيشا وطنيا وشرطة ابية التفوا جميعا حول وطنهم فى ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ وافشلوا مخططات أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج .
أما الرسالة الأهم التي يرددها الرئيس دائما تتمثل فى مطالبته لابناء الشعب المصري أن يكونوا على قلب رجل واحد حول بلدهم، وحينها لن يستطيع كائن من كان أن ينال من هذا البلد ، ولعل ما ذكره الرئيس خلال لقائه مع عدد من الصحفيين والاعلاميين بمقر القيادة الاستراتيجية للدولة المصرية بالعاصمة الإدارية مؤخرا خير دليل على ذلك حيث أكد الرئيس أن الشعب المصري هو الحصن الحصين للوطن وطالما ظل متماسكا وموحدا سيعبر ببلده إلى بر الأمان ويتجاوز أى مخاطر أو تحديات مهما كانت الظروف.
وتأكيدا لما ذكره الرئيس السيسي فإنه على مر العصور كان المصريون هم السند وحائط الصد المتين لحماية وطنهم ولنا فيما حدث فى أعقاب نكسة ١٩٦٧ المثل والقدوة حيث رفض المصريون جيشا وشعبا الاستسلام للهزيمة
ولم تمض سوى أيام قليلة حتى كانت موقعة رأس العش ومن بعدها تدمير وتفجير “ايلات ” الميناء والسفينة كبداية
لحرب الاستنزاف التي مهدت الطريق لحرب اكتوبر المجيدة التى قضت على غطرسة الكيان الصهيوني، ولم لا وهى
تعد النصر الأهم بل والوحيد للامتين العربية والإسلامية على العدو الإسرائيلي،
وكان لابناء الشعب المصري دور مهم فى تحقيق هذا النصر من خلال التفافهم حول جيشهم وشرطتهم طوال أيام
الحرب التي لم تشهد واقعة سرقة أو تعد واحدة ضاربين أروع الأمثلة فى تقديم مصلحة الوطن على أى مكاسب
شخصية.
على نفس المنوال كان المصريون عند حسن ظن وطنهم طوال السنوات الماضية وتحديدا فى أعقاب أحداث يناير
وحتى الآن، فلم يتخلوا عن بلدهم رغم الظروف والمخاطر التى تعرضت لها ووقفوا صفا واحدا فى مواجهة أهل الشر
وأعوانهم حتى استطاع أبطالنا من أبناء الجيش والشرطة ، وهم من نسيج هذا الشعب القضاء على جحافل الإرهاب
الذي اجتاح معظم ربوع الوطن بعد إزاحة الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل خاصة فى سيناء الغالية .
وبقدر صمود المصريين شعبا وجيشا وشرطة فى معركة الإرهاب كان الصمود أعظم فى معركة البناء والإصلاح
الاقتصادي وظهر بحق المعدن الأصيل للإنسان المصري الفقير قبل الغنى الذي اثبت للعالم أجمع أنه الحصن الحصين
والدرع القوى لحماية وطنه ولم تفلح معه الحروب الحديثة باجيالها المتعددة رابعا كان أو خامسا .