احتفالاً بـ”عيد الاستقلال” الـ 69 واليوبيل الفضى لـ”العرش” :مصر والمغرب .. علاقة أخوية متفردة

ملتقى الأعمال المغربى-المصرى.. نموذج للتعاون العربى الأفريقى

كتب مصطفى ياسين :

عقد “ملتقى الأعمال المغربى المصرى” اجتماعه الدورى السادس، تحت شعار “نحو شراكة عربية إفريقية”، على أرض الكنانة، بأحد فنادق التجمع الخامس، احتفالاً بالعيد الـ 69 لاستقلال المغرب، واليوبيل الفضى لجلوس جلالة الملك محمد السادس، على عرش المملكة المغربية

استعرض الملتقى فيلما وثائقياً عن إنجازات قيادة البلدين. بحضور السفير المغربي محمد آيت وعلى، المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، وعدد كبير من الدبلوماسيين، على رأسهم ممثل سفارة زامبيا، ورجال الأعمال والإعلام والسياسة والفكر والثقافة من البلدين، تلبية لدعوة السفيرة د. سميرة العشيرى، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أبناء المغرب ومصر للتنمية،

شهدت فعاليات الاحتفال زخماً فكرياً ورغبة صادقة من الجميع بحتمية ووجوب التضامن والتعاون بين البلدين باعتبارهما نموذج يحتذى لبقية الدول العربية والإسلامية، فى ظل عالم التكتلات الاقتصادية والتحالفات السياسية، والذى لا مكان فيه للضعفاء أو المتفرقين.

بدأ الحفل بتلاوة قرآنية للشيخ د. ماهر الفرماوى وبعد السلام الجمهورى للدولتين  استهلت د. سميرة العشيرى رئيس مجلس إدارة مؤسسة أبناء المغرب ومصر للتنمية الحفل بتقديم التهنئة للمملكة المغربية بعيد الاستقلال، ولجلالة الملك محمد السادس بمناسبة اليوبيل الفضى لتربعه على العرش .. مشيرة إلى أن المملكة المغربية ومصر تربطهما علاقات تاريخية عرقية، وأصول أمة عربية واحدة، وتؤكدها القيادة السياسية فى البلدين في مختلف مجالات الحياة، لدفع عجلة التنمية والرخاء وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في البلدين.

وقالت العشيري: إن مؤسسة “أبناء المغرب فى مصر للتنمية” لها بصمة كبيرة فى توطيد العلاقات بين البلدين

جناحا أفريقيا

وأشاد السفير المغربى بالقاهرة، محمد آيت وعلى، بما أنجزته مصر من خطوات ناجحة جدا لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة فى إقليم غير آمن، وهى آمنة مستقرة، لديها بنية تحتية متكاملة متطورة، وذات الشئ حدث فى المملكة المغربية بما حققه لها الملك محمد السادس من قفزة نوعية ممتازة ومكانة متميزة محلياً وإقليميا ودولياً، حتى صارت تصنع أكثر من ٧٠٠ ألف سيارة للتصدير سنوياً، بمعدل سيارة في الدقيقة، فضلاً عن تصنيع الأجزاء الدقيقة للطائرات، فصار المغرب هو المستثمر الثاني بعد الصين افريقيا.

وأكد السفير المغربي أن تكامل البلدين وتكاتفهما يجعلهما كـ”جناحين” ترفرف بهما افريقيا، قائلا: لقد كلفت بدفع هذا التعاون فى كل المجالات، خاصةً الصناعة فهى القاطرة للسياسة والعلاقات، ووجدت رغبة وتوجها فى وزارة الخارجية فى البلدين للتعاون وأن نكون نموذجا للتضامن، فعلينا الاهتمام بالتجارة والصناعة لدعم العلاقات، وسفارتنا مفتوحة لكل مجد.
واستشهد السفير المغربى على تعمق العلاقات بين البلدين بامتلاء مقاعد الطائرة يومياً فى رحلتين للخطوط الملكية والمصرية، في ظل تحقق الأمن والاستقرار والبيئة الحاضنة للاستثمار.

