خلق حالة من التوتر تصل إلى حد النزاع ثم العداء المعلن بين دول الإقليم بشكل عام، وبين الدول العربية والدول الأخرى مع استمرار تغذية هذه الحالة كلما تناقصت حدتها، وبالتالي جر المنطقة بالكامل إلى سباق للتسلح والسعى بكل قوة لامتلاك السلاح، ومحاولات تصنيعه، واقتناء التقنيات اللازمة لتصنيع وتطوير السلاح والذخائر، مما يُحمل أعباءً ضخمة على ميزانيات دول الإقليم المرهقة من الأصل، وخصماً من الأموال المخطط استخدامها للتنمية والتعمير والتعليم والصحة وباقي المجالات.
– توزيع الأدوار على الشركاء الدوليين الفاعلين “الحلفاء الأصليين”، بحيث تتعامل أطراف في الملف السوري وآخري
بالملف اللبناني، مع دفع طرف صاحب مصلحة مضادة ومباشرة “إيران – تركيا” كقوي إقليمية ليكونا الأطراف المضادة
لبعض دول الإقليم ومتحالفة مع دول آخري، وإذا ما دققنا النظر فسنجد أن كلٍ منهما منخرط بشكل أو آخر في كل
أزمات الإقليم الحديثة فضلاً عن الكيان الإسرائيلي.
– نجحت إيران في التغلغل والتأثير، بل والسيطرة على القرار السياسي بعدة عواصم عربية عبر أذرعها المختلفة
(حزب الله بلبنان – جماعة الحوثي باليمن – الحشد الشعبي بالعراق – وخبراء الحرس الثورى الإيراني وآخرون
بسوريا)، بل وصل الحال ببعض الدول الا تستطيع انتخاب رئيس لها، وآخري لا تتمكن من تطوير قدراتها العسكرية
اعتماداً على الدعم الإيراني.
– قيام بعض الأنظمة الحاكمة في بعض الدول بتهيئة البيئة الخصبة لتلك الأطراف الإقليمية لتحقيق مأربها وعلى
سبيل المثال من سمح لجماعة الحوثي باليمن أن تنمي قدراتها بهذا الشكل؟ لماذا لم يعمل النظام الحاكم لسوريا
طوال نصف قرن على توحيد صفوف الشعب وإذابة الفوارق الطبقية والطائفية والمذهبية التي ساهم هو بنفسه في
تضخيمها مما زاد من تفكك الشعب ولُحمته حتى وصل الحال ببعض المدن السورية باستقبال المعارضة بالترحاب.
– ولسوف نجد الإجابات واضحة حيث أن الأنظمة ساهمت وبقدر كبير في تعزيز بيئة الانقسام والتفكك بشعوبها وعلى
سبيل المثال أغلب المناصب والوظائف العليا بسوريا من نصيب طائفة واحدة، وكل الوظائف المماثلة بالسودان من
حظ جماعة الاخوان المسلمين، وبالتالي فلقد ساهمت تلك الأنظمة الحاكمة بقدر من نجاح خطط التنفيذ
المستخدمة لتفتيت وتفكيك دول الإقليم.
– كان المطلوب إشعال الفتيل لإعطاء إشارة البدء في تنفيذ باقي أجزاء المخطط بعد أن تم تنقيحه، وذلك ما حدث يوم
7 أكتوبر 2023، فليس من المنطقي أن الكيان الإسرائيلي بقدراته الأمنية والاستخباراتية وقدرات من يدعمه، ولم
يتمكن من رصد الاستعدادات والتجهيزات التي قامت بها حركة حماس قبل ذلك التاريخ؟! فكان ما حدث بمثابة الفخ
المحكم، والذي أعطي الذريعة لهذا الرد الإسرائيلي العنيف الذي يرتقي إلى مرحلة الإبادة في غزة، مع التوسع
والتوغل بلبنان لتحييد قدرات حزب الله.
– شهد الإقليم مؤخراً التطبيق العملي للمبدأ السياسي الشهير “المصالح تتصالح” حيث تتواتر الانباء عن صفقة
سياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بشأن تسوية سياسية مرضية لصالح روسيا على الجبهة الأوكرانية
في مقابل تخليها عن دعم النظام السوري أمام المعارضة السورية المسلحة، وبين الولايات المتحدة وإيران في جانب
آخر لتتجنب ايران بمقتضي هذه الصفقة دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في صراعه المسلح مع معارضيه،
وذلك في مقابل إعادة إحياء اتفاق لوزان النووي الخاص بالتسوية الشاملة التي تضمن الطابع السلمي للبرنامج
النووي الإيراني، مع إلغاء جميع العقوبات على إيران بشكل تام، وبعد أن كانت إيران وروسيا الحليفان الأبرز للنظام
السوري علي مدار أكثر من عقد من الزمان سقط النظام الحاكم في دمشق أمام قوات المعارضة المسلحة خلال 13