الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ثورات الميليشيات !!

الكاتب الصحفي عصام عمران
هجوم المعارضة السورية او بمعنى أدق الميليشيات الإرهابية المسلحة وتوقيته وسرعة تحركها أمام قوات النظام يثير تساؤلات عديدة ، لا سيما أن ذلك جاء بعدما أعلنت إسرائيل وحزب الله الموافقة على بنود المفاوضات التي طرحتها إدارة بايدن لوقف الحرب ، ولهذا يرى البعض ان إطلاق “هيئة تحرير الشام” معركتَها يهدف إلى توسيع رقعة سيطرتها مع “اغتنام فرصة الضعف” الذي تعيشه الجبهة اللبنانية ، كما يهدف الهجوم كذلك للاستفادة من الغموض الذي يشوب العلاقة بين تركيا وروسيا من جهة، وتركيا والنظام السوري من جهة أخرى.
وتشهد الساحة السورية منذ فجر الأربعاء الماضي “عودة إلى البداية”، على ما كانت عليه منذ اندلاع أحداث واضطرابات عام 2011، وبعد أن تحولت إلى ساحة للنفوذ الدولي مع “الترهّل” الذي أصاب النظام. إذ رسمت المعركة في سوريا “ستاتيكو” سيطر على المشهدية لأكثر من أعوام، ويتمثل في الحلف المتين الذي تم بين النظام السوري والجمهورية الإسلامية في إيران، وحزب الله اللبناني.
كما كان للتدخل التركي منذ بداية الحراك نفوذ قوي، عبر سعي أنقرة لبناء “منطقة عازلة” في الشمال السوري، عبر
مجموعات دعمتها وموّلتها؛ بهدف إبعاد خطر التواجد الكردي عن أراضيها.
لم تقف التدخلات على أرض سوريا عند اللاعبين الإقليميين، بل تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة، شكّلت الولايات
المتحدة ما يُعرف بقوات التحالف الدولية. وتتمتع الولايات المتحدة بحضور عسكري كبير في سوريا، حيث تقود التحالف
الدولي ضدّ الإرهاب، وتسيطر بشكل كامل على المجال الجوي في شرق الفرات، الذي يُعتبر منطقة عمليات لها ، و
بغض النظر عمّا إذا كان الهدف مكافحة الإرهاب، فإنّ الأكيد أن لواشنطن مصالح “جيوسياسية ” في المنطقة، لا
سيما من خلال بسط سيطرتها على أكبر حقول النفط في محافظتي دير الزور والحسكة، عبر قوات سوريا
الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكيًا.
ولا يقتصر الحضور في سوريا على الولايات المتحدة، بل هناك لاعب رئيسي هو روسيا، التي نشطت عسكريًا بعد
عام 2015 في الدفاع عن النظام في سوريا. حيث ترسم روسيا هناك مصالح إستراتيجية ترتبط بحضورها في البحر
الأبيض المتوسط عبر قاعدة طرطوس، وجويًا عبر قاعدة حميميم السورية.
وللأسف عادت الحرب الأهلية في سوريا إلى دائرة الضوء مرة اخرى بعد أن شن تحالف جديد من
المتمردين والميليشيات ولن أبالغ إذا قلت الإرهابيين هجومًا مفاجئًا، اجتاح ” حلب ” ثاني أكبر المدن السورية .
وهي المرة الأولى التي يتم فيها الاستيلاء على أراضٍ في حلب من قبل هذه القوات منذ عام 2016، مما أدى إلى
تحطيم الجمود في حرب لم تنته رسميًا أبدًا.
وهذا الصراع المتجدد تسبب فى مقتل أكثر من 300 ألف شخص وفرار ما يقرب من 6 ملايين لاجئ خارج البلاد، وله
أيضًا تداعيات واسعة النطاق في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
وتتكون مجموعة الميليشيات الجديدة من عدة قوى وفصائل تزعم معارضتها للنظام السوري تقودهم “؛هيئة تحرير
الشام ” ، وهي جماعة تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا كانت تُعرف سابقًا باسم جبهة النصرة ، ولكنها قطعت
علاقاتها رسميًا مع تنظيم القاعدة وكانت الحاكم الفعلي في إدلب. وانضمت إليها مجموعات مدعومة من تركيا وأخرى
كانت مدعومة سابقًا من الولايات المتحدة.
ومما زاد الوضع تعقيدًا أن قوات سوريا الديمقراطية تولت بعض هذه المناصب لأن عمودها الفقرى هم المقاتلون الأكراد
من خلال مجموعة تُعرف باسم وحدات حماية الشعب (YPG)، والتي قاتلت سابقًا مجموعات معارضة سورية أخرى ،
و تراها تركيا امتدادًا لمجموعة تعتبرها منظمة إرهابية .
أخيرا وليس آخرا نؤكد أن ما يجري على الساحة السورية يمثل محاولة جديدة لإحياء مخطط ٢٠١١ وهو ما أطلقوا
عليه الربيع العربى والذي كان ولا يزال يستهدف إسقاط دول المنطقة وتفتيت مؤسساتها الوطنية وطمس هويتها
وتسطيح عقول المواطنين لاسيما الشباب والنشء الصغار ، ومن هذا المنطلق يجب علينا جميعا الإنتباه جيدا لما
يحاك من حولنا ونلتف حول قائدنا المخلص وجيشنا الوطني وشرطتنا الابية الذين حموا البلاد والعباد طوال السنوات
الماضية من الوقوع فى براثن مثل هذه الميليشيات التى تتخذ من دعاوي الثورات والمعارضة والتحرر ذريعة لهدم
الأوطان ، ولم نرهم يومآ يرفعون السلاح فى وجه الأعداء والمحتلين !! .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.