المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : النسور الجارحة .. والعقول المتأرجحة والمصير المجهول
التغيير سنة الكون ، ودوام الحال من المحال ، ومن فُتحَت له الأبواب منذ البدء من الصفوة المصطفاة المختارة .. وأفسحتم له المجال ليدخل ليحمل الأمانة والمعاناة لأجلٍ دون هفوة ..
ثم يرحل في عزٍ وإقتدار من بعد أن يحقق الهدف
دون إنتظار لإحتجاجاتٍ في الساحات إن كانت لإحتياجات ملحة أو لمأرب ، لا كمن يتسور السور ويقتحم الأبواب عنوة ويغير الدستور ويتصور في مخيلته بالزور بأنه حق مستحق له دون الغير ولو بالقوة ، وأنه الأحق في التفرد بالتركة عن أب أو عن جد ، أو ذاك المدفوع بعجل بأفكار مؤدلجة محل نظر ، أو مدفوع له ، ليبث بذور الفرقة والهون ليحتل البلاد ويجثم على صدور العباد ، ويتوهم كالمختل بأنها ستدوم بقسوة الأغلال وكثرة المشاكل وإراقة الدم والحرمان والتواكل على الغير والإنصياع والترهل والتراكم والمهانة وزيف الوعود ..
فلا للحكم في ظل ضراوة الأطماع ميزة ، ليتقاتل عليها الرجال ، ولا الطيش البيِن والهوس الجامح للسلطة يكفل للطامعين الطامحين لرغد العيش البارح والثراء الفاحش والنساء وإستشعار الأمنة في النهار ، ولو تكذب الصورة ، ولا النوم الآمن في الليل .. ولا نجل الحاكم من الأولين السابقين .. بالضرورة حاكم عدل من ولاة الأمر .. والحاشية المُقربَة كألوان الطيف أصناف وأنواع … !!
ولا سليل الأغنياء بالحتمية غني ولا وريث الفقر ، إن يقتحم موانعه ، مُهان سيظل أبد الدهر يعاني …..
ولا الشعب الأمين على الوطن سلعة تُشتَرىَ وتُبَاع …..
ولا المغالبة على الحكم بحد السيف في غير أوان الجاهلية والفرس والروم مطلوبة ، ولا الكلام في غير مواضعه لغير الحاضر القادر الحر ، حتى الغرق فتح مبين ، ولا الحكم من أصل العقيدة ، ولا كل من أظهر الترحاب وسلم من الأتباع حريص وإن يقال له دمر يدمر ، ولا المؤاذر بالخطب والحناجر وبالخوف سند له لزوم ، ولا الثبات على مفترق الطرق إستقرار يعم ….
ولا نقل الصنم من ميدان لميدان ونهب آثار المسجد الأموي ثمة إنتصار ، كفعل داعش من قبل في تدمر …..
ولا المشورة لغير أهل الإختصاص والخبرة مرغوبة ،
ولا الجهل بقواعد اللعبة في معترك السياسة بالموروث الدموي سيحقق المنشود العادل ، ولا النفاق المتبادل ، ولا حتى الحرية على الغارب لكل من هب ودب وثار مفيدة ، وأن الحقوق مستحقة لأصحابها واجب في كل زمان ومكان ، وأن الظلم في كل الأحوال وابل من نار ..
ولا الرئيس الذي هرب ومصيره المجهول سيعود ثاني لقلب الشام البوابة الرئيسية للعُرب وللعجم ، ولا العثماني رجب والحِلف الأطلسي الذي تولى الإعداد والتمويل والإمداد من الأول سيتنازل عن سداد المقابل والتغول على الكرد شوكة الزور وعلى البترول ،
ولا الأكراد على الحدود التركية في الحسكة وعين العرب وفي عفرين والرقة والقامشلي وفي الأخير دير الزور سيخرجون من المولد ، رغم أهازيجهم وأفراحهم بسقوط الأسد وما حدث ، بغير حمص بشير ونذير ،
ولا الغرب الذي دأب وإعتاد بنسوره على أن ينشغل بشئوننا لأغراض قد تتجلى في الإطاحة بحقنا في الوجود سيتخلى عن دوره في إصدار التعليمات والأوامر بغية التقسيم اللعين والتشرذم ، وتأمين حشود الصهاينة في مقابل حٍمص دون تقاعس ، ولا المقاتلين الغرباء من كل أصقاع الأرض سيزودون عن الأرض ….
ولا الحدود الأردنية والعراقية واللبنانيه في أمان …..
وداعش سينشط على طول الخط بقافلته وطائلته ، وكل من على شاكلته وفق الحالة الراهنة …..
وطالب الطب أبو محمد الجولاني .. طالب النصرة من تنظيم داعش سابقا جردا ، ثم من تنظيم القاعدة حردا ، ثم طردا من الإثنتين …
ثم قائد هيئة تحرير الشام الآن ، ولا أعني كلاما ولا يعني تحرير الجولان بالطبع .. فكل تلكم التنظيمات كانت بردا وسلاما على الصهاينة .. !!
القائد أحمد حسين الشرع المُنتظِر ليكون الزعيم المنتَظَر إن يفرغ من نشوة الفرح والشغف والمكاسب ، لا يلبث ، وبحسب أغلب الظن ، أن يتفرغ للصراع نحو المناصب وتنحية البعض وتحييد الحرس القديم من الزمرة القريبة ، ليسطع نجمه لفترة في الميدان ، إن لم يلتهمه الإخوان ، والريبة كل الريبة في الجمع الجديد القديم منزوع الثقة بالتجربة مع من سبق ..
وربما تأتي الأحداث على غير هذا النحو وينسجم الفرقاء والأغيار على الهدف عز منانا …. وينقشع الضباب وتبين السهول والوديان والساحل والإيراني والروس ..
عسانا أن نتعلم المزيد من الدروس من الأبعاد ومن الأقارب ولو نجتري شتى المر بأي شكل والمهم أن نفهم ولا نندم ..
حتى لو يمر كل العمر كحقل تجارب .. !!