بوابتا أفريقيا

وأشار السفير أشرف إبراهيم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، سفير مصر الأسبق لدى المملكة المغربية، إلى ان عمله بالمغرب كان بمثابة تجربة ثرية على مدار أربع سنوات، وكانت هناك تفاعلات في العلاقة بين البلدين، كما أن العلاقة بين مصر والمغرب تربطها قواسم مشتركة على المستوى الإنساني والتاريخي والدينية،

وكذلك العلاقات التجارية والسياسية. مؤكدا أن المملكة تشهد تطورا كبيرا في البنية التحية والمستوى الاقتصادي والاجتماعي كما أن هناك تطورا شبه يومي ما يدل على الجهد الكبير الذي يقوم به الملك محمد السادس على مدار٢٥ عاما تولى خلالها العرش.
ووصف السفير أشرف إبراهيم، مصر والمغرب بأنهما بوابتان رئيسيتان للقارة الإفريقية ما يحقق التعاون والنجاح على جميع الأصعدة خاصة التجارية والاستثمارية.

نموذج يحتذى

وأشاد م. هيثم حسين رئيس مجمع عمال مصر بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لخلق علاقات التعاون بين

البلدين وبناء مستقبل مشترك، مؤكداً أن القومية العربية ليست شعارا نردده بل هي واجب وطني مفروض علينا أن

نمارسه ونطبقه عمليا، واصفاً العلاقات المصرية المغربية بأنها نموذج يحتذى للبلاد وقاطرة للتنمية المستدامة

العربية، داعياً لتأسيس مشاريع تنموية شاملة لخدمة البلدين، من خلال ترسيخ نظرة جديدة للتعاون يقودها الابتكار

والإبداع والاستدامة. وإنشاء صندوق استثماري مشترك، ووضع معايير موحدة للجودة، والربط اللوجستي وإقامة منصة

موحدة لتقديم بيانات مشتركة.

وأكد م. هيثم حسين أن وحدة أمتنا وحسن استثمارنا لإمكاناتنا ومواردنا الضخمة هو السبيل لتقدمنا وازدهارنا، بما

يجعلنا نقدم القدوة والنموذج فى التعاون والطموح، من خلال رسم خريطة طريق للتقدم.

نهضة القارة السمراء

واستعرض العضو المنتدب للبنك التجارى وفا بنك، مصر، “معاوية صقلى”، المسيرة البنكية للمجموعة فى مختلف

دول القارة السمراء، قائلا: هدفنا تحفيز التعاون العربى الأفريقى للنهضة بالقارة السمراء، ونخدم أكثر من ١٢ مليون

عميل فى أفريقيا، ودورنا محوري لتذليل العقبات والتحديات أمام المصدرين المصريين تحقيقا لرؤية مصر ٢٠٣٠.

شراكة عربية أفريقية

وعرض المستشار خالد اسماعيل -امين عام مجلس الأعمال المغربي المصري- لفرص الاستثمار، وريادة الأعمال،

والاقتصاد الأخضر والصناعة التقليدية، والسياحة والتطور العقاري، والاستثمار الرياضي، والأهم سبل تقوية أواصر

الانفتاح، والتعايش بين الشعبين من أجل جعل الثقافة والاقتصاد جسرا للاستقرار والسلم الاجتماعي.

وقال أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية، أن التكامل الاقتصادي والتجاري هو حلم الشعوب قبل أن

يكون إرادة سياسية، مشيرًا إلى ضرورة تحقيق حلم التكامل بين مصر والمغرب عبر استغلال عوامل القوة المشتركة

بين البلدين، بما في ذلك الاتفاقيات الثنائية المتعددة، واتفاقية التيسير العربية، واتفاقية أغادير، وأخيرًا اتفاقية التجارة

الحرة القارية الإفريقية.

وأشار إلى أن اتحاد الغرف التجارية سيعمل، بالتعاون مع رئيس جامعة الغرف المغربية، على تحويل هذه الرؤى إلى

واقع ملموس عبر إنشاء غرفة عمليات لربط أعضاء الاتحاد

ضم يوم الاحتفال ثلاث جلسات قيمة تطورت إلى جلسات ولقاءات شراكة فعلية، كما تناولت: التعاون التجاري

والصناعي، وفرص الاستثمار، ومستقبل ريادة الأعمال بين البلدين، بمشاركة وحضور كبار رجال الأعمال والمستثمرين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.