الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: الذكاء الاصطناعي .. والخبث الطبيعي !!
فى الوقت الذي يتحدث فيه الخبراء و الباحثون عن الثورة الهائلة التى تحققت فيما يعرف بمجال أو علم الذكاء الاصطناعي .. ان صح التعبير ، والذي بات موجودا ومتغلغلا فى شتى مناحي الحياة من حولنا نجد من يبهرنا بدهائه ولن ابالغ إذا قلت خبثه الطبيعي فى مخالفة القوانين واللوائح والتعدى على حقوق الآخرين جماعات أو أفرادا .
اقول ذلك بمناسبة الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا لقيام احد المواطنين بطمس لوحات سيارته الفارهة بطريقة أقل ما توصف أنها ” جهنمية ” يصعب على ابليس نفسه التفكير فيها !! .
فعلى طريقة أفلام جيمس بوند الشهيرة، قام الشاب الثرى بطمس أرقام لوحات سيارته المعدنية عبر تركيب ستارة
كهربائية بالريموت كنترول للهروب من مخالفات الرادار ، و مع ذلك تمكنت الإدارة العامة للمرور، من ضبطه و سيارته
الفارهة “مرسيدس”، نظرا لقيامه بتركيب ستارة كهرباء على أرقام اللوحة المعدنية للهروب من مخالفات الرادار !! .
ويوضح الفيديو المتداول كيف اكتشف أحد الضباط تجهيز تلك السيارة بجهاز تحكم عن بُعد “ريموت كونترول” يسمح
بإخفاء اللوحات المعدنية وتغيير أرقامها حين المرور على أي رادار، من أجل تفادي المخالفات المرورية ، وأقر المتهم
خلال التحقيق معه بطمس اللوحات المعدنية عن طريق ستارة كهربائية يتم التحكم فيها عن بعد بقصد الهروب من
أجهزة الرادار المنتشرة بمختلف الطرق لاسيما السريعة، ورغم ذلك اكتشفت حيلته الخبيثة وسقط فى قبضة رجال
المرور الأمر الذى يؤكد عدم وجود جريمة كاملة مهما كان ذكاء أو خبث مرتكبها والمامه بالطرق والاساليب الحديثة
فى التخفي والخداع ، ينطبق ذلك بالطبع على كل أنواع الجرائم والمخالفات وليست قاصرة فقط على طمس أرقام و
لوحات السيارات .
ووفقا لما ذكره اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية الأسبق فى تصريحات صحفية واعلامية تعليقا على تلك
الواقعة ، فإن العقوبة المنتظرة على سائق تلك السيارة طبقا لما حدده القانون فى هذا الشأن الحبس لمدة لا تزيد
عن 6 أشهر أو غرامة لا تقل عن 300 جنيه ولا تزيد عن 1500 أو بإحدى العقوبتين.
يأتى ذلك فى الوقت الذي تقدمت فيه وزارة الداخلية بمشروع قانون جديد لمجلس النواب -يناقش حاليًا- لتغليظ هذه
العقوبات، بزيادة عقوبة الحبس لمدة (لا تقل عن سنة) وزيادة الغرامة المالية بحد (لا يزيد عن 5 آلاف جنيه).
فى النهاية أؤكد أنه لشىء جميل أن يستخدم الإنسان أحدث ما وصل إليه العلم من تكنولوجيا، ولكن الأجمل أن
يستغل ذلك فيما يعود بالنفع عليه وعلى المجتمع وليس الأضرار بمصالح الآخرين سواء كانوا افرادا أو جماعات كما
ذكرت في البداية .