الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : الإمام .. وإعلام اللئام !!
لايختلف اثنان فى مصر والوطن العربي والإسلامي ، بل وفى العالم أجمع على قيمة وقامة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب ، وما يتميز به الإمام من ورع وحكمة وزهد وشفافية، الأمر الذى يجعله دائما وابدا محل احترام وتقدير من القادة و الزعماء، وبالطبع من ملايين المواطنين بمختلف بلدان العالم.
اقول ذلك بمناسبة الحملة الشرسة والمغرضة ، ولن ابالغ إذا قلت الخسيسة التى شنتها الابواق الإعلامية والدبلوماسة التابعة للكيان الصهيوني بسبب الموقف التاريخى للازهر شيخا ومشيخة تجاه العدوان الإسرائيلي السافر والسافل أيضا على الأشقاء في غزة ولبنان .
ولكن يبقى السؤال المهم، لماذا يهاجم هؤلاء اللئام الأزهر وشيخه؟ والإجابة ببساطة لانهما وقفا مع الحق والعدل
وطالبا بوقف الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني الأعزل وكان موقف الأزهر الشريف شيخا ومشيخة واضحا
وحاسما منذ اليوم الأول من اندلاع الحرب في غزة في أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى التى نفذتها فصائل
المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس ضد المحتل الصهيوني في السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ وحتى الآن ، فقد حذر
فضيلة الإمام الأكبر من المخططات التوسعية الإسرائيلية في العالم العربي، مؤكدا أنه لن يكتفي فقط بمحاولات
ابتلاع فلسطين.
وقال في منشور له عبر منصة “إكس” ، تجنب فيه ذكر إسرائيل بالاسم “أنا ممن يؤمنون أن الكيان المحتل قد زُرِعَ
في بلادنا ومنطقتنا ليس ليعيش في سلام جنبًا إلى جنب مع فلسطين والعالم العربي؛ وإنما لإضعاف منطقتنا
وتشتيت تركيزها عن قضاياها المهمة”.
وأضاف شيخ الأزهر محذرا من الأطماع الإسرائيلية في العالم العربي “لو فرضًا أن أمانيهم الخبيثة قد تحققت، وأخذوا
فلسطين كاملة -ولن يتحقق لهم ذلك بإذن الله- فسيبدأون في اليوم التالي التخطيط للاستيلاء على جزء جديد من
عالمنا العربي، والسطو على خيراته وموارده” .
ليس ذلك فقط حيث سجل الأزهر الشريف مواقف داعمة للقضية الفلسطينية كما ذكرت منذ اليوم الأول لعملية
“طوفان الأقصى” لعل آخرها إصدار كتاب خاص بعنوان “الإمام ورد المزاعم الصهيونية”.
تضمن توثيقًا لمقولات وتصريحات الدكتور أحمد الطيب، في صورة ردود على 18 من “المزاعم الصهيونية” حول القضية
الفلسطينية، في مقدمتها زعم “أن السلام هو قبول الآخر وإن كان محتلا، وأن ما يقوم به الفلسطينيون من أعمال
عنف وشغب هو من الإرهاب والتخريب”، وجاء فيه قول الشيخ الطيب إن “كل احتلال إلى زوال، وإن كان قُدّر أن يعيش
بيننا عدو دخيل لا يفهم إلا لغة القوة، فمن العار أن نخاطبه بلغة أخرى غير التي يفهمها أو يحترمها”.
وشكل دور الأزهر في دعم القضية الفلسطينية منذ “طوفان الأقصى” وحتى قبله في رفض التطبيع مبررا لهجوم
إسرائيلي على المشيخة، وصل حد اتهام شيخ الأزهر بـ”الحض على الكراهية”، وأن الأزهر الذي يقود نظاما تعليميا
فيه حوالي مليوني طالب “يشجع على الخطاب العدائي لإسرائيل”، حسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية مؤخرا .
وسبق أن أصدر معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي تقريرًا مطلع الشهر الماضي، طالب فيه بـ”كبح جماح
الأزهر، وتقويض سمعته دوليًا، ووقف دعمه وتمويله، بما في ذلك التلويح بالمساعدات الأمريكية المقدمة لمصر” .
واخيرا وليس آخرا شنت ” أميرة أورون “، سفيرة إسرائيل السابقة لدى مصر، هجوما حادا على الأزهر الشريف
وشيخه ، ووجهت اتهاما للمؤسسة السنية الأولى في العالم الإسلامي بأنها معادية السامية.
وأضافت السفيرة الإسرائيلية خلال لقاء تلفزيوني مع قناة “i24News” الإسرائيلية، أن الأزهر الشريف يكن عداء لا
مثيل له لإسرائيل، وأنه عداء في منتهى القسوة والصعوبة.
وزعمت السفيرة التي شغلت منصبها في مصر من الفترة من 23 سبتمبر 2020 حتى عام 2023 ، أن عداء الأزهر
الشريف وشيخه أحمد الطيب لإسرائيل يختلط بسمات معادة السامية، على حد زعمها.
وقالت السفيرة العبرية أن الشيخ الطيب يصدر دائما بيانات شديدة اللهجة وفي منتهى القسوة ضد إسرائيل، وأن
هذه البيانات معادية للسامية أيضا.
ولهؤلاء نقول ان امامنا ” الطيب ” لن يضيره تطاول قلة مغرضة من “إعلام اللئام ” في هذا الكيان المحتل أو حتى فى
اى مكان في العالم ، فكما ذكرت في البداية الجميع يعرف ويعى تماما قدر وقيمة وقامة الأزهر وشيخه الجليل .