عبد الناصر البنا يكتب : ماسبيرو .. وحلم العودة !!
حالة من الارتياح الشديد تجتاح العاملين فى حقل الاعلام فى مبنى ماسبيرو بعد صدور القرار الجمهورى بإعادة تشكيل الهيئات الاعلامية الثلاث التى من المفترض أن تدير منظومة الاعلام فى السنوات الأربعة القادمة ، خاصة بعد أن طالت إتهامات مسئولين كبار للمرة الثانية فى الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية التى تتصدر منظومة الاعلام فى مصر لـ سنوات ، متخطية كفاءات وقامات إعلامية كبيرة على قدر عالى من المهنية فى ماسبيرو وغيره ، بخلاف إنفاق غير مبرر وصل إلى حد الإسراف فى أعمال درامية وبرامج لاتقدم ولاتؤخر ، ولكن دوما نقول ” أن تأتي متاخرا .. خيرا من أن لاتأتى ” !!
إرتياح شديد لدى العاملين فى ماسبيرو وحتى من خارج الوسط لـ إعادة بث الأمل وعودة الحياة من جديد فى هذا المبنى العتيق القابع على نيل القاهرة ، بعد الترهل الشديد الذى أصاب منظومة الاعلام فى مصر كما ذكرت آنفا على يد ” المتحدة ” والتجاهل الذى وصل إلى حد النسيان لمبنى ماسبيرو وريادته للإعلام العربى منذ بداية الستينات فى القرن الماضى حتى عهد قريب .
والحقيقة أن الاعلام المصرى يمر بأزمة شديدة ؛ أعتقد أنه آن الأوان أن تلتفت القيادة السياسية إليها ، بوادر الأزمة بدأت مع مايسمى بثوره يناير 2011 وماترتب عليها من فقدان مبنى ماسبيرو لا أقول لـ إمتيازات كثيره كان يحصل عليها ، وإنما تعرضه لمؤامرة مدبرة أحيكت بليل ، كان الهدف منها إفشاله وخنقه وسحب البساط من تحت أقدامه ؛ تمهيدا لإعلان وفاته ، على الرغم من أن ماسبيرو هو الذى حمى مصر فى أشد الأوقات ، وهو الذى حمل هموم الوطن ومشاكل المواطن المصرى ، وهو الذى يراعى الضمير المهنى ، ولم يراهن يوما على أن ينافس على القبح والعرى والفضائح ، وهو الذى يحرص أبناءه على تقديم رسالة إعلامية هادفة ترعى مصلحة الوطن والمواطن ، بعد أن تعرض لـ ” مؤامرة كبرى ” كان هدفها هدم هذا الكيان القوى والنيل منه ماديا ومعنويا .وهو ماحدث بالفعل للأسف !!
الأزمة كانت أشد وطأه بعد إلغاء وزارة الاعلام ، وبإعتقادى أن التعديل الدستورى الذى ألغى الوزارة كان واحدا من
التعديلات الصادمه ، بل ويعد واحدا من أفشل التعديلات التى إتخذت فى تاريخ مصر ، فهل يعقل أن تكون دولة فى
حجم جمهورية مصر العربية وماتمتع به مكانة فى محيطها العربى الإقليمى والدولى ولايوجد فيها صوت للإعلام فى
الحكومة ، أو وزير للأعلام يتحدث بإسم الدولة ، حاصل القول أنه تشكلت الهيئات الثلاث عوضا عن الوزارة ، ثم
إستحدثت وزارة دولة للأعلام ؛ وزارة بدون وزير أو صلاحيات ، وكأن الجبل تمخض فولد فأرا ، وجاءت المتحدة ” بالبرتيته
” لتقضى على ماتبقى من المنظومة ، ومن فشل إلى فشل وصلنا إلى ماوصلنا إليه !!
وحتى لا أطيل دعونى أصدقكم القول أنها “الإرادة السياسية ” فقط هى التى فى يدها إعطاء ” قبلة الحياة ”
لماسبيرو ، فى يدها عودة قطاع الإنتاج فى التليفزيون إلى عهدة ليتصدر سوق الدراما فى مصر ويصدر قوتها الناعمة
إلى كل أرجاء الوطن العربى من المحيط إلى الخليج ، فى يدها عودة قناة النيل للأخبار عوضا عن الإسراف غير المبرر
فى قنوات إخبارية ثبت فشلها ، عودة قناة النيل الدولية بفكر جديد يواكب العصر ويخاطب العالم بلغته ، عودة القناة
الفضائية المصرية باكورة القنوات الفضائية فى سماء الاعلام العربى منذ إنطلاقها فى ديسمبر 1990 ، عودة القوة
الناعمة لمصر ، عودة ماسبيرو لسابق عصره وأوانه ، لـ يتصدر المشهد الاعلامى فى العالم العربى .. فهل هذا حلم
بعيد المنال ؟
والله لو تم ضخ 10 % من ميزانية الشركة المتحده فى ماسبيرو هنشوف مصر حاجة تانية ، ولكن ” بح صوتنا ” وكأننا
نؤذن فى مالطا ” ، أبناء ماسبيرو فى حاجة ماسة لمن يرعاهم ” ماديا / ومعنويا ” ، لمن يرعاهم صحيا ، لمن يربت
عليهم ، لمن يقول لهم ” أنا شايفكم ” ، نحن لانطمع فى شىء إلا أن يعود ماسبيرو زى زمان واحسن ، يرجع قلعة
للاعلام فى العالم العربى
مش عاوز أطيل مشاكل أبناء ماسبيرو والله بسيطة جدا ، وممكن تتحل بجرة قلم لوخلصت النوايا ، أبناء ماسبيرو مش
عاوزين حاجة غير دعم معنوى ، أما بالنسبه للدعم المادى القليل يكفى لعوده الحقوق المهدرة لابناء ماسبيرو
واخرا وليس اخيرا .. تصريحات المسلمانى للأهرام كانت بارقة أمل ، يارب يكون القادم أفضل .. يجعله عامر !!